22 نوفمبر، 2024 3:02 م
Search
Close this search box.

مَا وَرَاءً سُلَيْمَانِيّ

مَا وَرَاءً سُلَيْمَانِيّ

هَلْ مَاتَ سُلَيْمَانِيّ يَا نَاسُ فِعْلاً ؟! بِضَرْبَةٍ أَمْرِيكِيَّةٍ فِي اَلْعِرَاقِ أُمُّ مَاذَا ؟ وَالْحَقِيقَةُ اَلرَّجُلَ تَبَعْثَرَتْ أَحْشَاؤُهُ! وَمَا بَقِيَ مِنْهَا، وَكَمَا يُقَال إِلَّا خَاتَمُهُ!! وَدُفِنَ فِي مَسْقَطِ رَأْسِهِ هُنَاكَ، وَيَبْقَى اَلسُّؤَالُ اَلْمُؤَرَّقُ لِلْأَعْدَاءِ هَلْ مَاتَ سُلَيْمَانِيّ؟ أُمُّ بِجِوَارِ رَبِّهِ حَيًّا يُرْزَقُ، وَلِمَاذَا يَمُوتُ مِثْل كَذَا رَجُلاً بِضَرْبَةٍ صَارُوخِيَّةٍ أَمْرِيكِيَّةٍ؟ عِلْمًا لَا تُوجَدُ حَرْبٌ مُبَاشِرَةٌ بَيْنَ اَلْخَصْمَيْنِ، اَلَّتِي تَجَاوَزَتْ خُصُومَتُهُمْ، وَعَدَاوَتَهُمَا مُنْذُ قِيَامِ اَلثَّوْرَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ فِي إِيرَان، وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا.
فَالْجَانِبُ اَلْأَمْرِيكِيُّ يَعُدْ مَوْتُ سُلَيْمَانِيّ نَصْراً ، وَالْجَانِبُ اَلْإِيرَانِيُّ يُعِدُّهُ فَخْرٌ ، وَإِذَا عُدْنَا لِلتَّارِيخِ، خَرَجَتْ كَلِمَةً مِنْ حَنْجَرَةِ ثَائِرْ مُدَوِّيَةً إِلَى عِنَانِ اَلسَّمَاءِ ( فُزْتُ وَرَبُّ اَلْكَعْبَةِ ) بِرَبِّكُمْ يَا سَادَةَ هَلْ هَذَا اَلْمَوْقِفِ هُوَ ذَاكَ ؟ وَقَالَ تَعَالَى “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
دَعُونَا نَتَّفِقُ أَوَّلاً ، لَا يَعْلَمُ اَلسَّرَائِرَ إِلَّا اَللَّهُ ، وَسلَّيْمَانِي ذَلِكَ اَلْجِنِرَالِ اَلْمُسْلِمِ ، نَحْسَبُهُ عِنْدَ اَللَّهِ مِنْ اَلْمُؤْمِنِينَ ، لَهُ صَوْلَاتٌ وَجَوْلَاتٌ فِي اَلْمِنْطَقَةِ ، وَقَدْ سَاهَمَ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ فِي إِفْسَادِ نَوَايَا اَلسُّوءِ ، وَدَمَّرَه بَعْض اِسْتِرَاتِيجِيَّاتِهَا ، اَلَّتِي دَبَّرَتْ بِلَيْلٍ عَلَى سَاكِنِي اَلْمِنْطَقَةِ بِرُمَّتِهَا.
فَإِذَا تَقَاتَلَ مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ ، فَإِنَّ اَلْأَوَّلَ فِي جِنَانْ اَلنَّعِيمِ ، وَالْآخَرُ فِي أَسْفَلَ اَلسَّافِلِينَ ، وَهَا هُنَا أَنَا لَا أُدَافِعُ عَنْ سُلَيْمَانِيّ بِشَخْصِهِ ؛ بَلْ لِكَوْنِهِ رَمْزًا لِهَذِهِ اَلْأُمَّةِ ، اَلَّتِي وَلِلْأَسَفِ اَلشَّدِيدِ جَثْمَةْ، وَتَرَاجَعَتْ عَنْ بُزُوغِهَا، وَاَلَّتِي اِسْتَأْسَدَتْ عَلَى اَلْعَالَمِ لِعِدَّةِ قُرُونٍ ، عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ بَعْضِ اَلْمُخَالِفِينَ لِهَذَا اَلْوَعْيِ ، اَلَّذِينَ يَبِيعُونَ اَللُّؤْلُؤُ بِالْحَصَى ؛ وِيَالَاسَفْ ؛ وَلَكِنْ كَمَا يَقُولُونَ ، اَلَّذِي لَا يَرَى بِالْغِرْبَالِ فَهُوَ أَعْمَى بَصَرِ وَبَصِيرَةِ يَا أُمَّةُ اَلْإِسْلَامِ وَمَا أَكْثَرَ هَؤُلَاءِ فِي مُجْتَمَعَاتِنَا.
يَا أَحْرَار اَلْعَالَمِ أعو هَذِهِ اَلْحَقِيقَةِ أَيُّهَا اَلسَّادَةُ، لَوْلَا بَعْضُ اَلسَّوَاعِدِ مَا بَقِيَ اَلْعِرَاقُ عِرَاقًا، وَلَا لُبْنَانَ شَامِخَةٌ بِسَوَاعِدِ أَبْنَائِهَا ، وَلَا نَرَى طُوفَانُ اَلْأَقْصَى بِكُلِّ تَجَلِّيَاتِهِ، وَلَا نَرَى نَهْضَةُ اَلْيَمَنِ مِنْ جَدِيدٍ، فَمِنْ وَرَاءِ هَؤُلَاءِ بِرَبِّكُمْ !! اَلَّذِي دَعَمَ ، وَدَرَّبَ ، وَخَطَّطَ ، هَلْ جَاءَهُ هَذَا اَلْأَمْرِ مِنْ فَرَاغٍ ، أُمُّ مِنْ عُقُولٍ مُؤْمِنَةٍ ؟ وَقَالَ تَعَالَى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
أَيُّهَا اَلْقَارِئُ اَلْعَزِيز، فَكر وأُنْظُرْ مِمَّا حَوَّلَكَ، تَرَى دُوَلاً ، وَجُيُوشًا مُجيشَةً لِإِذْلَالِ أَبْنَائِهَا، وَعِزَّةِ لحكامها، وَكُلَّ هَؤُلَاءِ يَعْمَلُونَ تَحْتُ رَايَةِ أَبِيهِمْ اَلَّذِي نَصَّبَهُمْ وَسَاعَدَهُمْ لِلِاسْتِمْرَارِ فِي اَلْبَقَاءِ وَالسُّلْطَةِ ، وَقَالَهَا تِرَامْبْ لَهُمْ لَوْلَا حِمَايَتُنَا لِلْبَعْضِ لَأَصْبَحُوا أَسْفَل اَلسَّافِلِينَ، وَلِبَاعِتهِمْ شُعُوبهُمْ بِسُوقِ نِخَاسَةٍ بِثَمَنٍ بَخْسٍ أَوْ دُونَ ذَلِكَ ! فَبِئْسَ لَهُمْ وَلِمَعِيشَتِهِمْ الحقيرة، وَكَمَا أَعْتَقِدُ أَنَّ سُلَيْمَانِيّ وَرَفِيقَهُ فِي اَلدَّرْبِ أبو مهدي المهندس شَهِيدَ اَلْعِرَاقِ اَلْأَوْحَدِ، فَكَانُوا وَسَيَبْقَوْنَ رَمْزًا ، يُنِيرَ طَرِيقُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلصَّابِرِينَ اَلصَّادِقِينَ اَلْمُتَمَسِّكِينَ بِالْعُرْوَةِ اَلْوُثْقَى، لَا اِنْفِصَامَ فِيهَا أَنَّ شَاءَ تَعَالَى.
يَا قَارِئٌ كِتَابِيٌّ، أَيُّهَا اَللَّبِيبِ اَلْفَطِنِ، أَيَّدَكَ اَللَّهُ بِرُوحِ مِنْهُ اَلْبَصِيرَةُ ثُمَّ اَلْبَصِيرَةُ، وَالنَّظَرُ وَالْوَعْيُ بِمُجْرَيَاتِ اَلْأُمُورِ، أَنْظُرُ لِلْمُخَالِفِينَ اَلَّذِينَ يُرِيدُونَ طَمْسُ اَلْحَقَائِقِ لِمَصْلَحَتِهِمْ عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ بُزُوغِهَا، وَهُمْ دَائِمًا