23 ديسمبر، 2024 1:58 ص

مَالَتْ عَلَيْكَ الْحَادِثاَتُ وَتَبْدِعُ

مَالَتْ عَلَيْكَ الْحَادِثاَتُ وَتَبْدِعُ

البحر الكامل
1 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ **** تتزعْزعُ الدّنْيـا ولا تتزعْزعُ

2 – لنْ ترْكعَ الهاماتُ حتّى حتفها **خسئ الذي والى سواكَ ويركعُ

3 – يا موطني قدْ كان أمسكَ ساطعاً * إنْ زلَّ يومكَ، ذا غدٌ فستسطعُ

4 – يا موطني كمْ ذا حسبتكَ جنّتي** منْ بعدِ أرضِك كلُّ أرضٍ بلقعُ

5 – روعاً لنفحكَ ، إذ يطلُّ صباؤه***يهبُ الحياةَ وأنتَ أنتَ الأروعُ

6 – هذي هـي البيداءُ شرعٌ تُربُها *** وطنٌ يوحّدنا ، وضـادٌ يجمع

7 – لغةٌ تفيضُ بها الخواطرُ لمحةً ** تأتي القوافي،والقريضُ يقطّعُ

8 – يكفيكَ فخراً أنْ تهـزُّ قوادماً *** كالنسرِ يشـمخُ للسـما، إذ يقلعُ

9 – يا حنكة الدّهـرِالذي في أعصـرٍ*** قـد كان وتـرَ زمانهِ لا يشفعُ

10 – يا كربلاءَ السبطِ ، كوفةَ جندِهِ** يا أيّها الزهدُ (البطينُ الأنزعُ)(1)

11 – يا عصرَهارونٍ، حضارةَ بابلٍ**يا أرضَ عبقرَ،إذ يحلّ (الأصمعُ)(2)

12 – للهِ أنتَ ، وللمعــين نميـرهُ ** لتفيض والأحـرارُ حــولك تـكرعُ

13 – يستكثرون عليكَ مجداً،مجدهمْ ** يبنى على مجدٍ،ومجدكَ مصنعُ

14 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ ** تتـزعْزعُ الدّنْيـا ، ولا تتزعْزعُ

**************************************************
15 – كم يخدع الدنيا جهـــامٌ كاذبٌ *** زان الجهامَ لنـاظريهِ مشعشعُ

16- ما بين داعشَ والمراسيمِ التي* رُسمتْ لهم،باعوا العراقَ،وبُوْيعوا

17 أنّى لكم تستعبدون حرائرا؟! ** نهجٌ من(الفاروق) أنْ تتورّعــوا(3)

18 – أخلاقهم ماتتْ ، وماتَ ضميرهمْ *** يا بئس ما فقد اللئامُ وشيّعوا

19 – قد شيّعوا كـلّ المروءة و النّهى **** إنّا لها ، ولكلّ خيـرٍ منبعُ

20 – ( لا تطربنّ لطبلها فطبولها *** كانت لغيركَ قبلَ ذلكَ تقرعُ )(4)

21 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ * تتـزعْزعُ الدّنْيا، ولا تتزعْزعُ

***************************************************
22 – زعمَ الردى أنّ العـراقَ مرابعٌ * ابشـرْ بوحدة شعبنا يا مربعُ !!(5)

23 – يتهافتون عليكَ ضيعةَ عاجزٍ*** يا ويلهم لـو أدركوا ما ضيّعوا

24 – زمنٌ يشيبُ لهُ الوليدُ فظاعةً * كمْ من رؤوسٍ في العراقِ وتقطعُ !!

25 – ( ومشت تصنفنا يد مسمومــة **** متسنّنٌ هــذا وذا متشــيع)(6)

26 – ما زالتِ القتلى تمجّ دماءها ** وبقى كعهدكَ -يا جريرُ-الأفظـعُ (7)

27 – العدلُ شيمتنا، ورحمةُ أحمدٍ ** سُـورُ الكتابِ بهـا يطلّ المطلع

28 – إيهٍ بني الإسلام هــذا دينكمْ *** بالسلم قدْ حيَّ العبادَ ،ويشرعُ

27 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ **** تتـزعْزعُ الدّنْيا، ولا تتزعْزعُ
************************************************
28 – يا موتُ:إن الموتَ حقٌ للفدا * مهد الهدى،قيمَ الشهادةِ نرضعُ

29 – إنْ فاضتِ الأرواحُ من أجسادها * سيّانَ تهجعُ مبسماً ،أو تدمعُ

30 – عاشَ الشهيدُ بأرضهِ وسمائهِ ** روحاً ترفرفُ بالعلالي تنصـعُ

31 – سهلاً كصحراء العـراق بساطةً *** وإذا يجدُّ الجدُّ ،أنـت الألمعُ

32 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ ****** تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
*****************************************************
33 – (جيشُ العراقُ ولمْ أزلْ بك مؤمناً * وبأنّك الأملُ) الذي لا يخدعُ (8)

34 – يا خالقَ الإبداعِ في سلمٍ، وفي *** حربٍ تكرُّ لها،وغيركَ يهرعُ

35 – (حمل الفرات بها إليك نخيله * ومشى بدجلة)،والفيافي تُقطعُ(9)

36 – (هذا العراق وهذه ضـرباتهُ) ** من قبل ألفٍ قلبـــهُ لا يُخلعُ (10)

37 – للعزِّ خيطٌ واللبيـبُ يبينهُ *** ما الفرق بيــن الذلِّ إلاّ أصبعُ

38 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ ** تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
*************************************************
39 – يا أيّها الشّعبُ الذي يتوجّـعُ *** ممّن يعيشُ بتخمــةٍ ويشـبّعُ

40 – عاثوا فساداً بالبلادِ وأهلها ** فلكلّ لصٍّ في لصوصهِ مطمعُ!

