23 ديسمبر، 2024 3:17 م

مَنْ سَقى خالد العبيدي جرعة الشجاعة .. ليمهّد الطريق لبيان رقم 1!؟‎

مَنْ سَقى خالد العبيدي جرعة الشجاعة .. ليمهّد الطريق لبيان رقم 1!؟‎

حقاً ما حدث البارحة شيء فاجأ البعض .. مراقبين ومحللين وحتى المواطن البسيط , وأن الموضوع برمته ليس مجرة جلسة استجواب عابرة كغيرها , أو محض صدفة , أو حتى عبارة عن صحوة ضمير من قبل المستجوبين أو المستجوب نفسه !؟, بل يبدو أن هنالك أمرٌ دبر بليل , وطبخة طبخت على نار هادئة جداً في مطبخ العم سام ! , كما أننا نعتقد أنه نوع من أنواع محاولات أمريكا وحلفائها التكفير عن خطاياهم وأخطائهم التي ارتكبوها في العراق , وعلى رأسها حل الجيش العراقي وتهميش دوره الوطني والإقليمي , ولهذا تحاول أمريكا بطريقة أو أخرى إعادة الهيبة والمكانة للمؤسسة العسكرية العراقية , وللجيش العراقي الذي فقد بريقه ودوره حتى في المعارك الدائرة على ما يسمى الإرهاب حالياً , واعطاء دور أكبر لما يسمى الحشد أو الحشر الشعبي الميليشياوي الموالي لإيران , والذي بدأ يأخذ مكانة وقيادة وريادة ودور الجيش العراقي بشكلٍ غير مسبوق , وربما سنشهد قريباً تحويله .. أي الحشد إلى حرس ثوري عراقي مشابه للحرس الثوري الإيراني كما يتبجح دهاقنة إيران وأمراء ميليشياتهم , الأمر الذي جعلنا وغيرنا نسأل ونقرأ ما بين السطور ونفكك بعض الطلاسم والرموز عن سر قوة ونبرة وزير الدفاع … ويا ترى مَنْ سَقى وزير الدفاع العبيدي جرعة الشجاعة هذه قبل إستعادة الموصل من قبضة داعش المجرم !؟, ومن منحه سمة النبرة الحادة والقوية والثقة بالنفس ؟, والتي تحدى بها هذه الزمرة والشلة وهؤلاء اللصوص في عقر دارهم وتحت ما يسمى قبة برلمانهم العتيد !؟ ليعلن بشكل غير مباشر … أو يمهد الطريق للبيان (( رقم 1 )) المرتقب والمدعوم أمريكياً على الطريقة السيسية !؟, ولماذا يا ترى انقلب الاستجواب على المستجوبين وليس العكس ؟ .
مازالت أصداء ما يسمى جلسة الاستجاواب التي عقدها البرلمان العراقي البارحة 2 8 2016 , والتي بقدرة قادرانقلبت بشكل لا يصدق فاجئ المستجوبين أنفسهم وفضحهم وسخم وجوههم أكثر مما هي مسودة ومسخمة , وعلى رأسهم السيد الرئيس الجبوري سليم , والحاشية والسماسرة والتجار النواب من حوله …  خالد العبيدي بات أسمه يتصدر المشهد العراقي  بجدارة , وهنالك من يعتقد بأنه ربما سيكون ” سيسي العراق ” القادم !؟, ومازال صوته يرن في مسامع البعض , وشهادته تأخذ حيزاً كبير وواسع في الصحافة المحلية والاقليمية والعالمية , وتهيمن بشكل غير مسبوق على مواقع وقنوات التواصل الاجتماعي , وكأنها أي عملية الاستجواب عبارة عن بيان رقم واحد وانقلاب عسكري قاده الوزير العبيدي من داخل البرلمان … وفي نفس الوقت أرسل رسالة اطمئنان قوية وغير مباشرة للشعب العراقي , أو هكذا أرادها الوزير أن تكون أو تصل ومن دفعه ومن يقف خلفه بأن جيشكم مازال بخير .. وفي الوقت نفسه أيضاً ينّذر ويحذر العصابة وأصحاب الامتيازات والصفقات بأن دوام الحال من المحال وأن التغيير قادم .
الغريب العجيب والمستهجن في الأمر , هو أن هذه الفضيحة أو كما يصفها  البعض بالزلزال السياسي … يصورنه لنا وكأنه حدث في دولة من الدول الديمقراطية الافلاطونية العريقة , أو في دولة أوربية ..  كـ ” السويد , أو سويسرا , أو النمسا , أو ألمانيا …!؟؟, وليس في دولة فاشلة بكل المقاييس , نخرها وينخرها الفساد من أخمص قدمها وحتى أعلى عمامة فيها , وتم سرقة وتبديد ونهب أكثر من ألف مليار دولار فيها . 
نعتقد بأن هنالك أمور ما .. ستحدث وستستجد قريباً في العراق , وأن هذه وغيرها من الأمور والاتهامات والاستجوابات عبارة عن بروفة وتمارين  ديمقراطية ستتكرر للتغطية والاستهلاك المحلي , لكن خلف الكواليس يتم التحضير والاستعداد لأمور أخرى , ربما رسم خارطة طريق جديدة مختلفة تماماً  , ربما لم تخطر ببال أحد ولم تكن في حسبان المشاركين في العملية السياسية , ناهيك عن أن هنالك صراع وتبادل أدوار اقليمي يدور بين أمريكا وروسيا حول ترتيب أوراق المنطقة وتقاسم النفوذ بعد الانتهاء من ظاهرة الحرب على داعش في العراق ومن ثم في سوريا وحتى في ليبيا وقرب غلق الملف اليمني أيضاً , ولهذا بدأ الخوف والرعب يدب في أوصال  شلة ومجموعة اللصوص والحرامية المشاركين في أكبر عملية نصب واحتيال أشرفت عليها ورعتها أمريكا وإيران  منذ عام 2003 , ولهذا يبدو كذلك أن أمريكا بدأت تعيد النظر في جميع حساباتها مع تفاقم وتعاظم قوة الحشد الشعبي الذي أصبح الذراع الإيراني الأقوى في العراق والمنطقة , الأمر الذي سيجعلها ترفع الحصانة عن جميع من يدور في الفلك الإيراني .   الأسابيع وربما ما تبقى من الأشهر في عام 2016 القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت , وستكشف لنا بعض الأسباب والدوافع وراء هذه الفرقعة الاستجوابية ومن يقف خلفها , ومن دعم وساند وزير الدفاع ليقوم بتفجير كل هذه الألغام تحت قبة البرلمان بوجه سليم وحنان ونائب عريف عالية نصيف والكرابلة والسوامره ومن لف لفهم , وأن يكون بهذه القوة وهذه الجرأة الغير معهودة والغير مسبوقة . 
ويبقى السؤال الأهم : ما هو موقف ودور الشعب العراقي إزاء ما يجري , ومتى يقول كلمة الفصل بعد كل هذه الفضائح والمصائب والجرائم التي ترتكب بحقه على مدار الساعة .