أنتقل الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة إلى أن وصل إلى الفن ومسلسلات الفكاهة, ومنها تسلل وبهدوء لينفذ من بين يدي الجميع , ليصل اليوم إلى التقاتل عبر الأفلام والأعمال التلفزيونية, و إلى التصارع في تأييد أو رفض هذا العمل التلفزيوني أوذاك , كونه يحمل بين طياته إيماءة أو إشارة إلى السنة أو الشيعة سواء كان ذلك من قريب او من بعيد .
ناصر القصبي ممثل كوميدي سعودي , طرح هذه السنة وبأسلوب فكاهي موضوعة الدولة الإسلامية وسيطرتها على أجزاء واسعة من سوريا والعراق و بمسلسل حمل عنوان – سلفي- أنا لم اشاهد منه ولا حلقة ..
شباب عراقيين شيعة طرحوا عبر الأنترينت حملة لتأييد هذا الممثل – رغم أنه من بلاد الوهابية – واعتبروه بطلاً وصاحب رؤية- لأنه ينتقد النواصب.. وفي المقابل شباب وعلماء دين سنة قادوا حملة تشهير ضد ناصر القصبي وأتهموه أنه يسيء بصورة غير مباشرة للمذهب , ومنهم من طالب بالإقتصاص منه كونه يؤيد وجهات نظر يطرحها الروافض .
يذكرني هذا المسلسل بمسلسل أخر شاهده الملايين قبل ثلاث سنوات حمل أسم(الحسن والحسين ) , لم تعرضه القنوات العراقية حينها بسبب رفض البرلمان العراقي الإساءة إلى آل البيت بما أحتواه المسلسل من مشاهد لاتعجب نواب الكتلة الأكبر في البرلمان , كذلك كان المسلسل ممول من الوهابية كما قالوا حينها .
ما أريد أن أصل إليه أن الصراع المذهبي في المنطقة وصل مستويات تجاوزت كل حدود المعقول , وأنتقلت من الجهلة والسذج إلى الشباب الذين يفترض أن يكونوا أكثر وعياً وإدراكاً لمايجري لهم.. الشباب الشيعة (الذين يعيشون وهم البطولة التي يمثلها القصبي) هم من يقودوا حملة التأييد لناصر القصبي , إذ اصبح بطلاً بنظرهم والواجب الديني يقتضي الوقوف
إلى جانبه .. فيما الشباب السني (الواهم بأن ناصر يعبر عن وجهة نظر معادية ) يرون أن الإقتصاص من ناصر ضرورية لأنه تعدى على مباديء وعناوين يؤمنون بها.. علماً أن شباب الطرفين هم وقود لنار لم يسلم منها سوى من أشعلها, ومن أستفاد من اللعب على وترها , وأقصد من جلس على كرسي الحكم في العراق – بيت القصيد – وأثرى من المال العام والخاص والمختلط, واستفاد من حرب مذهبية- طائفية لعينة حقيرة لم يربح منها سوى أعداء البلد والمتربصين منه من الشرق والغرب..
في الختام أوصي الفنان الرائع ناصر القصبي بالطلب من منتج المسلسل بإيقاف عرضه والأستعاضة عنه بمسلسل طاش ماطاش الجزء 100 لضمان حياته التي باتت مهددة من طرفين لايملكون لأنفسهم ضراً ولانفعاً..
