للمليشيات أهداف معينة تعمل على تحقيقها في المجتمعات التي تتشكل فيها فقد تهدف الى تطبيق احكام دين محدد وقد تهدف الى محاربة مجموعة من مجموعات المجتمع أو قدتهدف الى مقاومة الحكومة أو الإحتلال … وأن تاريخ المليشيات لم يستمر الى مالانهاية لابد لها أن تنتهي بمجرد تطبيق مطالبها ومن الممكن جدا ان تتحول المليشيات الى منظمات صالحة وقد تساهم في بناء مجتمعات صالحة … وربما تتمكن من تشكيل حكومة تساهم في تطوير ورفع مستوى البلد السياسي والأقتصادي والأجتماعي
في العراق الجديد تحولت المليشيات الى منظمات مجتمع مدني وساهمت مساهمة كبيرة في تثبيت الأمن أثناء الإنفلات الأمني الذي مر به العراق … فمثلا مليشيا جيش المهدي ساهمت الى حد كبير في طرد ومحاربة الأرهابيين الذين هبوا هبة واحدة لمحاربة العراقيين ووقفت هذه المليشيا بوجوههم وأذاقتهم هزائم كبيرة وتمكنت من طردهم من أغلب المدن العراقية بعدما تعشعش بها الأرهاب والى يومنا هذا يعترف المواطنون البغداديون بالفضل الكبير الذي لعبه جيش المهدي من خلال تصديه للأرهابيين … وكذلك مليشيا بدر التي تحولت هي الأخرى الى منظمة أنخرطت بالعمل السياسي وشاركت في الأنتخابات العراقية ولم يعد لها أي وجود في الشارع العراقي بعدما تمكنت الحكومة من فرض سيطرتها على المناطق العراقية
أما العشائر فلن نجني منها الاالتخلف والانحطاط القيمي والاخلاقي والجهل والتجهيل وكل مايتعارض مع قيم التقدم والأزدهار الذي يشهده العالم المتحضر ,,, هذه العشائر ساندت وساهمت في تثبيت كل الديكتاتوريات التي مرت على العراق ولم يمر ديكتاتور على العراق الاوكان الشيوخ يطبلون ويهلهلون له … أنهم دعاة لقمة الحرام ويبحثوا عنها أينما وجدت , وكان صدام حسين يحتجزهم في غرفة مظلمة لمدة ثلاث أيام لايعرفون هم في أية منطقة لكي يتشرفوا بعفيته التي تبلغ 250000 دينار عراقي في ذلك الوقت , أضافة الى زج الكثير من أبناء العشائر في السجون البعثية وذلك من خلال التقارير السرية التي يكتبونها عن أفراد عشائرهم الذين يعارضون صدام حسين والبعث أو الذين يختلفون معهم خلافات شخصية … أنهم لعبوا دور المخبر السري والمخابراتي الذي ساهم في أحياء صدام بعدما كاد أن يسقط في الأنتفاضة الشعبانية المباركة
المالكي لن تزداد إنفراديته الا حينما رأى هؤلاء الرعاع يطبلوا له ولم يخلو مؤتمرا من مؤتمرات المالكي الاوقاطعه هؤلاء بكلمة ” ها خوتي ها ” وكذلك ” نريدك ماتنطيها ” فعن أية قيمة إجتماعية لهؤلاء يتحدثون ؟ وعلى أي أساس يطالبنا الناس بأحترامهم ؟ أن من فرعن الدبكتاتور العراقي هم هؤلاء الشيوخ وآخر فرعون تفرعن بسبب هؤلاء هو المالكي
ومع كل هذه الممارسات اللاأخلاقية التي يمارسها شيوخ العشائر نرى أن الدولة تقوم بتقريبهم منها وتلتقي بهم وتستمع وتنفذ مطالبهم فلاخير في دولة تكرم شيوخ العشائر وتهتم بالقيم العشائرية … أين عراقنا الجديد ؟؟؟ أين الدولة المدنية التي قدمنا من أجل رؤيتها الملايين من الشهداء
أن هذه الطبقة السياسية الفاسدة تعمل على تقزيم الوعي الأجتماعي وتعمل على طمس هوية المثقف العراقي لكي لاينافسها على المناصب الفاسدة … لاأخفيكم بأنني أصاب بحالة من الذعر حينما أرى رئيس الحكومة يلتقي شيوخ العشائر وكم أحتقر ذلك المسؤول العراقي الذي يمجد بدور العشائر وشيوخها