سعى المفكرون والاستراتيجيون في السياسة منذ الحرب الباردة بالإهتمام في تأليف تحالفات متنوعة ومناطق نفوذ لينظموا السير لاهدافهم العليا نحو التحقيق , وخاصة هدف منع انتشار الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية .
وعلى رأس هذه الدول التي تصدت لأهداف امريكا هي الأتحاد السوفيتي ومجموعة الدول الأشتراكية في حينها , وسميت الحقبة التي دار بها الصراع بحقبة الحرب الباردة .
ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991, الذي اعتبر عام انتهاء الحرب الباردة بين الروس والأمريكان , بدأت امريكا التخطيط للوصول الى قيادة العالم , فبدأ اهتمامها بسياسة الأحتواء لتبدأ مع جمهورية اوكرانيا في تهيئة المناخ السياسي لصعود ممثل فكاهي يهودي الى منصب رئاسة اوكرانيا من ناحية , وتم لها ذلك لتضع الخطط لتهديد الوجود الروسي بقياد بوتين .
وبدأت امريكا وبمساندة من الدول الغربية بسياسة الأستفزاز ضد روسيا وصولآ الى دفعها الى الحرب مع اوكرانيا في شباط 2022, وهي مثال جيد لذلك التهديد الذي ادركته روسيا مبكرآ من الجانب الأمريكي .
لم تقتصر عربة الأحتواء الأمريكية على انضمام خيول الدول الغربية عدا الصربية , والسير بمخططاتها السياسية الهادفة الى قيادة العالم , بل امتدت عن طريق التحالفات المذكورة آنفآ الى ان تضم خيول الدول المطلة على بحر الصين كجمهورية الصين (تايوان ) واندونيسيا وماليزيا وبروناي والفليبين , مستغلة في ذلك المشاكل الأقليمية القديمة بين هذه الدول في صراعها على النفوذ في بحر الصين والمحيط الهندي مع جمهورية الصين الشعبية من ناحية ,
والى انشاء حلف ” اوكوس ” بينها وبين استراليا الذي تسبب في حينه بالغاء عقد انشاء غواصات فرنسية , لتكون استراليا بشكل أو بآخر دولة معادية للسياسة التي تقود بكين قرنيها في تلك البحور من ناحية اخرى ,
ولاعجب من احتواء خيول استرالية ضمن عربة الأحتواء الأمريكية كونها الى الآن تعتبر مطية بيد السياسة البريطانية الخاضعة للولايات المتحدة .
اما الحصان الجديد الذي تروم امريكا تنصيبه في عربة الأحتواء السياسية كمعادٍ للصين الشعبية فهو الهندوسي الديانة والصهيوني بالنزعة القومية والمنتهك لحقوق الإنسان والديمقراطية وخاصة مع الجاليات المسلمة في الهند , والموسوم بعدائه السافر معها , المدعو ناريندرا مودي .
بهذا الحصان الذي اغرته الولايات المتحدة بالاسلحة والاختراعات التي يمكن تطبيقها في بلاده لتحمي مصالحه , كونه سوقآ كبيرآ , ضد التمدد الصيني في المحيط الهندي , هي محاولة تشبث امريكي بالهند لتنضم الى تحالف استراتيجي يشابه التحالف الأستراتيجي الصهيوني الذي يشجع مودي على بسط سلطته على تلك الجاليات المسلمة بما يتوازى مع اساليب الكيان الصهيوني القمعية مع الفلسطينيين .
وهذا التحالف الأستراتيجي هو بيت القصيد الذي يبحث عن هذا الحصان الذي تصفق له امريكا والصهيونية الماسونية , لأنه لايتفق مع العرب في كل نواحيه سواء المبدأية اوالسياسية , ويوفر لهما ارتباط السوق الهندي الكبير بالسوق العسكري الأمريكي بشكل يتطابق مع الحال مع دولة الكيان الصهيوني .
وبتحالف هذه الخيول داخل عربة واحدة , يعني من ناحية اخرى زيادة الحالة المعنوية للدول الغربية الحالية التي تقف ضد روسيا , وتحالف أراضيها المعدّة للحرب ضد روسيا على المدى البعيد.
ولكن الحصان مودي , فاته حساب انه بهذا التحالف الاستراتيجي سيدفع الثمن غاليا , نظرآ للتقلبات السياسية والجوية التي ستطيح بالعالم من جراء سياسة الملاحدة الماسونيين الأمريكان من ناحية , وكونه مؤيدآ للسياسة الهندية الجديدة الموجهة ضد بوتين روسيا على الرغم من عدم انتقاده في حربه مع اوكرانيا , وضد الصين في بحر الصين والمحيط الهندي ,
وهذا معناه انه يعلن ان بتحالفه هذا مع امريكا ان الهند توافق ان تكون ميدانآ للحرب ضد روسيا والصين كما وافقت دولة الكيان ان تكون ميدانآ للحرب ضد العرب من ناحية اخرى .
وهذه هي الكارثة التي ستنهال على الهند وغيرها بسياط روسيا والصين النووية مادامت هذه الخيول قد وضعت مستقبل بلدانها بيد الماسونية – الصهيونية بحجج اقتناء الوسائل التكنولوجية والعلمية مثل الإنتاج الهندي – الأمريكي المشترك للمحركات النفاثة كما فعلت دول التطبيع العربية التي مازالت تحلم ان تنال ايديها القصيرة الكتالوكات الخاصة بتلك الوسائل .
هكذا هي اكاذيب زمرة الماسونية الامريكية الضالعة بالمخططات الشيطانية , وطرائق انتقاء الخيول ومن ثم تقييد بلدانها بلجام التحالفات الحلمية والمقاييس الفضفاضة لتتناقلها جيلآ بعد جيل , أن لم يكونوا من ابناء تلك الخيول كوسيلة للهيمنة على ركائز الإقتصاد والسياسة ,
وهذه صناعة سياسية تأسست في بناء التحالفات والمحاور التي تدور حولها كل السياسة الامريكية , وازدهرت في اوربا وامريكا اللاتينية ودول البلقان والخليج العربي بسبب وصول ممن اهملتهم الأديان والأخلاق لسوء خلقهم وسجايا انفسهم المريضة ليكونوا متطابقين بالمقاييس الدنيئة مع الماسونية إما عملاء بأقنعة مختلفة لأمريكا وإما حلفاء لصوص بتحالفات ومعاهدات نمطية وبمقاييس ضيّقة الغرض من ادنى اهدافها هوسرقة الثروات أو المكابرة في تبوأها منصة الوقوف مع تلك الزمرة العفنة .