هاشتاغ امتلأت به وسائل التواصل الاجتماعي وتداوله شباب الاحتجاجات في ساحة التحرير وغيرها من الساحات في كافة محافظات العراق و لكن ما هي دلالات هذا الهاشتاغ .
ان ابرز دلالات هذا الهاشتاغ تتمثل في تعمق مفهوم حقوق الانسان لدى هذا المجتمع رغم ان هذا المصطلح يحاط بالسخرية والهزء خلال تداوله الا ان انتشار هذا الهاشتاغ يدلل بما يقطع الشك ايمان هؤلاء الشباب بحقوقهم وان نزولهم الى ساحات الاحتجاج جاء لاستعادة تلك الحقوق المسلوبة والمغتصبة.
حين تتجول في الساحات وتشاهد التقارير المصورة عنها تدرك تصاعد حالة الوعي بالحقوق المستلبة وضرورة استرجاعها كما تدرك مدى القوة والصبر والثبات والعزيمة التي يحملها هؤلاء الشجعان .
ان انتشار المطالب العامة الواعية التي يرفعها هؤلاء المحتجين رغم تدني المستويات العلمية لبعضهم و رغم الفقر المدقع الذي يعيشه الكثير منهم لهو حالة تدعو الى الفرح و الانتشاء اذ لا تجد هؤلاء يطالبون بمطالبهم الشخصية والخاصة.
ما لا يمكن انكاره ان المطالب الخاصة و الشخصية هي امر ليس سيء و لكن ان يتم تناسيها و رفع مطالب عامة فهو امر جدير بالتوقف عنده كثيراً.
لقد تحدى هؤلاء الشباب العنف و القتل و التنكيل والاعتقال و نزلوا الى ساحات الحرية و اعلنوا بثبات و تصميم انهم اخذون حقوقهم مهما كلف الامر .
انه لشعور رائع وعظيم ان يخرج جيل يطالب بالحقوق العامة رغم عمليات التجهيل و التسطيح التي مارستها احزاب السلطة .
في ساحات الاحتجاج ستجد صوراً ومواقف ستبقى عالقة في ذهنك صور عن الايثار و التكاتف والتعاضد والتسامح لا تجدها في غيرها من الايام وهذا يعني ببساطة ان هؤلاء الشباب قد حزموا امرهم ليشكلوا كتلة واحدة تقف بوجه كتل الفساد وتأخذ حقوقها رغم التحديات الداخلية والخارجية المحيطة بهذا الحراك .
ان هذا الهاشتاغ يعبر بقسوة عما يجتاح تلك النفوس المتألمة لحال بلدها فالشعور بالظلم و الحيف وغمط الحقوق والفساد المستشري شكل الدافع لانتزاع الحقوق المغتصبة والتعبير بالاخذ يعني وجود القوة والقدرة على استعادة تلك الحقوق المسلوبة وهو ما اعطى ثقة و ثبات لتلك الهبة الوطنية الشعبية.