23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

الأفكار تتناكح , ففيها الذكر والأنثى , وربما لذكر الأفكار مثل حق الأنثيين , فلا توجد أفكار ذات طبائع جندرية , فهي أما ذكر أو أنثى!!

عندما تتناكح الأفكار تلد من أرحامها أفكارا جديدة , والمجتمعات المتقدمة ذات قابلية عالية على تناكح أفكارها , والمجتمعات المتأخرة مصابة بعنوسة فكرية عارمة , وتوضع أساطين المحرمات والممنوعات أمام تناكح أفكارها.

وفي مجتمعاتنا الأفكار تتصارع وتتنافر!!

والأدلة على عدم تقارب الأفكار , كثيرة ومتنوعة , وأوضحها ما يحصل بين أفكار المذاهب والأحزاب والفئات , التي تتميز بعدائية عالية لبعضها , ولا تسمح بالتوادد , ولهذا تجدها متصلدة متجمدة وغير قادرة على التجدد.

التناكح جوهر الديمومة والبقاء والإقتدار الدنيوي , وعندما ينتفييسود الإمحاق والإنقراض , وما أكثر الحالات التي أغفلته فبادت.

ومن المعروف أن المخلوقات الضعيفة تنتصر على أعدائها بالتكاثر المتسارع.

وعالمنا الملتهب تنتفي فيه العلاقات التناكحية بين الأفكار والموجودات , اللازمة للقوة والتفاعل المعاصر مع التحديات.

فلماذا لا تتناكح أفكارنا؟

ولماذا نميل لنكاح القاصرات؟

هل لأننا نهوى الإنقراض , ونساهم في إدامة الإحتكاك بين الموجودات , لكي يداهمها الإتلاف؟!!

فهل لدينا عقول متناكحة؟!!