يُعَارِضُونَ كُلُ فِعْلاً شريف لِلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يُرِيدُونَ مَصْلَحَةُ اَلْأُمَّةِ، وَالذَّهَابِ فِي اَلطَّرِيقِ اَلْمُسْتَقِيمِ اَلَّذِي جَعَلَهُ اَللَّهُ طَرِيقَهُمْ اَلْأَوْحَدَ ، وَهَا هُنَا بَدَأَتْ مَسِيرَةَ سُلَيْمَانِيّ، وَالْمَعْرَكَةِ اَلْأَزَلِيَّةِ بَيْنَ اَلْحَقِّ، وَالْبَاطِلِ ، وَقَالَ تَعَالَى ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
يَا أُحَرِّر اَلْعَالَمُ مِنْ تَتْبَعُونَ مِنْ اَلْفَرْقَيْنِ بِرَبِّكُمْ، سيَبْقَى طَرِيقُ اَلْحَقِّ وَسلَّيْمَانِي، وَمِنْ اِتَّبَعَهُ أَرْضًا طَيِّبَةً، وَجَنَانًا فِي اَلْعُلَا، لِأَصْحَابِ اَلنُّفُوسِ وَالْأَرْوَاحِ اَلطَّاهِرَةِ؛ أُمَّ اَلْآخَرِينَ اَلَّذِي سَرَقُوا اَلْبِلَادُ، وَنَهَبُوا اَلْعِبَادَ، وَجَعَلُوا مُتْرَفِيهَا أذِلَّة، فَسلَّيْمَانِي حَيًّاً فِي اَلضَّمِيرِ اَلْإِنْسَانِيِّ اَلْحُرِّ، وَبَأْسٍ لِلِاسْتِعْمَارِ وَمِنْ يَقِفُ مَعَهُمْ مِنْ كَافَّةِ اَلْقَوْمِيَّاتِ، وَمَهْمَا فَعَلَتْ قُوَّةَ اَلظَّلَامِ من تدبيراتها، فَإِنَّ اَلشُّهَدَاءَ هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .
فَنَذْكُرُ اَلْأُمَمَ أَنَّ طَرِيقَ اَلْحُرِّيَّةِ وَالتَّحَرُّر،ِ يُرْوَى بِدَمِ اَلشُّهَدَاءِ ، فَسلَّيْمَانِي رَمْزًا وَقَضِيَّةٌ، وَأَبًا مَهْدِي اَلْمُهَنْدِسُ فِكْرُ خَالِدْ وَالْتَقَيَا هَؤُلَاءِ لِيَصْنَعُوا لَنَا مَوْقِفًا مُشَرِّفًا لِلتَّحَرُّيرِ وَالْآبَاءِ، وَدِمَائِهِمْ اَلشَّرِيفَةِ سَتَبْقَى دِينًا فِي كُلِّ ضَمِيرٍ مُؤْمِنٍ ؛ لِكَوْنِهِمْ فَازُوا بِالدُّنْيَا مُتَنَعِّمِينَ فِي اَلْآخِرَةِ بِجِوَارِ رَبِّهِمْ، فَبَارَكَتْ اَلْبُطُونُ اَلَّتِي حَمْلَتُهُمْ ، وَالْبِلَادُ اَلَّتِي اِحْتَضَنَتْ، هَكَذَا اَلرِّجَالُ اَلْخَوَالْدَة فِي اَلْإِسْلَامِ رَكْبًا مُضِيئًا مُنِيرًا طُرُقَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَكَمَا قَالَهَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ ( ع ) ( لَا تَسْتَوْحِشُوا طَرِيقُ اَلْحَقِّ لِقِلَّةِ سَالِكِيهِ ) وَنَقُولُهَا مُدَوِّيًا، وَمَعَنَا أَحْرَارُ اَلْعَالَمِ وَالْمُؤْمِنِينَ اَلصَّادِقِينَ، هَيْهَاتَ مِنَّا اَلذِّلَّةُ، هَيْهَاتَ مِنَّا اَلذِّلَّةُ، هَذَا وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ .

[email protected]

 

أحدث المقالات