لا شك أن العراق يمر بأزمة حقيقية تحتاج تفكيك، ودون تكهنات يُجمع معظم العراقيون عن الحاجة الفعلية لحلول عاجلة؛ تحفظ ما تبقى من هيبة الدولة، وتعيد للشعب كرامته وأمواله المنهوبة، ومطالب بمحاسبة المقصرين علناً.تلك الأفكار لا يمكن لها أن تفضي الى نتائج، بوجود هدف واحد وأفكارمشتتة وتفسيرات متضاربة؛ تذهب الى حد إستخدام السلاح والعودة للفوضى.تعددت الأفكار وإنقسم الشارع بين مؤيد لهذا وغاضب على ذاك، وإنطوت التفسيرات على رؤى مختلفة بين أطروحات الساسة وتأويل الإعلام، وتنامي قوى تعتاش على الأزمات بصورة المدافع عن الشعب، ومن يتمنى عودة الفرهود والفوضى، وأجندات تدفع للشقاق السياسي، ومراهنات على تحطيم التحالف الوطني.أعتقد جازماً أن كثير من القوى لم تفرح بإنعقاد إجتماع التحالف الوطني، ولا بشكل إجتماعه على طاولة مستديرة، وخلال الأيام الماضية سمعنا وشاهدنا تناقضات القوى والإعلام، وشحن هذا على ذاك، وكثير من أحاديث لا واقعية لها، وبعضهم من حاول تصعيد مواقف التيار الصدري، وآخر دفع بالعبادي، وغيرهم من وجه سهامه للحكيم وبقية قوى التحالف، منهم من أراده للإصطفاف مع الصدر على العبادي، وغيرهم مع العبادي ضد الصدر، ومراهنات بإنفلات الشارع وجريان الدماء وفسح المجال للإرهاب.لكل شيء نهاية ولكل إختلاف منطقة إلتقاء، ولا أفضل من الحوار طريق يفضي الى تحقيق المصالح المشتركة، وكما إعتادت الشعوب أن تنهي الحروب العالمية بالحوار، وبما أن الإختلاف في العراق لم يرقى الى الخلاف والحرب؛ إذن هو الحوار مفتاح الإصلاح، وبما أن الجلوس مستديراً فلا وجود لرئيس في الجلسة وكل الأطراف تطرح أفكارها متساوية وراضية بنتائج الحلول المشتركة؛ فهذا الإجتماع أول مفتاح للحلول.إن إجتماع التحالف الوطني على طاولة مستديرة؛ بدد كل الأقاويل والإدعاءات، والمراهنات على تفكيك التحالف، ولكن في الوقت ذاته ما تزال أصوات تتصيد في الماء العكر، وتتمنى إنهيار الإجتماع وتصعيد المواقف، وينقسم الشارع بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك، وتقع جميع الأطراف في محذور تتمناه قوى معادية للعملية السياسية، ويفرح الفاسدون بخراب العراق، ومن الحكمة أن يراهن العراقيون ويتمنون الوصول الى حلول مثمرة، وحان الوقت لحديث العقل بدل العواطف.يعتمد نجاح الحوار على تقارب الأطراف، وتبادل الأفكار والأطروحات، ولا طرف خاسر في حال نجاح الحوار، وضمان إستقرار العراق.كل طرف من الجالسين يملك شيء من الحل، ومجموع الأفكار هي الحلول في نقطة الإلتقاء، ومن المؤكد أن كثير من الأطراف تراهن على فشل جلسة التحالف الوطني، وأثارت كلام عن حدوث مشادات وخلافات، ولكن الحقيقة تقول أن الإجتماع ناجح، وغداً سنسمع تفسيرات وأقاويل مخالفة للحقائق، وإشاعات وتعليقات، وبما أن العراقيين منقسمين على أطراف سياسية؛ فعليهم الجلوس مع أنفسهم كما جلس قادتهم، وليسألوا أنفسهم من المسفيد في الفوضى في العراق، ومن هو الطرف الذي إستطاع تقريب وجهات النظر بين قوى التحالف الوطني، ومن المؤكد هو واحد من بين الجالسين؟