23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

ميشال عون نحو بعبدا .. انامل الحرير الفرنسي بنشوة النبيذ البورجوندي

ميشال عون نحو بعبدا .. انامل الحرير الفرنسي بنشوة النبيذ البورجوندي

 كما الحرير الفرنسي في ليون يمتاز نساجوه بالصبر والاناة .. كذلك السياسة في مطبخها الباريسيّ مخملية كحريرها معتقة بنبيذها الاحمر البورجوندي .. تعرض في بيروت الآن … بالتهيؤ لانتخاب العماد ميشال عون  صاحب التاريخ الحافل بالمتضادّات … ما بين اروقة البيت الماروني المسيحي منذ حرب الالغاء مع الكتائب … والاصطفاف القومي العروبي مع صدام  والعداء البغيض لحافظ الاسد … والتواجد المؤثر في نظم المحاصصة السلطوية اللبنانية … والعلاقة التاريخية المتميزة بصدام حسين … والانحرافة التاريخية باتجاه حزب الله، وبمباركة الولي الفقيه في طهران…رجل الأضداد بلا منازع.
           حتى أجهدت نفسي أفتش على منقبة توحي لثوابت الرجل لم اجد ابدا، بل ان المتغيرات نهج سياسي تميزت به خطاه.   
          وبغية الإعلان القريب في خطوات تسنم العماد لمنصب الرئاسة في بعبدا … حتى صرخت الرياض من اللدغة المعتقة بنشوة النبيذ الفرنسي، حين ذهب الحكيم وستريدا لمؤازرة العماد.. ليأتي الصوت من الرياض ما هكذا تسقى الإبل .. يا حكيم.
اعتقد ان الحكيم كان اكثر دهاءا من العماد ..!!
كم اتهم الحكيم انه اورشليمي الهوى؟
     ولكن بموقفه أحرج الجميع حتى بات الكل متسمرا من خطوته… كيف ان حليف اسرائيل وحصانها مثلما روج له إعلام المقاومة والممانعة يلتقي مع إرادة حزب الله في العماد عون  .. طلاسم شفرتها بيد الحكيم وستريدا والنسّاج الفرنسي.
            بالامس القريب راهنت الرياض على الخلف الحريري حتى تدخلت بكل ما لديها من قوة وتأثير في المشهد اللبناني لتضع العربة خلف الحصان .. لكنها لا تعي خطورة الركاب في تلك العربة حتى بات الخلف الصالح الحريري يسّوق المحاسن والمكارم لكابينته الائتلافية بمختلف صنوفها ضنا انه القادر على ترويض المسارات والخلود الوزاري الرئاسي .. وفي ليلة ظلماء باتت الحقائب مرزمة والسيارات لطريق المطار موجهة لان الشريك الحميم يعمل ببوصلة التفاهم وما ينتج منها في إدارة الصراع بين طهران والرياض .. لا كما يقدره الابن الحريري.
       عزائي للرياض ان تكون لاعبا من الدرجة الثانية في القرار اللبناني التي راهنت على مسك خيوطه عقودا طويلة حتى صار الطائف محطة السخرية بيد من يملك زناد البندقية.
          كم تدهشني باريس في قرائتي المتواضعة لدهائها السياسي في التعامل مع اقطاب الصراع في الشرق الاوسط .. باريس شيراك الصديق لبغداد وصدام حسين تتنافس في العقد السبعيني مع موسكو في تطوير علاقتها ببغداد منذ معاهدة بغداد والكرملين، ثم تكون محطة الاستراحة والانطلاق للخميني نحو طهران .. ثم الوقوف مع بغداد في حربها مع طهران حتى ان طائرات السوبر اتندر ومنظومة الأواكس تعمل ليل نهار لحماية بغداد من الخطر الفارسي.
حتى ان السؤال يضرب في القاع :
كيف ان لباريس ان تجمع المتضادات بانطلاقة الخميني نحو طهران وفتح الأبواب لمريم رجوي ومنظمة مجاهدي خلق على مصراعيه؟
وهل إن صفقة الوئام الايراني مع الشيطان الأكبر تضمنت تراجع اللاعب الايراني وتحالفاته في لبنان ليتقدم السيد الفرنسي؟
       هكذا هي باريس الحب والسياسة والنبيذ المعتق .. ولتهنأ بيروت بسكرتها القادمة في قصر بعبدا بازدواجية عون وبصمات ستريدا والنبيذ البورجوندي.
[email protected]