17 نوفمبر، 2024 5:49 م
Search
Close this search box.

ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ

ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ

كان استغراق زعماء عرب في نوم عميق اثناء انعقاد
قمة تونس العربية لافتا للأنظار، خاصة ان ابرزهم ، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أصحاب قضيتين محوريتين في العمل العربي المشترك، ويحتاجان اكثر من غيرهما الى دعم الزعماء العرب الآخرين.

لا نجادل مطلقا في ان الخطب التي القاها معظم الزعماء العرب في الجلسات العلنية للقمة كانت مكررة، ومنزوعة الدسم، وتبعث على الملل والتثاؤب في الوقت نفسه، ولكن ليس من الصعب تحمل الساعات القليلة التي استغرقتها جلستي القمة، ومقاومة النعاس وبالتالي النوم.

لا نعرف ما اذا كانت كاميرات التلفزة التي التقطت لنا مناظر زعماء عرب وهم يغطون في النوم قد تعمدت هذه الخطوة، ام انها كانت اجتهادا من المصورين الذين يبحثون عن الجديد المثير الذي يكسر حالة الرتابة في التغطية، ولكننا نجزم ان المسؤولين “الكبار” عن هذه التغطية لم يريدوا ذلك، وايا كان السبب فإن هؤلاء، أي المصورين، والمخرجين الذي اشرفوا على نقل وقائع البث يستحقون جوائز الاوسكار، لانهم ابدعوا في توثيق حقيقة الانهيار الذي تعيشه مؤسسة القمة العربية، والجامعة العربية، والعمل العربي المشترك عموما.

من المؤكد ان القمة المقبلة التي من المقرر ان تنعقد في الموعد نفسه العام المقبل، سيكون من ابرز لافتاتها، واحدة كبيرة تقول “ممنوع النوم”، ولا نستغرب ان يتم توزيع حبوب “منع النوم” على المشاركين فيها، وخاصة المتقدمين في السن، وهم الأغلبية على أي حال.

النظام الرسمي العربي بات هرما، متهالكا، ويعيش وضعا مأزوما، يشي بأن الانهيار بات وشيكا، ان لم يكن قد بدأ فعلا، وما جرى داخل القاعة الرسمية لاجتماعات الزعماء في قمة تونس هو الدليل الدامغ في هذا الصدد.

