23 ديسمبر، 2024 10:04 م

نازحي الأنبار يدخلون .. بغداد بحصان طروادة .!

نازحي الأنبار يدخلون .. بغداد بحصان طروادة .!

وهو ليس الملك فيصل الأول (1921- 1933) وإبنه الملك غازي ( 1933- 1939 ) والملك فيصل الثاني ( 1939 – 1958 ) لم يكونوا من أبناء بغداد وليسوا عراقيين بل من الحجاز ومن السلالة الهاشمية .. عبد الكريم قاسم (  958ا – 1963) من أبناء الصويرة وعبد السلام محمد عارف (1963- 1966) وعبد الرحمن محمد عارف (1966- 1968) وُلدوا في بغداد وهم من أبناء الأنبار وأحمد حسن البكر (1968- 1979) وصدام حسين (1979 – 2003 ) من تكريت ، هؤلاء ملوك ورؤساء العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في عام ( 1921) وحتى إحتلال بغداد في عام ( 2003) .. بعد عام الغزو تكرر الموضوع نفسه فأول رئيس للعراق بعد الإحتلال ( غازي عجيل الياور ) من الموصل وجلال الطالباني من كركوك ( وليس من السليمانية كما يعتقد البعض من المتابعين ) أما فؤاد معصوم فأعتقد أنه لم يرَ بغداد كما ذكر في أحد لقاءاته إلا في فترة الدراسة لأنه ولد في السليمانية وقضى عمره خارج الوطن وهو الآن رئيس جمهورية العراق .. أما الوزراء ورؤساء الوزراء ونواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء والوكلاء والنواب والسفراء وكبار الضباط والقادة في الجيش والشرطة والمدراء العامون في المؤسسات الحكومية ورؤساء الجامعات الموجودة في بغداد وأغلب عمداء الكليات فيها والغالبية العظمى من رؤساء تحرير الصحف العراقية الصادرة في بغداد وحتى الفنانين وكبار التجار ورجال الدين فهم ليسوا من بغداد بل من محافظات العراق العظيم بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ، وبغداد عاصمة العراق والعراقيين ، بناها أبو جعفر المنصور وهو ليس من العراق أصلاً .. ومن تلاه من الحكّام العباسيين جميعاً ليسوا من أهل العراق .. خلاصة القول لماذا يحشر بعض السياسيين العراقيين أنفسهم في زوايا ضيقة لا يتمكنون الخروج منها فينقلب أول كلامهم على آخره ، ومنهم سياسي عجيب يستبدل تصريحاته مع كل وجبة أملاً في إستعطاف وإسترضاء سادته هنا في العراق وهناك في أمكنة  أخرى مشبهاً دخول النازحين إلى بغداد بحصان طروادة على إعتبار أنَّهم غرباء والغريب قد يُعاب على أفعال كثيرة لا يَحسِبُ لها حساباً ، والغريب برأي الكثيرين لا ينوي للمدينة التي يسكن فيها إلا الخراب !
هذا الإعتقاد لا يمت إلى الحقائق بصلة بأبناء البلد الواحد فمدنهم وقراهم وشوارعهم واحدة ومصيرهم واحد .. وأهل الرُمادي الّذين نزحوا من ديارهم تحت لهيب القصف الأعمى وسرف الدبابات المتخاذلة ورصاص القناصة ، لم يكونوا يعيشون في خيام وكرفانات وبيوت شعر بل كانوا يقطنون في أفخم البيوت وأرقاها وكانت أسواقهم عامرة بهم وحقولهم خصّبتها قلوبهم الطيبة قبل حصادهم .. وفراتهم العظيم الخالد يشقُّ عبيرُ مائه حوضَ بقاعهم حاملاً حبهم لكل أهل العراق من وسطه إلى جنوبه .. أبناء الأنبار من جميع مدنها أجبرتهم ظروف هذه الحرب الظالمة للدخول إلى بغداد لأسباب عدة وهم يعرفون أنَّ هناك في بغداد من ينتظرهم كي يُكمل عليهم آهاتهم فقد ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت ولم يبقَ طريقٌ واحد للنفاذ من هذا الجحيم وإنقاذ الإطفال والنساء والشيوخ والعجائز من نار ولهيب الحرب إلا الذهاب إلى بغداد أو مدن مجاورة .. فالطرق كلها مغلقة غرباً وشرقاً وشمالاً وممرٌ واحدٌ أنقذهم من الجنوب الشرقي وهو طريق بغداد وعبر مسيرة وقوافل معظمها كان سيراً على الأقدام أو المبيت في العراء .. نقول للسياسيين الفاشلين وضباب الحقد يكلل نفوسهم أنَّ وحدة العراقيين تجلّت بإستقبال أبناء بغداد وكربلاء وبابل والمدن العراقية الأخرى لأخوتهم من أبناء مدن الأنبار غير مبالين بتصريحات هؤلاء المسؤولين المرتعبين من تلاحم الشعب العراقي العظيم في عاصمته المجيدة ( بغداد )  ..