18 ديسمبر، 2024 7:11 م

ميسان الخير تغرق أين المغيثون

ميسان الخير تغرق أين المغيثون

أنها الطبيعة القاهرة للظروف، تدخل الساحة العراقية، مغرقةً مدن وقُرى سكانية، مخلفة دمار في المنازل أضافة للمحاصيل الزراعية.

سيول عارمة ونهر ممتلئ وسدود لا طاقة لها، في أستيعاب كميات المياه المتواجدة ضمن حدودها، مما دفع تلك المياه ان يكون مجراها نحو مدن عدة؛ منها ميسان وواسط وديالى، حجم المياه في محافظة ميسان اكثر كماً من المدن العراقية الأخرى، لذا كانت أشد قسوةً عليها.

بلدان العالم، الدول العظمى في ايراداتها والتكنلوجيا الحديثة التي تمتلكها، معرضةً لمثل هذه الظروف الخارجة عن الإرادة بل أشد قسوة؛ كتسونامي وغيرها من الظواهر الطبيعية، لكن تلك البلدان تعد دراسة مسبقة في كيفية تدارك الكارثة قبل وقوعها، في توفير كافة الأحتياجات لتفادي الأضرار الناجمة عن تقلبات الأجواء بأقل الخسائر.. الا الآمر في العراق، تقع الكارثة وتذهب وتُنسى وكأن الآمر طارئ مر من هنا وارتحل!
مدن تستغيث بالجهات المعنية منذ أيام، لكن من دون جدوى، وان لبت النداء، الامكانيات ضعيفة والموقف خجول في معالجة الموقف، وإن تمت المعالجة تكون عبارة عن ترقيع، وبالتالي الضحية الوحيد المواطن الذي يدفع الفاتورة لوحده دائماً.

ميسان مدينة لبت نداء المرجعية الرشيدة لدفاع عن الوطن ومقدساته، اليوم تستغيث ولا من مغيث سوى من اطلق حملة أغيثوا ميسان لب النداء، في تسخير الجهد البشري والآلي لمؤازرة المحافظة التي اقتحمتها السيول، مما دفع ذلك بقية محافظات العراق لتقديم الدعم المعنوي والمادي، و في طليعة المتقدمين عشائر العراق، المعروفة بمواقفها المشرفة، في أنتخائها للوطن ولأبناء الوطن.

لو كانت هنالك رؤية واضحة، ورجال دولة حقيقيون في الميدان، متواجدين في كل حين بين الناس، للوقوف على احتياجاتهم، لما آلت اليه الأمور، والا مدن تغرق منذ أيام و لاتمتلك الجهات المعنية رؤية في كيفية معالجة كميات المياه المتجه نحو المدن العراقية، هذه واحدة من مئات القضايا الرئيسية التي تمس حياة المواطن التي غابت هي الأخرى، السبب في غيابها لا وجود لرجال دولة أنما تُجار مناصب، يدفع كذا مبلغ من المال ليتبؤ المنصب، وعن طريق المنصب يبدأ بالتقصير بالخدمات، لكي يجني المال ويعوض ما دفعه لشراءه المنصب، هذا حال العراق منذ سقوط صنم البعث في بغداد، وغرق ميسان خير دليل على ذلك.