18 ديسمبر، 2024 11:48 م

مَنْ المنتصر ومَنْ الخاسر .؟ حزب الله او اسرائيل !

مَنْ المنتصر ومَنْ الخاسر .؟ حزب الله او اسرائيل !

المتابع او المشاهد العربي البعيد ميدانياً عن مسرح المواجهة ” المحدود المساحة ” لما جرى من تبادل الرشقات بشكلٍ ربما غير متكافئ كمياً او ونوعيا بين الجيش الأسرائيلي ومقاتلي حزب الله مؤخرا , وبغية استكمال اكبر عددٍ ممكن من اجزاء الصورة الذهنية المتنائرة ” جرّاء تشويش الإعلام ” لمجريات ما جرى , فلا بدّ ان يتوقف عموم الجمهور العربي أمام بعض نقاط التوقف والتفكّرِ والتأمّل بهدف توضيح وإزالة الضباب والغبارالإعلامي لما حدث من احداث . وللإحاطةِ من زواياً مختلفة لمسرح العمليات , فتقتضي المقتضيات الإدراك المسبق وتقدير ماهية الأوضاع النفسية لشرائحٍ كبيرة من الشعب اللبناني ” منذ وعدَ السيد حسن نصر الله بردٍ حاسم على اسرائيل جرّاء اختراق الطائرتين المسيرتين الأسرائيليتين للضاحية الجنوبية لبيروت , مما خلقَ واوجد حالةً من القلق النسبي في الأوساط الجماهيرية اللبنانية من احتمال عودة اجواء وظروف حرب عام 2006 وربما بشكلٍ اوسع جرّاء رد الفعل الأسرائيلي المفترض لتهديد حزب الله .

لوحظَ ايضاً أنّ السيد حسن ركّزَ في خطابه بعد انتهاء العمليات على الجوانب النفسية والمعنوية ! لقصف مقاتليه للمنطقة الأسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية , مع تأكيده أنّ الأسرائيليين قد اخلوا المنطقة من العنصر البشري وبما فيها ثكنة ” افيميم ” العسكرية , لكنّ طرحه لذلك لم يكن ناجحاً على صعيد الإعلام ! , فهو يعني أنّ الرشقات الصاروخية لمقاتلي حزب الله لم تصب أحداً او ايّ جنديٍ اسرائيلي طالما أن المنطقة مفرّغة .! , أمّا الإصابة الدقيقة لعجلة او المركبة العسكرية الصهيونية ” بصاروخين كورنيت ” ومهما زعم نتنياهو بعدم وجود قتلى او جرحى او خدوش لجنوده , فهي ليست بذي قيمةٍ عسكريةٍ على الإطلاق في المعارك والأشتباكات , لكنَّ ما هو مخفٍ وربما لم تتعرّف عليه القيادة العسكرية الأسرائيلية جرّاء اعمدة الدخان الكثيفة نتيجة اطلاق مدفعية العدو لمئة قذيفة مدفعية على ثلاثِ مواقعٍ ومناطقٍ عسكرية لحزب الله كأهدافٍ مختارة تحت الأستطلاع والتصوير الجوي وما احدثته شظايا تلكم المواقع , والتي من المحتّم سقوط شهداء وجرحى جرّاءها , فقد يجري تساؤلٌ على الأقل , لماذا تتيتّم وتترمّل نساءٌ وعوائلٌ ازاء فقدان هؤلاء المقاتلين دونما هدفٍ ستراتيجيٍ ومصلحةٍ ملموسة , كما وهل يمكن الأفتراض والقول أنّ المئة قذيفة – مدفعية وربما صواريخ لم تصب أيّ مواطنٍ لبنانيٍ عزيزٍ على بلده وعلى الأمة العربية .!

وضمنَ إجراءات استكمال الصورة الذهنية للجمهور العربي لمتابعة الحدث , فقد يكفي ولربما ليس بكافٍ أنّ غالبية القيادات السياسية والحزبية اللبنانية انتقدت سلوكيات حزب الله فيما جرى .! وإلا فبعكسه فكانت أن احتفلت بهذا النصر الكبير .!

منْ زاويةٍ إعلاميةٍ خاصّة , نلحظ أنّ معلوماتٍ وتفاصيلٍ اخرى لم يجرِ نشرها حول المواجهة الحربية في الإشتباك الأخير , ويبدو أنّ كلا الطرفين او الجانبين حريصين على عدم نشرها في الظرف الحالي , وخصوصاً القيادة العسكرية الأسرائيلية .. وبما يتعلّق بتحديد الطرف الخاسر والآخر الرابح في هذه المعركة الصغيرة , فآثرنا تركه وتحديده للقارئ اللبناني والعربي .!