23 ديسمبر، 2024 2:40 م

نادمون. …نادمون على تأنيب الضَّمير

نادمون. …نادمون على تأنيب الضَّمير

لقد عشت في فترة سابقة لا تبتعد كثيرا عن اليوم بين تأنيب الضمير والدعاء على نفسي بالويل والثبور كما لو كنت ارتكبت أثما من كبائر الذنوب والخطايا التي لا تغتفر وليس لذنب ارتكبته سواء ان اصبعي لم تنجسه الاصباغ البنفسجية غير المعروفة المنشأ منذ أن جاء أمر التغيير وأزيح النظام البائد. فقد مرت علي أيام ما اثقلها ولأتعد بمقاييس الزمن وكنت طوال 8 أعوام خلت اواصل الليل بالنهار راكعا وساجدا مستغفرا اتخيل نفسي مقيدا بسلاسل اتنقل بين الحفر الموبوءة والنار تأكل جسدي وانا اشعر بحرارتها وتلك كانت كوابيس تلاحقني وكنت أفضل فيها الموت على الحياة ولم تفع التعويذة والاحراز التي طالما كنت استخدمها من أجل أن أنال رضا الرب كونني ارتكبت ذنبا وتمردت على اوامر ونواهي رجال الدين بعدم انتخابي قوائم انتخابية معينة قيل أنها تأتمر وتنتهى بأمر المرجعية والمرجعية كما هو معروف في عقائدنا تعني كل شيء !؟ .وبعد ذلك اكتشفت كم كنت احمقا و انا على حق وكما كان غير مغفل !!؟ انها الحقبقة التي لابد ان يذكرها التاريخ ، حيث لم تصدر المرجعية امرا لاحد ولم تمنع احد ولكن الحاشية هي من فعلت ذلك كون تلك الأحزاب لديها نفوذ مع هذه الحواشي ثم بعد ذلك أيقنت المرجعية أنها قد أقحمت نفسها بهذا الأمر وأنها تسير في طريق غير معلوم نهايته حيث أن صورة الإسلام باتت تعكس صورة الفساد مع الأسف وحلم الدولة الكريمة التي تعز بها الإسلام وأهله إلى دولة ينخر فيها الفساد حتى اطلق شعار ” باسم الدين باكونه الحرامية ” فأصدرت المرجعية أوامرها وأعربت عن خيبة أملها من جراء إعطائها الضوء الأخضر لبعض الأحزاب التي كنت تحسن الظن بهم كثيرا وكانت تلتقيهم بالأحضان كونها ترى فيهم اندفاعا نحو بناء البلد بعد ما استقر فيه الخراب وعاشت حروبا خاسرة ردحا من الزمن وكان الجميع ينتظر دورهم في إحقاق الحق وان تسود العدالة الاجتماعية ويصبح العراق مرفوع الرأس غير مدين لدولة ما وشعبه يعيش كريما بما تدرة أرضة من خيرات وكل ذلك كان هباء منثورا وندمنا على ذلك اليوم الذي جيء بهؤلاء واكتشفت المرجعية أنها في ورطة وأعطت جوازا لمن لا يستحق ذلك !ثم قامت بعمل كبير أن أغلقت أبوابها أمام هولاء الفاسدون لتدشن لمرحلة جديدة وأعلنت بصراحة على أنها تقف على مستوى واحد أمام الجميع ولا تدعم أحدا ضد أحد فهي سلطة أبوية والجميع أبنائها عندها تنفست الصعداء ولست بمفردي بل معظم أبناء الشعب كانوا ينتظرون ذلك إذ لم يعد هنالك تمييزا بين أحد على احد واختفى خطاب البعض بأنهم جند المرجعية ورجالها وتساقطوا في اول اختبار بان” المجرب لا يجرب” وقد أخلت مسئوليتها ورمت الكرة في ملعب الناخب ولكن الأحزاب كانت بمستوى الانحطاط والتسافل واصرت على الترشيح مرات ومرات واعادة تدوير نفسها حتى تواصل بناء عروشها ولكنهم تجاهلوا امرا في غاية الأهمية وهو أن الشعوب قادرة على أن يزيحهم من مكانتهم وتبقى قبورهم تتحدث عن أفعالهم القبيحة! وتبقى تلك القصور التي كانوا يحلمون بالسكن فيها يوما من الأيام لأناس تلعنهم ليلا ونهارا لأنهم لم يأخذوا العبرة من حكام العراق كونهم اهتموا كثيرا بأحزابهم على حساب شعبهم وكانت النتيجة مزبلة التاريخ تنتظرهم ..
…….