يقيناً أن كل قيادات العالم السياسية لا تملك الذكاء المطلق أو العقلية الخارقة بما يجعلها تنطق بغير المألوف لأنها تبقى في كل الأحوال من جنس البشر ، و البشر لا يملكون درجات الكمال المطلق وهذا ما يكشف الدوافع وراء اختيار منصب مستشار لها بمختلف مجالات الحياة ، بالإضافة إلى أن تلك القيادات لا تملك الجرأة على إشاعة مناهج متعددة خاصة إذا كانت تلك المناهج تقع على خط التماس مع أرواح و نفوس و أعراض و ممتلكات الشعب إذاً مَنْ يا ترى يعطي الضوء الأخضر للممارسة أساليب القمع التعسفي ، أو تطبيق إجراءات الأحكام الجائرة و فرض القيود الصارمة على المواطنين ؟ لابد من وجود مَنْ يشرعن تلك القوانين المجحفة تحت غطاء الدين أو بذريعة حماية حياة المواطنين ؟ ومن خلال تلك الاستفهامات التي تكشف حقيقة المشرعن لجرائم السياسة بحق العزل و الأبرياء ، وكما يُقال وراء كل علة سبباً ، فهؤلاء دواعش العصر و التنظيمات الإرهابية التي ظهرت على حين غفلة من المسلمين نجدهم يتبعون منهج القتل و سفك الدماء و السبي و انتهاك الأعراض في سعيهم الجاد لتنفيذ أوامر قياداتهم العدائية التي يأتمرون بأوامرها و يحققون رغباتها في نشر الفساد و الإفساد ، فلو أطلنا النظر في خلفيات و كواليس هذه الأوامر نجد أن السياسيين لا حول لهم و قوة بل هم أصلاً عبيد أئمة و زعامات دينية تريد النيل من الإسلام و المسلمين بل من البشرية جمعاء دون تمييز بين أبناءها و بغض النظر عن انتماءهم الاجتماعي او المذهبي فمثلاً ينقل صاحب الكامل في التاريخ (10 / 316) عن جذور و مشرعنة كل الجرائم ضد الإنسانية يقف خلفها أئمة و قيادات تتعبد بالجاهلية وما ساد فيها من ثقافات بالية و أساليب مجحفة بحق الإنسانية فيقول ابن الأثير : (( لما رأى بدر الدين لؤلؤ خروج القلاع عن يده و اتفاق مظفر الدين و عماد الدين عليه ولم ينفع معهما اللين ولا الشدة و أنهما لا يزالان يسعيان في أخذ بلاده و يتعرضان إلى أطرافها بالنهب و الأذى ) المسلم ينتهك أعراض أخيه المسلم ! المسلم يسفك دماء و يفتك بأرواح و نفوس أخيه المسلم ! فيا ترى هل هذه الجرائم البشعة و الخروقات التي يرفضها الإسلام جملة و تفصيلاً هل جاءت من فراغ ؟ أم أن لها أصول و مشرعنة أتى بها في المجتمع الإسلامي فلنرى المحقق الصرخي ماذا يقول عنها :(( أموال المسلمين ، بيوتهم ، عيالهم ، نساءهم ، شيوخهم ، رجالهم ، ممتلكاتهم يتعرض بعض الزنكين و الايوبين و العادلين و أبناء العادل يتعرضون لها بالسلب و النهب و القتل و التهديم و التخريب و سفك الدماء وكما قلنا و نذكر هنا أن كل هذا يرجع إلى أئمة الضلالة ، أئمة المارقة ، أئمة القتل ، ، فهذه الجرائم ليست من القادة أنفسهم ، بل من أئمة الضلالة ، من مَنْ يوسوس لهم و نحن لا نريد أن نعفي هؤلاء القادة من المسؤولية و لكن نريد أن نتحدث عن أصل التكفير و التقتيل و السلب و النهب ، و عن المشرع لهذا الأمر وهو المنهج الداعشي التيمي فقط )) مقتبس من بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي 14 / 4 / 2017 .