18 نوفمبر، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

نادية مراد

لم تكن الفتاة الخجولة الحالمة وهي تجلس في صفها الدراسي وتتحاور مع صديقاتها تعلم أنها على موعد مع صدمات ومآسي لايتحملها سوى الشجعان والأنقياء والصديقات والطاهرات.. 
فهاهي تقاد من مدرستها ومئات الإيزيديات العراقيات والأطفال الصغار أسرى سبايا في أبشع جريمة عرفها التاريخ ونحن في القرن الواحد والعشرين.. 
لم تصدق عيناها وهي ترى أمامها أخوتها الستة يقتلون مع 700 آخرين في رمشة عين.. أغمضت عينيها وقالت لعله كابوس في ليلة ظلماء ولكنها استفاقت على صراخ وعويل ورائحة الدماء في كل مكان.. 
كيف لهذه الفتاة العشرينية أن تتحمل المزيد وكيف لجسدها الغض وقلبها الطيب البريء أن يحيطه كل هذا الشر وهذه الوحوش الكاسرة من دون أن يدب فيها الفناء.. 
لكن نادية مراد الإيزيدية كانت كالعنقاء بطلة عراقية فاستحقت أن تكون نادية مراد فحسب كما هي الخنساء وخولة بنت الأزور وزينب وزهى حديد وكل النساء العظيمات التي لايحتاج التعريف بهن الا اسمهن فلن تزيدهن الصفات شيئا لأن أفعالهن العظيمة هي التي رفعتهن فأصبحن نجوما مشعة على مدى التاريخ..
نادية مراد الإيزيدية العراقية هي فخر الأمة وعزها واختيارها سفيرة للنوايا الحسنة هو بالحقيقة فخر للأمم المتحدة والانسانيةجمعاء. 
لكنها بيننا اليوم ووطنها الذي لم يبادر لاحتضانها كما احتضنتها شعوب العالم على حكومته أن تعيد النظر وأن تبادر لوضع الأمور في نصابها الصحيح قبل فوات الأوان، فالوطن الذي لايحتضن أبناءه لايستحق أن يسمى وطنا فكيف بأبناء شرفوه في المحافل ورفعوا رأسه بين الأمم..   

أحدث المقالات