من بديهيات الحياة الحرة الكريمة انعكاس الفن الرفيع في آفاقها ليرسم صورتها الحقيقية وواقعها الجميل الواعي بتطلعها …وعندما يتردى الوضع السياسي ويسقط الى الحظيظ يعكس فنا هابطا وفوضى تتخبط بين ثناياه تداعياتها وتناقضاتها وصراخات مدعيها وعياط ولطم نسائها …فالسياسة تخطط للحياة الاجتماعية وتعيد انتاجها وتعبد لها طريقا تسير على خطاه الجموع لتعبر الحاضر الى المستقبل الزاهر المستنير بالفكر الجميل عندما تكون فن الممكن حقا وهذا ماتعلمناه من خلال تجارب الشعوب المتطورة والمتنورة بالعلم والفن والفكر والثقافة عموما …
والمسرح ذلك الفن الراقي الجميل االذي تلتقي فوق خشبته المقدسة صنوف الثقافة والأبداع والفكر والحياة لترتبط ارتباطا جدليا بعطاءاتها وتتناغم مع تطلعات الانسان لترسم سمفونية التفاعل الحي والمتجدد مع رحيق التواصل وعظمة الأحداث وتحاكي التأريخ وفق منظورالتغيير و التطور والتقدم ….
وها نحن والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه افرز وضعنا السياسي الهابط والفاسد وواقعنا المتردي والتخبط بكل هذه الاشكالات الفنية والهبوط الى درك السذاجة والسقوط الى دائرة العنف الطائفي والتقاتل الاهلي والتناحر السياسي الذي يفرزالانقسامات المجتمعية بعد فتاوى التكفير الفني والاساءة المتواصلة للفن والفنانين وتحريم الغناء وتجريم الفنان وتجريده من ابسط حقوقه في الحياة الحرة الكريمة وتحجيم دور المرأة وتسفيهها وما الى ذلك …في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن المدعين والمفسدين والفاسدين وسراق المال العام وانتهاك الحرمات وتفاقم الازمات واتخاذ السياسيين المتأسلمين من الدين واجهة وغطاء يعبثون بالحياة والناس والمجتمع ويجرون البلاد والعباد الى الانحدار والتردي والأنهيارالذي نحن فيه …وها نحن اليوم نشاهد في حرم جامعتنا المستنصرية صرحنا العلمي الشامخ تدنسه شرذمة من شذاذ الآفاق ومجموعة من ميليشيات الثقافة الموبؤة بالطائفية والمشحونة بأحقاد التأريخ الأسود المرتبطة حتما بأجنداتها العنصرية المعروفة بتوجهاتها وخبثها وحقدها على تأريخنا العظيم المشرق كشمس الله الذي لا تحجبه غرابيل غربان السياسة الطائفية العراقية الجديدة التي اسس لها المحتل الغاشم وسار على نهجها اذياله وعملاؤه ومطاياه …فهاهم بكل صلافة وخسة ودناءة ولأختيار المدروس في لحظات تأريخية لاتتكرر في توحد الجموع وتكاتف كل الاطياف
العراقية وخروجها ضد حكومة الفساد واعتصامهم امام بوابات ((الغبراء )) ومحاصرتهم وتطويقهم لسياسي الصدفة يحاول هذا النفر الضال وقد وصفه احد الكتاب ((بالزعاطيط ))وآخرون وصفوهم بالمتهورين أوالعابثين والسذج وما الى ذلك ….وانا اقول لهم كلا هؤلاء ليسوا بالزعاطيط ولم يكونوا اميين أو مراهقين فهم مدعومون ومدفوعون ومخطط لأعمالهم أخذتهم العزة بالأثم الطائفي ومؤلف وهمهم ومخرج سذاجتهم اختار الزمان والمكان وأكد الحدث وكاتبهم فكر مليا ليحاول كسر ضلع الوحدة الوطنية بطرحه موضوعا طائفيا ساذجا سقط قبل اسدال الستائر اذا كان ثمة ستائر واغطية تحجب عريهم وتجاوزهم على وحدة الشعب العراقي في تظاهراته ضد الباطل ولغة القبح والرذيلة التي حملها مسرح السياحة في جامعة عريقة دنسوا حرمها بعرض مايمكن ان نسميه ((تشابيه )) ليجسدوا لهفة ((رايزخون )) حاولوا خلالها اعادة كتابة تاريخ راسخ رسوخ الحضارة العربية والاسلامية وتجاوزوا على شخصية صحابي جليل وخليفة رسول الله ((ص)) وله مآثر ومناقب وشواهد في حضارتنا العربية والأسلامية بمحاولة تكريس قصة من خيالهم الطائفي المريض وتمجيد وهم مزعوم اثبتت الوقائع التاريخية بطلانه والذين يتمسكون به اليوم يحاولون الأساءة الدين الحنيف ورموزه العظيمة وللوحدة الوطنية الراسخة ….