الأفكار تتناكح , ففيها الذكر والأنثى , وربما لذكر الأفكار مثل حق الأنثيين , فلا توجد أفكار ذات طبائع جندرية , فهي أما ذكر أو أنثى!!
عندما تتناكح الأفكار تلد من أرحامها أفكارا جديدة , والمجتمعات المتقدمة ذات قابلية عالية على تناكح أفكارها , والمجتمعات المتأخرة مصابة بعنوسة فكرية عارمة , وتوضع أساطين المحرمات والممنوعات أمام تناكح أفكارها.
وفي مجتمعاتنا الأفكار تتصارع وتتنافر!!
والأدلة على عدم تقارب الأفكار , كثيرة ومتنوعة , وأوضحها ما يحصل بين أفكار المذاهب والأحزاب والفئات , التي تتميز بعدائية عالية لبعضها , ولا تسمح بالتوادد , ولهذا تجدها متصلدة متجمدة وغير قادرة على التجدد.
التناكح جوهر الديمومة والبقاء والإقتدار الدنيوي , وعندما ينتفييسود الإمحاق والإنقراض , وما أكثر الحالات التي أغفلته فبادت.
ومن المعروف أن المخلوقات الضعيفة تنتصر على أعدائها بالتكاثر المتسارع.
وعالمنا الملتهب تنتفي فيه العلاقات التناكحية بين الأفكار والموجودات , اللازمة للقوة والتفاعل المعاصر مع التحديات.
فلماذا لا تتناكح أفكارنا؟
ولماذا نميل لنكاح القاصرات؟
هل لأننا نهوى الإنقراض , ونساهم في إدامة الإحتكاك بين الموجودات , لكي يداهمها الإتلاف؟!!
فهل لدينا عقول متناكحة؟!!