مساحة العراق الرسمية والحقيقية كانت :
٤٣٨٤٦٦ كم٢
وذلك منذ قيام الدولة العراقية عام ١٩٢١ الى عام ١٩٧٥، أي حتى توقيع صدام اتفاقية ٦ آذار ١٩٧٥ المشؤومة مع شاه إيران، والمعروفة باتفاقية الجزائر، والتي تنازل فيها صدام له عن أراضٍ عراقية٠
جدير بالذكر ان مطالب الشاه بالارض العراقية ، لم تكن جديدة انما تعود الى عام ١٩٤٩ ، ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة ( الملكية والجمهورية ، الرجعية والثورية – حسب تسميات ايام زمان ) رفضتها وبحزم ٠ حتى ان رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم، رد على الشاه بالمطالبة بإقليم عربستان ، ووصل الامر إلى اشتباكات محدودة على الحدود بين البلدين لكنها لم تتطور إلى حرب واسعة ٠ وعندما بدأت مفاوضات شاملة بين البلدين – عام ١٩٦٤ – ظل المفاوض العراقي ولاربع سنوات يرفض اي مساس بالارض العراقية ٠ وبذلك حافظ الاخوان عارف (عبد السلام وعبد الرحمن ) على ارض العراق ولم يفرطا بشبر منها ٠
يقول الصحفي الامريكي راندل : ( صُدم الدبلوماسيون والسياسيون المحنكون بحجم التنازلات التي اضطر صدام الى تقديمها ، ولاسيما بالتنازل الاهم الذي يريده الشاه اكثر من غيره ٠٠اي اعادة ترسيم الحدود في شط العرب عند خط الوسط في الحدود العميقة ) ( أمة في شقاق – ص ٢١٨ ) ٠ والغريب ان تقريرا للمخابرات الامريكية تحدث بان صدام ومبكرا كان مستعدا لتقديم ذلك التنازل للشاه وتحديدا في تشرين الاول ١٩٧٢ أي قبل اندلاع القتال مع الحركة الكردية ( راندل – ص ٢١١ ) ، بينما برر هذا التنازل – بعد عقده الاتفاقية – امام اجتماع سري لمجلس قيادة الثورة ، بان السلاح الجوي لم يعد يملك سوى خمس قنابل ثقيلة وان المدفعية تملك بالكاد الف طلقة ( كونسلمان – سطوع نجم الشيعة ص٢١٣ ) ٠
وللاسرائيليون رواية أخرى لاتفاقية الجزائر ، فوزير الخارجية الامريكي كيسنجر وفي طريقه لعقد أتفاق فك الاشتباك الاسرائيلي – المصري الثاني ،كان يريد التخلص من معارضة الحكومة السورية للاتفاق ، ففكر في أمكانية اشغال سورية بمسألة أخرى ، كالعراق ، فحل الخلاف الايراني العراقي ، سينفض العبار عن الخلاف العراقي السوري . وهكذا اشتعل الخلاف بين العراق وسوريا ، بينما مر بهدوء توقيع اتفاق فصل القوات الاسرائيلي المصري ، في أيلول 1975 ( نكديمون – الموساد في العراق ص 307 – 308 ) . وهكذا كان يلعبون بصدام واعدائه معا .
وبالقفز على تسلسل الاحداث فان الحركة الكردية عادت اقوى بعد اربع سنوات من توقيع الاتفاقية ، بينما خسر العراق ارضه الى الابد !!!!
ثم تتابعت بعدها التنازلات ، للكويت والاردن والسعودية ، حتى بلغت مساحة الاراضي العراقية التي تنازل عنها صدام ٣٣٩١ كم٢ ، اي بقدر مساحة مملكة البحرين أربع مرات وثلث المرة أوما يساوي ثلث مساحة لبنان !!!!!!
قيل عن ستالين انه لم يدخل في مفاوضات مع دول اخرى الا وربحها ٠ اما صدام ففي كل حروبه ومفاوضاته وتحالفاته كان العراق هو الخاسر ٠٠٠ والكارثة انه بعد كل مغامرة من مغامراته ، كان يهب الدولة التي حاربها ، كل ماتريد من اراض العراق وثرواته ٠
والانكى ان هذه التنازلات تمت باتفاقيات دولية ، ومن ثم فمن المستحيل استعادة الارض العراقية التي تنازل عنها الطاغية ٠وما علينا ألا أن نعيش بهدوء وسلام مع جيراننا .
فقد كانت مساحة الكويت – يوم احتلالها من قبل صدام في ٢ آب ١٩٩٠ – هي ١٦٥٠٠ كم٢ ٠ اما اليوم فمساحتها هي ١٧٨١٨ كم٢ ٠
وهكذا فان صدام وهب الدولتين المجاورتين ( ايران والكويت ) بعد قادسية صدام وام المعارك كل مايريدان من مطالب ٠ فبعد ان كانت خسائر العراق – في قادسية صدام – المليون بين قتيل وجريح ( السامرائي – حطام البوابة الشرقية ص١١٥ ) ، وتحديدا ٣٥٦ الف قتيل و ٦٣ الف مفقود وثلاثة اضعاف العددين من الجرحى والمعوقين ( د صبحي ناظم توفيق – مقابلة مع آر تي ) ٠ ارسل صدام ست رسائل الى الرئيس الايراني رفسنجاني – عام ١٩٩٠ – وفي كل رسالة يعرض فيها تنازلا جزئيا ، ويكون رد الرئيس الايراني سلبيا ٠ ثم كانت الرسالة الاخيرة والتي اعترف فيها باتفاقية الجزائر معلنا التزامه بها ( فاروق الشرع – الرواية المفقودة ص ٢١٦ ، وللاطلاع على النصوص الحرفية للرسائل المتبادلة بينهما راجع كتاب عبد الحليم خدام – التحالف السوري الايراني والمنطقة ص ٢٤٦ – ٢٧١ ) ٠
الشيء بالشيء يذكر ان الدستور الفرنسي ينص على عدم جواز التنازل عن الاراضي الفرنسية مطلقا ، ويعاقب القانون الفرنسي الرئيس بالاعدام اذا ارتكب ذلك ٠ وبعد الغاء عقوبة الاعدام فان العقوبة على ذلك اصبحت السجن المؤبد ٠
وقد رد حافظ الاسد على الرئيس الامريكي بيل كلنتون حين عرض عليه استعادة الجولان باستثناء الجانب السوري من بحيرة طبريا : كيف يمكنني التخلي عنها ٠٠٠هذه املاك شعبي ( بثينة شعبان – عشر سنوات مع حافظ الاسد ص ٢٦٥ ) ٠ ويعلق بيل كلينتون في مذكراته ( ص ٩٠٣ ) : لم يتح لي الاسد ان انهي عرضي ، فقد اهتاج ٠٠٠
ان مساحة العراق الحالية هي :
٤٣٥٠٧٢ كم٢
والواقع ان هناك اكثر من رقم متداول لمساحة العراق ، وكان على الحكومات المتعاقبة ان تصارح الشعب العراقي بالحقيقة ، وان تُعلن الرقم الرسمي لمساحة العراق الحالية او بالاحرى ما تبقى منها ٠٠٠ مع انني اشك بأن بعضهم يعرف ذلك !!!!