مَراسِم عَزَاء أُمِّ دَعايَة اِنْتخابيَّة

مَراسِم عَزَاء أُمِّ دَعايَة اِنْتخابيَّة

انتشرتْ في هذهِ الأيامِ عندَ حضورِ بعضِ مراسمِ العزاءِ (الفواتح) التي تقامُ في القاعاتِ الخاصةِ أو البيوت أوْ بعضِ المساجد، بأنْ يتقدمَ إليكَ أحدُ الأشخاص، ويبدأَ بالسلامِ دونَ معرفةٍ مسبقةٍ أوْ معرفةٍ قليلةٍ جدا، وأنتَ جالس نستمع وبكلِ خشوعٍ إلى قارئِ القرآنِ الكريم، وهوَ يصدحُ بآياتٍ منْ الذكرِ الحكيم، ويتغاضى الشخص، قولهُ تعالى: ( وإذا قرئَ القرآنُ فاستمعوا لهُ وأنصتوا لعلكمْ ترحمونَ ) . وبعدَ السلامِ ،َ وتقديمِ نفسهِ، بكونهِ أحدَ أفرادِ العشيرة، إذ؛ يدخلَ مباشرةِ مع المعزي دونَ أيةِ مقدمات، أوصيكُ ( بن عمكَ فلان الفلاني) رشحَ للانتخابات القادمة- ( هلهلةُ بيهْ – الظفرُ ما يطلعُ منْ اللحمِ ) ، فهوَ بحاجةِ إلى دعمكمْ الكبير؛ِ أنتَ ،عائلتكَ، أعمامكَ، أصدقائكَ، جيرانكمْ، ومعارفكم الآخرين.
نريدُ منكم فزعةٌ كبيرة. فيحصلُ الحوارُ بينهما، أن كان فقيرا من أهل الله، يقول له، تدلل بن عمنا يحصل خير. وإنَ كانَ كانَ مثقفاً وعينهُ على الوطن، فيجيبه بالقول: حجيْ ابنكم هوَ مرشحٌ للعشيرةِ لوْ للعراق، إذا للعشيرةِ تدللُ بسْ إذا للعراق، الأمورُ تتغير، يريد المواطن العراقي شخصاً لبقِا متكلماً مثقفا، يحمل هموم المواطنين، لديهِ معلوماتٌ كاملةٌ عنْ النظامِ السياسيِ والقانونيِ في البلد ، له معرفةٌ بالشأنِ السياسيِ الداخلي والإقليمي والدولي، كونه، يمثلُ (100 ) ألفِ مواطنٍ عراقيٍ وفقَ الدستورِ العراقيِ ليدافع عن مصالحهم، وفي جعبته، خططاً، وأفكاراً واقعية في القضاءُ على الفقر، توفير السكن، محاربةُ الفساد، القضاء على البطالة، تشريعُ قوانين جديدة تخدم الناس، من أجل بناءُ دولةٍ حديثةٍ ، يسودها العدل والقانون، وهذا يتطلبُ تطبيق المقولة المشهورة، الشخصُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ، ولمْ يقلْ بنْ العمِ والقريبِ في المكانِ غيرِ المناسب. قام الشخص المذكور، وعيونه تجدح ناراً، ونظر بغضب الى المعزي، وقال له: أنتَ تتفلسفُ أهواي بنْ عمنا، يمكنَ انت شيوعيٌ قديم.
في موقفٍ آخر، ومشابه، وفي عزاء ثان، حضرَ ضابطُ برتبةٍ عسكريةٍ عالية وبقيافته الأنيقة، ومعهُ بعضُ أفراد حمايتهِ إلى قاعةِ العزاءٍ، وإذا بعدد منْ المستقبلينَ في بابِ قاعةِ العزاء، ليستقبلوه بالترحيب الكبير، ومعهمْ المهوالُ أبو (الخمسةُ والعشرينَ) ، وعددَ منْ المصورينَ، بأحدثِ الكاميرات – وبدونِ استئذان- منْ الضيف، ليبدؤوا التصويرَ معَ الضيفِ والمهوالِ بدأ يصدح للمدح فتدارك الظابط ، وقبل الدخول الى قاعة العزاء، بالتصرف السريع، ووضع يده على فم المهوال، وبتترهْ عسكريةً عالية، أغضبتْ المستقبلين؛ قال للمهوال: تسكتَ لوْ أخليَ الحمايةُ ( يجتفونك)، وانتم أهلُ الكاميرات، إطفوا كاميراتكم، نحنُ حضرنا لتقديمِ العزاءِ لذوي الفقيد رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وليسَ لتمثيلِ فيلمٍ أوْ مسلسلٍ تلفزيوني ، أو لدعاية انتخابية لمرشح لديكم للانتخابات القادمة ، حتى ينشرَ في أواخرِ الليلِ في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، حضرَ المسؤولُ الفلانيُ للعزاء الفلاني، وهذه الافعال الدنيوية، لا تخدمُ المرحومَ بأي شيء ، أمامَ ربِ العالمين، عدا الأعمالَ التي حملها معه الى قاضي العباد، لتتطابق معَ الأعمال المسجلةِ لدى ملائكةِ الرحمة.
كفُا يا إخوانْ ، فهذا رياءٌ ، يغضبُ ربَ العالمينِ .