لا اتنبأ الحقائق ولكني اتعامل مع التنبؤ المستقبلي من دراستي لتاريخ الإنسان ، التاريخ هو نصف التنبؤ الصادق والنصف الباقي يعتمد على التحليل الموضوعي بدراية مع الأخذ بنظر الاعتبار الفائدة التي تنتظر هذا الإنسان ، فالمعروف عن السيد مقتدى الصدر هو التسرع في اطلاق التصريحات ثم العودة مسرعا لتغير بوصلة اتجاه التصريح ليكون بالمعنى الباطني مخالفا تماما لمعنى التصريح الاول ولكن بطريقة السفسطة التي يجيدها المذهب والمقربين من الصدر امثال ( الأعرجي والعبيدي والخفاجي والكناني والدوري ) .
لم يكن السيد المالكي موفقا في ارسال صالح المطلك ( طرطور الساسة ) إلى السيد مقتدى لأن السيد مقتدى لا يتعامل بمبدأ مفردة ( نعم ) مع أي رجل ينتمي لأهل السنة وهذه تعتبر من مكنونات العقل الشيعي المتشدد ( اليمين المتطرف ) والسيد مقتدى نموذجا حيا للعقل الشيعي المتشدد وليس هنالك تعويل منطقي على ما ينطق به من شذرات تقول ( نحن مسلمون ) فهذه الفكرة ليس لها رصيد في عقل السيد وله الحق لأنه يتعامل مع الإسلام والمسلمين ( شيعة وسنة ) من فكرة الغالب والمغلوب والمؤيد لولاية الإمام علي بن أبي طالب (رض) وما دام أهل السنة لا يتعاملون مع فكرة الولاية بل يتعاملون مع ما جرى في تاريخ الإسلام من تسلسل للخلفاء فهم في نظر السيد مقتدى خارج الملة الإسلامية وما يطلقه احيانا من صريحات تدخل في خانة (التقية الشيعية ) فهي مقبولة وركن من اركان العقيدة الشيعية .
لا نعلم ربما اراد المالكي أن يقلل من قيمة صالح المطلك وهو يعلم أن المطلك أصبح يغرد خارج السرب السني ( الداخلي والخارجي ) ومعه كذا وزير ( حرامي من حمولة الكرابلة ) ومتملق من محافظة كركوك وعليه قرر السيد المالكي أن يضع هؤلاء في خانة الاحراج خجلا من موقف الصدر معهم بل الانكى ربما في مرحلة تحمل فلتات لسان مقتدى وهو منفوخ في قصره ببيروت يطرد المطلك ويهين الكربولي ويستهزأ بالملا .
باستطاعة المالكي وبهاتف واحد لحسن نصرالله أن يقلب التصريحات والتهديد ( الفارغ ) لمقتدى الصدر لصالحه وهذا ما سوف يحصل بعد أن يجد متملقي الصدر حجة منطقية تجعلهم يحفظون ماء وجه سيدهم مقتدى وحينها يربح المالكي بضربة واحدة عصفورين الأول عصفور احراج المطلك الذي أصبح فعلا طرطور المنطقة الخضراء ومن ثم وضع مقتدى الصدر بموقف يخجل منه المتظاهرون وأبناء التيار لأنه يتقلب كل يوم ويخرج من جلباب السيد المالكي ثم يعود نادما بعد أن يمنحه المالكي كذا مليون دولار تودع في حسابة في مصارف لبنان .
الايام والساعات القادمة دليل على ما نقول بعد أن يوبخ نصر الله السيد مقتدى بطريقة ( الولاء للمذهب ) ليعود نادما إلى الجلباب دون صوت يذكر والعرق يملأ وجهه خجلا من قصر الرقبة التي لا تفلتر الكلمات .