لا نلوم الزعماء الذين يتجنبون حضور هذه القمم، او الآخرين الذين يعتذرون عن استضافتها، فالقمم العربية فقدت قيمتها واهميتها، وأصبحت مضيعة للوقت وللكثير من الأموال التي تنفق عليها، وهناك من هم احق بها من الفقراء والمعدومين والجوعى، وما اكثرهم في بلداننا.
الخاتمة .فالقمم العربية فقدت قيمتها وأهميتها، وأصبحت مضيعة للوقت وللكثير من الأموال التي تنفق عليها، وهناك من هم أحق بها من الفقراء والمعدومين والجوعى، وما أكثرهم في بلداننا “.
إن هـذه الـقـمـم لا تـعـقـد لـبـحـث مـشـاكـل وأزمـات الـشـعـوب الـمـسـتـثـنـيـة مـن كـتـاب الإنـسـانـيـة بـل تـعـقـد للـبـهـرجـة وإضـافـة بـعـض الـمـسـاحـيـق الـكـاذبـة عـلـى الـنـظـام الـمـسـتـضـيـف لـهـذه ” الـعِـمـم “ وثـانـيـا تـعـقـد لإثـبـات الـولاء الـمـطـلـق واللامـشـروط للأجـنـدة الـصـهـيـونـيـة الـتـي تـكـون مـصـالـحـهـا هـي الـعـلـيـا وآهـات وعـويـل وبـكـاء الأطـفـال والأرامـل فـي الـوطـن الـعـربـي بـرمـتـه تـكـون مـطـالـبـهـم واسـتـغـاثـاتـهـم هـي الـدنـيـا .
إنـه لـمـن الـعـار والـشـؤم والـشـنـار وفـراغ أرض فـلـسـطـيـن مـن الـرجـال أن يـكـون عـلـى رأس مـن يـمـثـل أنـبـل وأقـدس وأشـرف قـضـيـة عـلـى وجـه الأرض دمـيـة مـتـحـركـة يـتـم شـحـن بـطـاريـاتـهـا فـي تـل أبـيـب ، أمـا الـمـسـمـى هـادي مـنـصـور فـهـو رئـيـس الـغـفـلـة أعـادت غـسـل دمـاغـه آثـار الـرنـيـن الـبـتـرودولاري لـيـمـسحـوا بـه وبـسـبـب قـبـولـه دورعـبـد فـي مـسـرحـيـة دمـويـة تـأكـل شـعـب الـيـمـن الأبـي بـتـدمـيـر شـرفــاء الـيـمــن وإسـتـنـبـاث أعـشـاب ضـارة وطـفـيـلـيـة مـكـانـهـا مـن مـجـرمــي الـقـاعــدة لـيُـسـتـعـمـلـوا عـنـد الـحـاجـة.
إن هـذه الـقـمـمُ الـعِـمـمُ الـشـؤمُ تـسـارع الـخـطـى نـحـو الإجـهـاز عـلـى فـلـسـطـيـن وتـأكـيـد الـولاء الـمـطـلـق لآل صـهـيـون وتـتـفـق ( وهـذا يـعـد الإتـفـاق الـوحـيـد ) الـمـمـيـز لـهـذه الـمـهـزلـة بـضـرب صـمـود الـفـكـر الـرافـض لـتـواجـد هـذه الـكـيـانـات الـعـنـكـبـوتـيـة الـمـأمـورة مـن قـبـل الـعـدو ، ثـم الـعـمـل عـلـى إشـعـال نـيـران الـدمـار فـي أكـثـر مـن قـطـر خـدمـة لـمـشـروع إعـادة الـعـرب إلـى الـعـصـر الـجـاهـلـي الأول بـصـيـغـة طـائـفـيـة مـقـيـتـة تـفـكـكـ الـنـسـيـج الإجـتـمـاعـي وتـخـدم الـدعـايـة الـمـحـمـومـة لـتـشـويـه الإسـلام .
إن الـنـائـمـيـن يـعـلـمـون أن الـكـفـيـل يـقـوم بـدوره ولـهـذا إرتـؤوا الإنـزواء والـدخـول فـي نـوبـة نـعـاس لـذيـذ ولـسـان حـالـهـم يـردد مـادحـا كـفـيـلـهـم (حـكـمـت فـعـذلـت وشـعـوب الـعـرب تـمـوت ) إنـهـا إسـتـراحـة عـبـيـد وبـعـدهـا سـيـقـومـون كـمـن يـتـخـبـطـه الـجـن مـن الـمـس فـي تـبـلـيـغ رسـائـل الـهـوان والـخـذلان وفـنـاء الـعـمـران .
أمـا الـمـعـدومـيـن والـجـوعـى فـلـنـيـل بـعـض فـتـات عـرابـي الـقـمـم والـمـؤامـرت ولـيـسـت مـؤتـمـرات فـلـهـم حـل مـن إثـنـيـن إمـا الـتـجـنـيـد فـي صـفـوف الإرهـابـيـيـن الـقـتـلـة لـتـكـمـلـة مـشـروع جـز هـذه الأمـة أو إنـتـظـار الـمـسـاعـدات الإنـسـانـيـة الـمـعـجـونـة بـدقـيـق الـتـنـصـيــر.
وقـد صـدق مـعـروف الـرصـافـي حـيـن قـال:
يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُ
ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ
وتأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا
ودَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا
وتَثبتُّوا في جـهـلكم فالشرُّ أن تتعلَّــموا
أما السياسة فاتـركوا أبـداً وإلاَّ تندمـوا
إن السياسـة سـرُّها لو تعلمون مُطـلسَمُ
وإذا أفَضْتم في المبـاح من الحديث فجَمْجِموا
والعَدلَ لا تتوسَّمــوا والظلمَ لا تتجَّهـموا
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهــو مُكرَّمُ
فليمُس لا سـمـع ولا بصر لديه ولا فــمُ
لا يستحـق كرامــة إلا الأصم الأبكــمُ

أحدث المقالات