14 أبريل، 2024 5:07 م
Search
Close this search box.

مُــلاحــظــات من المَــنــفــى

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

Notes from Exileقصيدة للشاعرة: جني لويس
Poem by: Jenny LewisTranslated by: Gassan Namiq
مراجعة: ع. الصائغ
Edited by: A. Al-Sayegh
إلى رامز غزول
1. قِثّاء
في جَنّةِ عَدن هذه حيث جنكيز
والإسكندر تركا أثرَهُما، وحيث قابيل
قتل هابيل: في تلكَ الجنة، تلكَ
الجنة ذاتها، إعتنيتُ بتربة أرضي الصغيرة
فزرعتُها بالشمّامِ ذي الأزهار الصفراء المُبْهِرة
بوقيّة الشكلِ، وبالقِثّاءِ الذي يَحتجزُ الماءَ،
أنابيبُ بُرودةٍ تلتمعُ في الصحراء
قَبلَ الطوفان وقَبلَ قائمة الملوك:
عرفه الأكراد والعرب والتركمان
والمسلمون والمسيحيون واليهود والكلدانيون
والأرمن والإيزيديون والملحدون: أبناءُ
بلادِ ما بين النهرين الذين ربما انطلقوا
مع الضياء الأول لقَطْفِ أفضَلِه وهم يقولون،
مثلما كنتُ أقول: أبتاه، زَرَعتُ هذا لك.
2. أمُّ الرَّبيعَين(1)
في المَوصِل، حيث أكثرُ الساعاتِ سُخونة
تَجعلُ العملَ والدراسةَ لا يُحتَمَلان،
كنا نَرقُدُ على بطانياتً خفيفة في القاعة
الكبيرة، أرضيّتُها الرخاميةُ المساميةُ مرشوشةٌ
بالماء، بينما في الخارج، في حديقتنا
المُكتظّة، تفِرُّ الطيورُ إلى الظلِّ المُعَرَّقِ
لأشجار الفُستُق هَرَباً من شمسٍ
تَسْفَعُ الأعشابَ التي نلهو عليها
وتُسَخِّنُ الصنابيرَ التي
تتدلّى منها رَقائقُ الثلجِ في الشتاء؛ ولا يعتدلُ الطقسُ
إلا في فصلي الربيعِ والخريفِ
حين تتنزهُ أسرتي في الحقول
خارج مدينتنا التي تُدعى غالباً
أمّ الربيعَيْن.
3. إحتلال
فَجْوةٌ في أحجارٍ، إناءٌ من هواءٍ، وسماءٌ
مُنَقَّطة مثلَ جِلدِ السلمون المُرَقَّط، ويرسم السحابةُ فيها
خطوطاً كجَناح الحَجَل: ذلك الجَذَلُ
حَلَّقَ فينا، ذلك الأمانُ والحرية،
جابا معنا الأطلالَ الآثارية لمُدنٍ
– خُرساباد والحَضَر والنمرود –
بينما كان النحلُ على الشَّوكِ القرمزي مثل
الحُلي على وسادة الدبابيس، والفراشاتُ
تندفعُ بسرعةٍ فتُطرِّزُ نقوشاً شَبكيّة وترشفُ
النداوةَ من الدربِ الطينيِّ الذي نسلكُهُ
حتى نُجَرجِرَ أنفُسَنا في آخرِ اليوم
إلى الأسِرّة في البيت، تاركينَ الماضي
المُقَوَّضَ وراءنا، والصقرَ، صيادَ الأعالي، فوقنا
تسوقه الرياحُ قبل المَذبحة القادمة.
هوامش المترجم:
______________________________
* مترجم وأستاذ جامعي عراقي مقيم في طرابلس – ليبيا.
(1) أم الربيعين، كُنية مدينة الموصل. وتُطلق هذه الكنية على الموصل بسبب تشابه فصلَيْ الربيع والخريف فيها بصفات الربيع. لذا فهي مدينة الربيعين، بفصلَيْ ربيع اثنين.
NOTES FROM EXILE
by Jenny Lewis
for Ramez Ghazoul
i. Cucumbers
In this Garden of Eden where Genghis
and Alexander left their marks and Cain
murdered Abel: in this garden, this same
garden, I tended my little patch of soil
growing melons with their showy yellow
trumpets, and cucumbers, water-holders,
tubes of coolness shining in the desert
before the Flood, before the King List:
known to Kurds, Arabs and Turkumans,
Muslims, Christians, Jews and Chaldeans,
Armenians, Yezidis, atheists: children
of Mesopotamia who might have run
at first light to cut the best one, saying,
as I did – father, I’ve grown this for you
ii. Umm-Ulrabiain
in Mosul, when the hottest hours
made work and studying unbearable,
we slept on thin blankets in the large
hall, its porous marble surface sprayed
with water, as outside, in our copious
garden, birds fled to the veined shade
of pistachio trees to escape the sun
that scorched the lawns we played on,
made too hot to touch the taps that
hung with icicles in winter; it mellowed
only in the spring and autumn seasons
when my family picnicked in the fields
outside our city which is often called
Umm-Ulrabiain, or Mother of Two Springs.
iii. Occupation
a gap in the stones, a bowl of air and sky
stippled like trout skin, barred by cloud
like a pheasant’s wing: that airiness
flew inside us, that safety and freedom,
roamed the archaeological ruins of cities
with us – Khorsabad, Hatra and Nimrood –
while bees on the purple thistle were like
jewels on a pincushion, and butterflies
darting, stitching green fretworks, sipped
moisture from the muddy track we trod
until, at the end of the day, we trekked
home to bed, leaving behind the ravaged
past and the buzzard above us, sky-hunter,
wind-driven ahead of the carnage to come.
“جني لويس” شاعرة وكاتبة مسرحية وكاتبة أغاني من بريطانيا. تركز على التعاون في ما بين فنون الشعر والموسيقى والرقص والفنون البصرية. تعمل في تدريس الشعر بجامعة أوكسفورد.
لها العديد من المجموعات الشعرية.
قصيدة “ملاحظات من المنفى” التي نقدم ترجمتها العربية هنا ظهرت مع مجموعة من القصائد الأخرى وترجماتها العربية في كتاب للشاعرة بعنوان Taking Mesopotamia صدر في مانشستر ببريطانيا عن دار كاركانيت المحدودة عام 2014.
قمتُ بترجمة القصيدة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية. بينما قام الأخ الشاعر “ع. الصائغ” بمراجعة الترجمة مشكوراً.
ظهرت القصيدة في الكتاب المذكور بنصّها الإنكليزي الأصلي وبالترجمة العربية التي قدمناها 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب