مشكلة العراق الحقيقية انه يعيش على الهامش ولايوجد فيه ادنى فرصة لكي يستعيد وضعه الحقيقي . وتلك نتيجة حتمية لما تعرض له من سياسات قاسية جعلته فاقد للحياة ويحتضر .
المشكلة الأخرى الكبيرة في العراق والتي خلقتها سياسات الأحتلال الأمريكي البغيض هي ان من تصدى للمسؤولية والقيادة لايعرف رائحة تراب العراق بل ينحاز الى البلد الذي كان ملاذ له ايام الشتات فيستخدم الجنسية العراقية للأدارة العبثية وماتخلفه من نتائج كارثية بينما يلوذ بالفرار مستخدماً الجنسية الثانية والجواز غير العراقي عندما يشعر بالخطر . وعلى هذا النهج سارت أمور السلطة في العراق فكانت المطارات آخر محطات المسؤلين حين تنتهي صلاحياتهم الخاصة بالعَبث بالعراق وتبديد ثرواته !
قيادات العراق تمارس السلطة من اجل تقسيم ثروات البلاد وأذلال العباد متخذين من منطقة انشأتها قوات الأحتلال سميت عبثاً بالمنطقة الخضراء بينما نتاج حكمها كان ألوان مقززة صفراء وحمراء كما الدماء . هذه القيادات تعيش خارج العراق وأِن هي تسكن تلك المنطقة الغبراء وهي بالحقيقة خارج التغطية الوطنية بل لاتعرف للوطنية طريق حتى اصبح العراق نتيجة لسلوكياتها يعيش اوضاع مأساوية لايمكن مقارنتها بأيةِ أوضاع سبق لبلد المرور بها .
مفردة النزيف انتعشت في العراق وكانت ولاتزال هي الأكثر شيوعاً لتقترن بكل شيء يجعل من العراق بلد يتلضى من نزيف الأرواح ونزيف الأموال ونزيف في سوء الخدمات ونزيف في سوء الواقع الصحي ونزيف في الواقع التعليمي والتربوي . ونزيف كبير في تدهور اخلاقيات التعامل مع حقوق الأنسان فشهد العراف نزيفاً كبيراً في النزوح والتهجير .
كل هذا الذي يمر بالعراق وقياداته تصر على انها ملائكية فتمارس سياقات وكأن البلاد في احسن حال . تشريع القوانين لايمر أِلا بالمحاصصة العفنة وماسمي بالأصلاحات زوراً وبهتانا لايمر ألا من خلال تلك المحاصصة المقيتة والتعامل مع المواطن على اساس التشكيك فيه على الدوام فهو اما ان يكون بعثياً او داعشياً أو يكون مصفقاً لمن دمر العراق سياسياً وأدارياً . واصبح العراقي يعيش دوامة حقيقية بين ان يكون عراقياً أصيلاً فيطالب بحقوق وطن مختطف فينتهي به الحال وقد هجمت عليه الدعاوى الكيدية لتشغله عن حياته الصعبة او ان يترك العراق مجبراً ليحافظ على حياته وتلك كارثة حقيقية يمر بها العراق بشكل متواصل منذ العام 2003 .
(جئنا لننتقم ) فلم عراقي قبيح يتواصل عرضه من قبل من حكم العراق منذ تأسيس الجمهورية وحتى الآن بل انه استفحل في السنوات الأخيرة دون ان نرى بارقة أمل حقيقية قد تؤدي الى وقف عرض هذا الفلم البشع .
أكثر من اربعة اشهر والشارع العراقي ينادي بالأصلاح بينما الجهات المطلوب منها عمل الأصلاح تسوف وتماطل لتذكرنا بالقول ( فاقد الشيء لايعطيه ) نعم فأن من يهدم لايمكن لك ان تطالبه بالبناء فهو مصَمم على اساس الهدم لذلك علينا ان لانعول كثيراً على من يدير البلد وأن قادم الأيام سيكون الأسوأ وهنا نتسائل . لماذا لايكون الأصلاح ؟ أعتقد ان مفهوم الأصلاح بعيد عن عقول الساسة . مع ان الأصلاح بسيط جداً والبلاد ليست فقيرة كما تدعي القيادات ولكن طريقة توزيع الثروات التي تعتمدها الأخزاب هي التي جعلت وستجل العراق يمر بمراحل اصعب بكثير من التي يمر بها البلد .
كل شيء قابل للتنفيذ من قبل السلطة وأحزابها . تجويع الناس وممارسة التقشف ضدها . قطع رواتب الموظفين بحجة الوضع الأقتصادي المتأزم . ترك الناس تموت نتيجة لشح العلاجات والأهمال المتعمد بحجة ضعف الموارد . كل شيء تنفذه السلطة لكن موضوع اعادة الأموال التي نهبت لايمكن ان تعمل عليه بل وأن السلطة وأحزابها تضحك على السذج من الناس حين تطالب بمحاسبة من سرق المال العام وبالنتيجة فان الشعب في نظر تلك الأحزاب هو من سرق الأموال . يالسخرية الزمان حين يحكم العراق مجاميع لاتعرف سوى تفتيت المجتمع وتمزيق وحدته وتدمير تراثه وتأريخه . حتى حولوا بغداد الىأسوأ مدينة في العالم . كل هذا الذي يمر بالعراق بفعل تلك السياسات ولازال الأصرار على ابعاد النفس الوطني من الساحة وأعتقد انها حالة من غضب الله عز وجل على ساسة الزمن الحالي فهو جل في علاه يريد ان يريهم مصيراً كارثياً وهو على الأبواب من خلال مجموعة قراءات لقادم الأيام وتشكل واقعاً مراً وفق المعطيات التالية .
1- كل الموازنات التي صرفت في العراق لم تستطع ان تبني منجزاً واحداً يحقق ايراداً لموازنة الدولة
2- تحرير المحافظات العراقية من داعش الارهابي يتطلب اموالاً طائلة لأعادة تأهيل تلك المحافظات التي دمرت بالكامل مايشكل عبيء اضافي على الموازنة التي تعتمد على النفط الذي لايغطي حاجة انتاجه
3- عودة النازحين الى ديارهم يحتاج الى تخصيصات كبيرة بينما العراق اليوم يعيش في وضح حرج نتيجة لتبديد ثرواته .
4- الذي استشهدوا في المعارك مع الارهاب لهم ولعوائلهم حقوق واضح ينبغي تأمينها بشكل عادل وهذا سيشكل ضغطاً كبيراً على سلطة المنطقة الغبراء . فماذا ستفعل .
مع كل أسف السلطة في العراق اليوم ينطبق عليها المثل الدارج الذي يقول بالعامية ( لاأغنيك ولا أخليك تستجدي )
فهي لم تتمكن من وضع حلولاً مناسبة لمايجري من مشاكل نتيجة لأعتمادها للعقول الحزبية التي لاتتصرف أِلا وفق مصلحة الحزب . وبنفس الوقت لم تسمح للوطنيين الشرفاء ان يرسموا مستقبلاً جديداً يمكن له ان يكون افضل من واقعه المرير من خلال برامج وطنية ىحقيقية تعيد ثقة المواطن بالعمل الحكومي وبرامج اضافية من السهل تحقيقها ستؤدي وبشكل سريع الى زيادة واردات الخزينة واعادة الأموال دون تسقيط او تشويه .
كل الذي جرى في العراق ويجري والقادم من الايام الحبلى بالكوارث انما هي نتاج حقيقي لقيادات تعيش خارج التغطية الوطنية ولايمكن لها ان تقدم شيء يخدم العراق . أقولها بألم وحسرة والعراق متجه نحو التقسيم والتشرذم . وحسبنا الله ونعم الوكيل .