تجربة الاعوام الماضية، وضعتنا امام حقيقة لا يمكن نكرانها، ومعظم المسؤولين لا يمكن ان يقدموا للبلد ما نأمله، وقد راهنوا على الطائفية ومقاولات السياسية، وتخويف الناس بحجة الدفاع عن الطائفة.
نقولها بصراحة ولا داعي للتستر على الأسماء، بالإتفاف على عقلية المواطن، والسكوت شراكة معهم وهم من يسرق وطننا ووطنيتنا.
كلنا نادى بالتغيير، قوى سياسية وشعب ومرجعيات، أملنا أن نتخلص من تجربة الفشل المهول للسنوات المنصرمة، ونبدل الوجوه الكالحة التي اشبعتنا شعارات وقلتننا من الجوع، إغتصبت أصوات الناخبين ولم تفكر إلاّ بنفسها وعوائلها ومستقبلها، جعلتنا نسير نحو المجهول وما يلخص له دهائهم السياسي، لا نجني سوى نتائج نكبات من تخطيطهم.
النائب غير المنتخب حسن السنيد، لا زال يصر بأحقية المالكي لرئاسة الوزراء، يفسر حسب ما تملي المصالح، ويخالف ما أنتجه صندوق الأقتراع للعودة الى سدة القرار، لا يعرف إن الاغلبية ليست عددية فقط، إنما غالبية تمثيل شعب، واستقرار وطمئنة وخطط ستراتيجية، ولا يريد أن يقول إن رئيس مجلس الوزراء هو وزير اول ممثل لكل العراقيين.
أياد علاوي أنتخب حصل قبل اربعة سنوات على 400 ألف صوت، همه رئاسة الوزراء، ولم يحصل على قيادة العمليات الستراتيجية، ليعود الى لندن، يقضي بين قصورها وربيع لبنان، افضل الأيام،.
صالح المطلك شارك بالحكومة السابقة بذريعة ابتدعها، وهي التوازن وحقوق السنة، واليوم ينادي بالثوار، ولا يعرف إنه من المقصودين بهذا الإنقلاب على العمل الديموقراطي.
نواب دولة القانون بمجملهم، طلية الأربعة سنوات المنصرمة، من دور رقابي الى مدافعين عن أخطاء الحكومة وفشلها وتبرير سطوتها وتفردها بالقرار، ومحاولات تمزيق القوائم الأخرى وأضعاف الخصوم بل إفتعال الأزمات.
الحقيقة المريرة تقول، إن معظم القوى السياسية لا هم لها سوى الحصول على المكاسب، وضرب اصوات وتطلعات الناخبين عرض الحائط.
إصرار دولة القانون على المالكي، او بديل من إختياره، إختزال وإستهانة بالعقلية العراقية، وفرض لإرادة مجموعة على شعب كامل بأدوات السلطة، ومطالب علاوي بحكومة الإنقاذ الوطني، ممتنعاَ من حضور جلسة البرلمان الاولى، نسف الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، وإذا كنا نقول سابقاً: يحتاج المالكي الى معجزة للبقاء في السلطة، اليوم مئات المعجزات لن تستطيع اصلاح ما تم تدمريه بوجود نفس الوجوه، والإنقاذ الذي يريده علاوي لا نعرف من يختار شخوصه؟! وليعرف الجميع ان المالكي وعلاوي إنتخبهم الشعب نواب عنه وليس رؤساء عليه، ومن الظاهر ، أن بعضهم نوام وليس نواب ورجليهم بالشمس.