23 ديسمبر، 2024 6:30 ص

ميسان الاعمار والهمة العالية

ميسان الاعمار والهمة العالية

الزائر لمدينة ميسان يلاحظ حركة دؤوب على جميع الصعد لاسيما الاعمار المتصاعدة ويترته يوما بعد يوم بشكل مدورس ومنسق ، ما يعني وجود عوامل عديدة ساهمت في هذه التنمية السريعة قياسا الى مدن الجنوب التي اكلها ظلم الحقب الماضية ،وتأتي في مقدمة تلك العوامل وجود كفاءات قادرة على تنفيذ مشاريعها وافكارها على ارض الواقع ، والهدف من وراء هذه الهمة رفع المظلومية عن كاهل تلك المدينة التي عانت في سنوات الحرمان ابغض انواع التمييز برغم وجود كل المؤهلات العملية في أن تكون ميسان من اكثر مدن العراق استقطاباً لرؤوس الاموال والمشاريع المختلفة و لكونها مدينة نفطية وزراعية يجعلها تملك كل انواع الجذب الاستثماري .ولكن النظام السابق اراد لها ان تعيش على الهامش القليل لاسباب في مقدمتها انها كانت مصدراً من مصادر الثورة والانتفاضة ايام مقارعة النظام واحتضنت اهوارها وقصباتها الثوار واعطت كوكبة من الشهداء والتضحيات حالها بقية مدن العراق التي عاشت المظلومية نفسها ،واليوم بعد زوال الغمة ، اصبحت ميسان تدار من قبل ابنائها ، وسعى هؤلاء الى تحويلها من مدينة صغيرة تعاني فيما مضى من الاهمال الى مدينة مفعمة بالحياة والحيوية التي تبدو واضحة من خلال المجسرات والطرق السريعة واستحداث المباني الحكومية الجديدة فضلا عن حركة نشيطة في انشاء شبكة الصرف الصحي وادامة الشوارع القديمة ما جعل ميسان تتوسع بشكل عمودي وافقي واصبحت من مدن الجذب السكاني حيث الشروط المتوفرة من الخدمات التي يسعى الانسان العراقي للحصول عليها منها الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وغيرها . وراء هذه الحركة رجال من ميسان على رأسهم  المحافظ والجهد الهندسي والاداري لبلديات ميسان وبلدية العمارة التي لاتتدخر وسعا في تقديم الخدمات لاهالي المحافظة . قد يتصور البعض ان هذا الكلام نوعا من المبالغة ولكن نظرة واحدة وجولة بسيطة في العمارة تكفي لأن تخرس المتقول وان يعترف ان هناك حركة اعمار متصاعدة لايمكن ان ينكرها القاصي والداني.