41 – حكموا وما حكموا بعدلٍ يُرتجى * طاغوتهمْ قدْ شطّروهُ ولعلعوا

42 – (كثرت دوائرهم وقلّ فَعالها * كالطبل يكبُر وهو خالٍ ) يقرعُ (11)

43 -(علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمّةٍ) * زيفٌ على المعنى الصحيحِ وبرقعُ(12)

44 – (المجد يحتقر الجبان لأنـه ** شرب الصدى وعلى يديه المنبع)(13)

45 -(قد كان للعرب الأكارم دولة **من بأسها الدول العظيمة) تخضعُ (14)

46 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ **** تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتـزعْزعُ
*******************************************************
47 – خمسون عاماً قد صففنا جُهْدها * * وجهادها دمّـــاً لمـنْ يتـربّعُ

48 – نحنُ- وإنْ طالَ البعادُ – بقربهم ** ولسانُ حال الشعبِ لا يتضعْضعُ

49 – نرمي تفاهات الحياة لأهلها ***** وطنٌ يُبـــاعُ ، وعينُ غيبٍ تدمعُ

50 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ ****** تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتــــزعْزعُ
******************************************************
51 – يا أيّها التصحيح،صحّح ما خفى * من سابقيكَ ،لديكَ شعبٌ مرجعُ

52 – إيّاكَ والتقسيم تفرقةً لِما ****** لغمتْ لجمعٍ ، والهدى ما يُجمعُ

53 – سجّلْ لتاريخٍ وأجيــــالٍ عُلاً ***** نحنُ الأبـــــاةُ بذي الحيا نتبرّعُ

54 – زهد (الإمام) ، وعدل(فاروق) الورى * وشهادةُ (السبطِ) الذي نتطلّع

55 – مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ ****** تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ

الشاعر العراقي : كريم مرزة الأسدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)البطين الأنزع هو نعت للإمام علي (ع) ، يقول السبط بن الجوزي: (ويسمى علي (ع) البطين لأنه كان بطينًا من العلم، وكان يقول لو ثُنيت لي الوسادة لذكرتُ في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير، ويسمى الأنزع لأنه كان أنزع من الشرك ) ، ويعتبر إمام الزاهدين في الإسلام، عاش حياته كلها متقشفاً زاهداً ، وتأثر به الصحابة الكبار كأبي ذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر وحذيفة اليمان ، المهم لماذا لم ينهج نهجه كبار رجال السلطة في عراق اليوم ؟!!!
(2) (الأصمع ) ، إشارة للأصمعي ، وهو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي ، ولد وتوفي بالبصرة (121 – 216 هـ / 740 – 831م) ، راوية العرب الشهير ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان ، بزغ نجمه في العصر العباسي الأول منذ عصر المنصور حتى وفاته أواخر عصر المأمون ، وكان نجماً في عصر الرشيد .
(3) إشارة لقول الخليفة عمر بن الخطاب ( رض) الشهير ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ، وقصة ابن عمرو بن العاص مع ابن القبطي المصري معروفة ، وابن الأكرمين والسوط .. وتسامح الخليفة كثيرا مع أهل الكتاب وكنائسهم وأديرتهم ومعابدهم ، الإسلام دين تسامح ورحمة وعدل ، وإلا كيف انتشر ؟ وكيف وصل إلينا المسيحيون واليهود والمندائيون والإيزيديون إلينا عبر العصور الإسلامية ؟ وكيف هجروا واستبيحت أموالهم وديارهم ، وهدمت كنائسهم ومعابدهم هذه الأيام على يد داعش ، وباسم الإسلام ؟!!!!
(4) ، (6) ، (13) : تضمين لأبيات الوائلي من قصيدة له في مؤتمر الادباء العرب الخامس/بغداد/ (رسالة الشعر) 1965..من الكامل أيضاً مطلعها:

لغد سخي الفتح ما نتجمع *** ومدى كريم العيش ما نتوقع
(5) ، (7) إشارات وتضمين لبيتي جرير مع تباين الاستعارات والمدلولات:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً *** أبشر بطول سلامة يا مربعُ
فما زالت القتلى تمج دماءها *** بدجلة ، حتى ماء دجلة أشكل
(8)، (9) ، (10) : تضمين لأبيات الجواهري من قصيدته ( جيش العراق ..) التي نظمها الجواهري عقبى ثورة 14 تموز 1958 م ، الأبيات هي :
جيشَ العراق ولم أزلْ بك مؤمنا *** وبأنك الأملُ المرجى والمنى
حمل الفرات بها اليك نخيله **** ومشى بدجلة جرفها والمنحنى
هذا العراق وهذه ضرباتــــه *** *** كانت له من قبل ألف ٍ ديدنا
(11) ، (12) ، (14) :تضمين لأبيات الرصافي من قصيدته ( أنا بالسياسة والحكومة أعرف):
علمٌ ودستورٌ ومجلس أمةٍ * كلٌ عن المعنى الصحيح محرفُ
كثرت دوائرها وقلّ فَعالها *** كالطبل يكبُر وهو خال أجوف
قد كان للعرب الأكارم دولة * من بأسها الدول العظيمة ترجُف