19 ديسمبر، 2024 10:00 ص

 مَنْ خَدَرَ المدعي العام؟؟

 مَنْ خَدَرَ المدعي العام؟؟

تابعت بألم يوم 2/3/2014برنامج الساعة التاسعة من قناة البغدادية متابعة دقيقة بتفحص وتمحص لكل ما يقال للوصول للحقيقة وتوخيها. وكان ضيف الحلقة السيد عبد الرحمن اللويزي العضو في اللجنة البرلمانية الخاصة بقضية فساد لجنة الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء الخاصة بالنازحين والمهجرين وأهم ما لفت نظري وإسترعى إنتباهي, بعد سرده لمصائب وجرائم مخجلة, قوله إن بعض من يوفد لمتابعة أمور النازحين يتناولون المشروبات أي الخمور في الفنادق الراقية لأنهم يتقاضون مصاريف إيفاد خيالية والرجل مسؤول عمّا قال. ولستُ أنا. وكل يوم نرى على شاشات التلفاز غسيل قذرٌ لفساد مسؤولين .ومنْ قبْلُ رأينا مسؤولين بأعلى هرم الدولة يدَّعون بحوزتهم ملفات لو أُبرزت لمجلس النواب لصارت (بوكسات)!!!!!!. وآخر قال عندي ملفات تسقط عروش وثالث قال بأن مؤسسات أو منظمات هربت 800 مليون دولار ووو و و وتراشق بتهم فضحت فقدانهم العفة والشرف الوطني وأخلاق الأسلام الحنيف . والله أعلم قد يذهب هذا الذي أوفد لتفقد النازحين بعد أن تناول ما لذَّ وطاب من خمر وفسق الى أقرب جامع ليصلي صلاة ابن آوى أو يشمر عن ذراعيه ليطبخ القيمة أو الهريسة ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ قال: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرينا و يقول الحمد لله إله العالمينا يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدينا

و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فأتى الديك رسولا من إمام الناسكينا عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعينا أنهم قالوا و خير القول قول العارفينا مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

لأن هذا الثعلب الماكر تيقن إن الشعب (قَشْمَر),ومعذرة لأستعمال هذه الكلمة العامية فلم أجد أبلغ منها في الفصيح. ومعذرة للشعب فليس هو كذلك وبل هو صابر محتسب .و للصبر حدود .

كل هذا مرَّ بالعراق وشعبه. والسيد المدعي العام صامت صمت أبي الهول. وهو المسؤول قانونياً عن حقوق الشعب .فهو المدعي العام بحق الشعب, فما له وهو يسمع ويرى و لا يحرك ساكناً ولماذا ؟ فهل هو حجارة شطرنج تُحَرَّكُ ولا تَتَحرك؟ فمن هو اللاعب ؟أم هومُخَدَّر فمَنْ خدَّره؟ومنْ منع السيد المدعي العام من فتح تحقيق لمعرفة المتسببين بسقوط الموصل وجريمة سبايكر والأنبار ومنْ خدرَه؟.وهل موقفه متاتٍ من تعرضه لضغوط و مجاملات سياسية ؟

إن الفساد المالي والأداري قد دمَّرَ العراق وأباد شعبه. ففساد ذمة المسؤولين أضعف العراق وجيشه ومؤسساته العسكرية والأمنية فسقطت الموصل وتكريت والأنبار وذُبِح المسيحيون والأيزيديون وعموم الشعب. فمَن أسكت المدعي العام وعطل عمله؟ وإنْ هو قد سكت فلماذا سكتت المؤسسة القضائية؟

فهل في بلادنا مافيا قابضة على السلطة ومؤسساتها من الأعلى الى الأسفل.و هي من أخرست المدعي العام وأخرست القضاء. يبدو إنهم رأس هرم الفساد وهم المتحكمون بكل شيء .والسؤال يطرح نفسه بقوة يا رجال القانون وأنتم قد تعلمتم وحصلتكم على شهاداتكم بعد دراسة في جامعات أُنْفِقَ عليها مِنْ أموال الشعب ,ألم تتعلموا من رجال القانون في بلاد الله الأخرى؟ فكم من مجلس للنواب أبطلوه لعدم شرعية إنتخابه؟ وكم من قانون شرعته مجالس نواب عطلوه بعد إقامة الدعوى في المحاكم ؟ مالكم صامتون ولا تنبسون بشفة ألا يستحق منكم شعبكم الوفاء له والتصدي لزمر عاثت بالأرض الفساد؟

وإن كان رجال القانون قد ركنوا للهروب من الواجب الوطني والأخلاقي فما بال الشعب يسكت على ذله وإهانته وإسترخاص دمه وفقدان أمنه وإستباحة بلده من قبل الأرهاب الداعشي والمافيات التي لبست لبوس الوطنية والدين ؟ فهذا شعب أوكرانيا وهو بلد غير مسلم ألم تروه وقد رمى السُراق في حاويات القمامة .وأنتم مسلمون أمَرَكم الأسلام بالتصدي لكل سارق. وقال لكم الرسول الكريم: من رأى منكراً فليغره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؟ ألم تسمعوا صرخة الحسين عليه السلام هيهات منّا الذلة؟ وهل هناك ذلة أعظم من ذلتكم اليوم ؟ فوا أسفاه على أمة تهوى الذلة؟ فكيف تسكت أيها الشعب العظيم وأنت ترى وتسمع زمرٌ نشرت غسيلها القذر علنًا أمام وسائل الأعلام بتحدٍ دون حياءٍ أو خجل ؟فهل هنْتَ لهذا القَدْرِ والمنزلة ؟

كان على المدعي العام وفاءً لقسم اليمين أن يتحرك في قضايا عدة. ولو فعل لأوقف نزيف الدم والفساد ولأستقام الأمر. ولما آلَ الحال الى تمزيق العراق وتدميره أرضاً وشعباً؟ فمن خدَّر المدعي العام ومن عطَّل عمله؟

ومن خدَّر رجال القانون ومن خدَّر الشعب؟ الله يعرفهم والشعب. ولا بدَّ من يوم حساب .فتراهم سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.هم نسوا الله مستهزئين بالشعب ولكن الله يستهزئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.والعاقبة للمتقين.ومخطئٌ مَنْ ظنَ يوماً أنَّ للثعلب دينا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات