“أفضل الجِهاد كلمة عدل عند إمام جائر.” حديث نبوي شريف.
محافظة ذي قار, كانت تحمل اسم لواء المنتفك, ليتحول اسمها إلى لواء الناصرية, بعد قيام الجمهورية العراقية, وبقيت تحت هذا الاسم إلى عام 1969, إبان بداية حكم البعث, حيث تم تغيير الاسم لمحافظة ذي قار.
كانت الناصرية منذ القِدم مدينةً المجاهدين, فمنها مجاهدون ثورة العشرين, الذين كانوا يهاجمون قطار الجيش البريطاني, عندما يصل قرب البطحاء, وكان المجاهدون يستترون ببعض الأشجار, حتى أن ضباط الجيش, كانوا يوصون جنودهم, بالحذر من الأشجار التي وصفوها (بالخبيثة), وهي من المفاخر التي يعتز بها, من يعرف تأريخ محافظته, بينما يسخر منها الجهلة.
عانت محافظة ذي قار, من الإهمال الكبير بدلاً, مِن أن يقوم الحكام على الاهتمام بها, فقد أوقفت جميع مصانعها, كالأسلاك والقابلوات والنسيج الصوفي, وساء وضع الزراعة, وجففت الأهوار التي كانت تعج بالسياح الأجانب, ما اضطر أبناءها للعمل, بكافة المحافظات لا سيما بغداد العاصمة, ما بين قمع البعث منذ تسنمهم السلطة, مرورا بجهاد الأهوار المفخرة, وانتفاضة شعبان الخالدة, وصولاً إلى ما نعيشه الآن, انتهى الأمل فكان الجزاء, بعد حربهم وتضحياتهم, للقضاء على داعش, إيغالٌ في التحجيم , رغم استخراج النفط الذي, لم يحضوا من مروده سوى الإهمال.
قامت احتجاجات تشرين عام 2019, لتكون حصة الناصرية من التضحيات, الأعلى بين محافظات الوسط الجنوب, وما بين مُندَّسٍ حاقد على أهلها, لحربهم ضد داعش, ومتربص للوصول إلى سدة الحكم, وآخر راكِبٌ للموجة, من أجل الحفاظ على ما حصل عليه؛ من استثراء غير مشروع, عن طريق انتهازه الفرص, والتغلغل في بعض المناصب, وآخذي الإتاوات بحجة حصة المكونات, ليسقط ثلة من الشباب, فاق عددها المئات بين جريح وشهيد.
أنوف أبت أن تُذَل, رغم ما رافق الاحتجاجات, من سلبيات لم يقبل عنها الأغلبية, من أهل المحافظة الشرفاء, ولشعور الفاسدين بقرب نهايتهم, فالاعتقاد السائد عند أغلبية الشعب, أن المشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة, سَتكسر شوكة الفاسدين, ليزيد الطعن بالمحتجين, عند قرب زيارة بابا الفاتيكان, ليسقط الفاسدين جهوداً, لجلب المستثمرين بدل المقامرين, أصحاب الشركات الوهمية.
أوصت المرجعية بنبذ المندسين مراراً, كما قام أهل الحكمة بتهدئة الصراع, لحين الانتخابات المرتقبة, ولكن لتفشي الجهل بعواقب الأمور, فقد استغل من ركب الموجة, ذلك الصنف من المشاركين, ليضرج أرض الناصرية, دم زكي وأرواح طاهرة, تصعد لخالقها شاكية الظلم.
” الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد؛ ثم يهدأ لبناء الأمجاد”/ محمد متولي الشعراوي_ عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق.