22 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

مَنْ يستحق الحرية بين العرب؟!

مَنْ يستحق الحرية بين العرب؟!

عاشت معظم الشعوب العربية؛ عقود من الزمن سطة أنظمة الإستبداد؛ راضية بما تسوقه الأقدار؛ بل بعضهم لم يخطر حتى بأحلامه عيش الحرية، وتبعوا حكام نسبوا أنفسهم للسلالة المحمدية ومنهج الصالحين، وإرتضوا تسمية حاكم يعاقر الخمور والغانيات؛ بأمير المؤمنين؛ يقبلون يديه وأقدامه، ويطيعوه أن كان مقعد على كرسي، أو صغير لم يبلغ الحلم؟!
أظهرت ثورة المعلومات نقاب المعلومات السرية، والثقافة المحضورة، وفسحت حرية تحت أقنعة مواقع التواصل، وشجاعة الحديث من خلف الستار.
لم تع الحكومات الجديدة؛ واقع تهشم منظومة الطردية المركزية، التي كانت تدور الشعوب طائعة حول حلقاتها، ولا واقع تأثير العولمة مقابل إنكماش مفاهيم الحدود والسيادة والقومية، الى درجة قد تغيب سلطة العائلة والعرق عند الإنخراط في مفهوم التحرر العشوائي، وكأنها تتقيء سموم متراكمة؛ دون أن تدرك أنها معلولة بداء البطش، ومثلما تريد التمرد على الحكام؛ أصيبت بعدوى الإنحراف وحلم التسلط، وتعتقد أن أمامها ملايين الرقاب لقطعها كي تصل المجد، وكان الرفض ظاهراً، والسلطوية أمنية حبيسة؟!.
تدرك القوى المبعثرة المتناحرة؛ أنها لا تملك مقومات قيادة السلطة، وكانت عاجزة عن إسترداد حقوقها، ولم توحدها محنتها في مواجهة الإستبداد؛ فكيف تتربع وهي متشضية خائفة منخورة التاريخ؛ وتحاول السيطرة بمفردها على المقدرات والهيمنة على النخب، وإغتصاب النتائج، فما كان من ربيع العرب؛ إلاّ مزيد من خسائر تقدر بأكثر من833.7 مليار دولار، و 1.34 مليون ضحية، للفترة من عام 2010م- 2014م؟!
أرقام كبيرة ونكسة وعي في ممارسة الديموقراطية، وحرية الرأي وعدالة الحقوق، وكأن العرب يحرقون أرضهم، ويقولوا: أن لم تَسرق وتقتل فسوف يفعلها غيرك، وبالنتيجة الشعوب خاسرة في كلا الحالتين، وبدل إسترجاع الأموال من الحكام ذهبت للصراعات الداخلية، وبدل من فك أسر واحدة تعددت القيود، وخسرت الجماهير أموالها وكرامتها مرة آخرى، ولم تبق للمثقف دور أمام سلاح أوباش؛ يجوبون الشوارع كالكلاب المسعورة.
إن الربيع ليس عربياً، وهو يقدم القرابين والمنجزات، ويمتص الثروات ويستبيح الدماء، وكأن الجماهير للتو تخرج من سجن كبير، الى عالم عدو يريد إعادتهم للقضبان، وصار كل منهم يدعي القيادة ويرسم مستقبل لنفسه، وأمكانيات بعض الدول العربية النفطية تدعم الفوضى، وأغوت الحالمين بالحرية ومن فاتهم قطار التطور، والجريمة حسنة، وهم ينهشون كالوحوش بلا إنسانية؟!
جماهير العرب أيضاً آمنت بما خطط لها، وإعتقدت أن الحرية ؛ إستباحة فكرية وقمع المخالفين وأرباح مادية؛ لا كرامة إنسانية؟!
تحتاج الجماهير العربية والإسلامية الى وقفة تأمل؛ أن كانت تبحث عن الديموقراطية؛ لأن الإرهاب أقسى من الدكتاتورية، والحرية طريق كفاح وخسائر مادية، وعليهم إعادة المراجعة الفكرية وجلد ذات العرب، وعزل الموبوئين منهم، وإستئصال ما زرعوه، ولينظروا الى سوريا، وسماحهم لتمدد داعش والقاعدة في اليمن، وكيف رفض العراقيون إرهاب غريب عن تقاليدهم، وسيعود الإرهاب على من زرعه وغذاه فكرياً ومادياً، ويأخذ منهم أضعاف ما أنفقوا؛ للهيمنة على الربيع ومطالب الشعوب للحرية، وليعلموا أن الحرية والكرامة؛ يستحقها من يذهب للكفاح يومياً، لخدمة الإنسانية، وهم حشد العراق لقتال الإرهاب.

أحدث المقالات