كثر الحديث عن اتفاق سنجار وتأثيره على مشروع الفاو الكبير, إذ يعتبر مشروع الفاو أكبر ميناء للسفن ذات الحمولات الكبيرة والعملاقة في المنطقة بعد الانتهاء من تنفيذه, لاسيما وان طريق الحرير البحري يبدا من الصين الى الخليج العربي, ويبدا الطريق البري من البصرة الى سنجار حتى الحدود التركية ثم إلى أوروبا, وتشير التقديرات الاقتصادية الأولية بان اكمال المشروع سوف يدر على العراق أكثر من ٧٠ مليار دولار سنوياهذا بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة, بالمقابل سوف تفقد الموانئ الكويتية والاماراتية والسعودية ما يقارب ٦٠% من ارباحها الاقتصادية, مما دفع بعض دول الخليج( الكويت والإمارات) التضييق على العراق اقتصاديا عبر بناء ميناء مبارك, ثم فتحت أبوابها امام السياسيين العراقيين( رئيس الجمهورية برهم صالح ومن ثم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي), التي أعقبها نشر مخاوف وتسريبات عن مساومات قوى سياسية عراقية وحكومية, تدعوا فيها الى تنفيذ مشاريع الربط السككي بين العراق والكويت وإيران, تلك المشاريع التي تهدد بالغاء استكمال ميناء الفاو الكبير بالاضافة الى اقصاء الموانئ العراقية الاخرى,اذ ان عملية الربط ما هي إلا مؤامرة جديدة الهدف منها جعل العراق تابع ذليل ضعيف لدول الجوار, والغاء منفذه البحري الوحيد مع العالم وبالتالي ضرب اقتصاده بالصميم, كما وان الموافقة على هكذا مشروع سيتم احياء ميناء مبارك الذي حال استكمال بناءه سيهدد قناة خور عبد الله في مرحلته الرابعة ليغلق الممر البحري على العراق وميناءه الكبير ويجعل وصول البواخر الكبيرة امرا صعبا جدا.
علما بأن هذا الميناء هو المنفذ المائي الوحيد للعراق, ولا يؤثر سلبا على هذه الدول لوجود شاطئ لديها على مساحات واسعة, مع هذا تزايد قلقهم وظهر جليا في اتساع حجم المؤامرة في عرقلة العمل لإكمال الميناء, بعد فشل المحاولات الخليجية( الكويت والامارات) لاعاقة مشروع الفاو العراقي, بعد إبداء الشركة الكورية استعدادها في اكمال مشروع الفاو بعد مقتل رئيس الشركة في ظروف غامضة.
هنا بدات الخطة الثانية بعد محاولات افشال مشروع الفاو, وهي تسليم سنجار الى الاكراد , اي انها تصبح جزء من إقليم شمال العراق, سنجار على الخريطة العراقية لم ترتبط مباشرة باي بلدة كردية, ولم يجري فيها أي تغيير ديمغرافي, وغالبية سكانها من الايزيديين فضلا عن العرب والتركمان, كما لم تكن ضمن المادة ١٤٠ أصلا, فهناك ناحية ربيعة العربية وناحية زمار كذلك عربية وكلها تقع شمال سنجار وتتبع اداريا محافظة نينوى التي ترتبط مباشرة بمعبر مع تركيا دون المرور بأراضي الاقليم, سيطرة الاكراد على سنجار يعني قتل مشروع الحرير وضرب ميناء الفاو الكبير, فلا يمكن عبور قوافل التجارة عبر سنجار إلا بموافقة سلطات الاقليم الحليف الابرز للولايات المتحدة ودول الخليج.
الواقع أن من خطط مشروع ضم سنجار الى الاقليم هي الولايات المتحدة, أي أن واشنطن ترمي من وراء ذلك ابقاء العراق مكبلا بموت هذا المشروع, فهي لا تريد إحياء طريق الحرير عبر بوابة العراق الذي يهدف الى احداث ثورة اقتصادية للبلاد وطفرة نوعية في كافة الاصعدة.