23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

نادية مراد.. أين أخطأت؟

نادية مراد.. أين أخطأت؟

كلنا سمعنا بزيارة نادية مراد سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة إلى إسرائيل ورأينا ردود فعل كبيرة من العراقيين بين مؤيد ورافض للامر وانتشر الامر بشكل كبير في الوسط الإعلامي والشعبي وقام كل بالغناء على ليلاه وانساق الأغلبية مع عواطفهم تجاه إسرائيل و فلسطين.

تذكرت جيدا استجواب النائب مثال الألوسي قبل أعوام والذي طلب سحب الثقة عنه من قبل بعض النواب لزيارته إلى إسرائيل ورد عليهم آنذاك لماذا تزورون إيران وتركيا وانتم تعرفون انهم سبب خراب البلد ولكن آنذاك لم نشاهد اي توجه شعبي تجاه الألوسي مثل واجهته نادية مراد اليوم.

ربما تعتقد نادية بأنها لم تخطئ بالذهاب إلى إسرائيل وفلسطين، ولكنها أخطأت بالذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي، حيث بدا الامر وكأنه مدبر قبل الزيارة وبشكل كامل، فبحسب المعلومات التي استقيتها من مصدر موثوق فإن الموضوع بدأ بطلب استضافة نادية مراد من قبل منظمتين كرديتين تتلقيان الدعم الإسرائيلي، حيث تم استدراج نادية لهذا الفخ، وبسبب عدم مرافقة فريق نادية لها خلال الزيارة، فقد تم استغلالها كانحياز لاسرائيل .

الهجوم الذي انطلق ضد نادية مراد، ورافقه ظهور صفحات مختلفة تبرز تضامن عراقيين مع إسرائيل، يؤشر أن الأمر كله مدبر ومدروس بشكل ممتاز، وقد يكون بعض من هاجم نادية مراد تلقى دعما من نفس الجهة، بهدف دق إسفين بين الايزيديين والشيعة في جنوب العراق وبالتالي ضرب الانسجام الكبير الذي ظهر بينهما مؤخرا، ولو تفحصنا بشكل اكبر كيفية تصاعد الخلاف في وجهات النظر، لوجدنا أن هناك جيشا الكترونيا مخصصا لهذا الأمر، وهو موجود بشكل قوي في الساحة، حيث تم استغلال عواطف العراقيين الكارهين لاسرائيل بشكل صحيح وناجح، وما بيان ما يسمى بالعشائر العربية (السنية) في الموصل والمرتبطة برئيس الاقليم مسعود بارزاني، ودفاعها عن نادية مراد الا أمرا مدبرا لغاية في نفس يعقوب، خصوصا وأن تلك العشائر ذاتها اتهمت قبل فترة الايزيديين بقتل العرب الساكنين في سنجار.

كل هذه المعطيات تدفعني للاعتقاد أن زيارة نادية مراد والهجوم الإعلامي عليها كان مدبرا من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني لتخلي الشيعة عن الايزيديين والتخلي عن دعمهم للحشد الشعبي العراقي، لاسيما وأن الايزيديين أظهروا رفضا قاطعا ضد الاستفتاء على مشروع استقلال كوردستان العراق، الأمر الذي سيجبر الايزيديين للاتجاه الى طريق واحد، سيكونون مجبرين عليه، الا وهو التوجه نحو اقليم كوردستان العراق وليس بغداد، وبالتالي التحكم بمصيرهم. وهنا كان خطأ نادية مراد وفريقها الذي لم يقرأ تداعيات الزيارة وسلبياتها، ودون الالتفات الى أن إسرائيل لو كانت ترغب بمساعدة الايزيديين لكانت ساعدتهم حال حلول الكارثة، وليس اليوم، لاسيما وأن الايزيديين الان في غنى عن أعداء جدد، كونهم مؤمنين بوحدة العراق أرضا وشعبا.