الميزانية العامة للدول تعبر عند اعدادها عن فلسفة الدولة والرؤيا الاجتماعية والاقتصادية للنظام السياسي في الدولة الميزانية العامة في الانظمة التي تؤمن بالاقتصاد الموجة او الاشتراكي اوالنمط السوفيتي تعتبر معبر حقيقي عن حالة اقتصاد بلد من البلدان قوة او ضعف اما الانظمة ذات التوجة نحو اقتصاد السوق فأنها ايضآ تعتبر الموازنة عامل مهم في تنمية الاقتصاد خصوصآ بعد ان تبنى الفكر اللبرالي الكينزية (نظرية كينز للعمالة والفائدة والنقود) اما الدول ذات الاقتصاد الريعي (يعني الله يديمك يانفط والهوا على الله )فالميزانية تحدد شكل الاقتصاد .
يلاحظ على الميزانية العراقية انة وارداتها تتحدد بنسبة تتراوح بين 93%-98% من قطاع تصدير النفط و هذة حالة لها مدلولاتها وتبعاتها لعل من اهم المدلولات اننا شعب (مطفي ) بأمتياز مع مرتبة الشرف يعني قطاع الصناعة والزراعة والتجارة والضرائب وبقية المعادن وقطاع الخدمات وكل مؤسسات الدولة وقطاع السياحة لاتنتج اكثر من خمسة الى سبعة بالمئة من مجموع واردات ميزانية البلاد بمعنى النزاع السياسي الدائر والذي يدور هو نزاع حول واردات النفط لأن الشعب والاقتصاد ببساطة شديدة وبلغة الارقام غير منتج …
الموضوع المهم الاخر ان هنالك مايقارب من 5% من واردات النفط العراقي تذهب سنويآ الى دولة الكويت كتعويض عن غزو صدام الاحمق لدولة الكويت وكأننا كشعب مسؤولين عن حالة تحول صدام من حالة (الجحوشية الى حالة الحمرنة ) اي (الاستحمار) اذا كانت المانيا تاريخيآ والشعب الالماني تحمل مسؤولية اخطاء هتلر ضد البشرية ففي هذا نوع من العدل لأن الالمان انتخبوا الحزب النازي ومنحوة الاغلبية في مرحلة معينة آما الشعب العراقي فلم ينتخب صدام ليصبح مسؤول عن قيامة بغزو الدول ومحاربة المنطقة .مع ان صدام في ثمانينيات القرن العشرين كان يحضى بدعم الخليج اكثر من دعم العراقين لة بالتالي الاخوة في الكويت مسؤولين عن افعال صدام ربما اكثر من العراقين فهم من دعموا موقفة بدون اي تسائل او نقاش حول التكلفة البشرية التي يدفعها العراق او المنطقة ثمنآ لمغامرات وطموح بالزعامة وسط جهل بحقائق الامور على ارض الواقع وعدم فهم لمتغيرات العصر ومتغيرات العلاقات الدولية في زمن العولمة .
الميزانية ايضآ فيها بند بحوالي 7,5 ترليون دينار عراقي مخصصة كبند تنمية الاقاليم وهذة تصرف الى الحكومات المحلية تصرفها وفق خطة تنمية الاقاليم شخصيآ عندما اسمع ان هنالك مبلغ صرف لمجالس المحافظات اتذكر اغنية يالعزيز لكاظم الساهر خصوصآ المقطع الذي يقول (شلون اودعك يالعزيز) اقصد وداع مبلغ الله يعلم والراسخون في الحكومات المحلية مصيرة ولسان حال ابناء المحافظات يردد (اضحك بوجهك كذب واني كاتلني القهر) او يرددون المثل القائل راحت فلوسك ياصابر .
كل هذا يحدث وسط انقسام اجتماعي وغياب للحداثة وقيم التحرر الفكري والمدنية على سبيل المثال الحادثة التي حصلت في الانبار عندما قام مجموعة من شيوخ المناطق الشيعية في الجنوب والوسط بزيارة لمحافظة الانبار السنية هذا الحدث لدى دراستة يشكل ظاهرة مهمة وهي اننا امام غياب تام للقوى المدنية والحداثوية حيث دوافع الطائفة والقبيلة هي التي توجة السلوك العام للسياسين تذكرت عندها مستوى التطور عام 1963 عشية الانقلاب على سلطة عبدالكريم قاسم كان المدافعون عنة من الفقراء والثورين والتقدمين بعد ان رفضوا قيم الاقطاع وانضموا الى الثورة وقيمها التحررية والمدنية رافضين فكر الاقطاع الطائفي القومي القبلي فدافعوا عن عبد الكريم بلاسلاح كان هنالك ظاهرة وهي ان قادة المناطق الكردية في بغداد التي تدافع عن عبد الكريم من العرب السنة او المسيح وقادة المجاميع السنية من الشيعة او الاكراد او التركمان وقادة المناطق الشيعية من السنة او الاكراد كانت التظاهرات في الخمسينيات والستينات تقاد من قبل قادة عمالين او مثقفين مدنين وكان رئيس اكبر جامعة في العراق في عهد قاسم من طائفة الصابئة المندائين .اما اليوم فالشيخ عادل الشبلي شيخ عشائر آل شبل يقول (استقبلونا بالهتافات المسيئة وقناني الماء والحجارة واشياء اخرى لااود ذكرها ) هذا ماصرح بة في محافظة النجف لاكن السؤال المهم ماهي الاشياء التي لايود ذكرها الشيخ اكيد انها اسواء من الجارة والقناني ؟
يعني ((شنهي السالف الماتتسولف شيخنة ))؟
في ظل هذا الوضع انقسام اجتماعي يرافقة غياب لقيم المدنية والتحرر يكون الوضع المثالي للفساد والارهاب والتطرف والتشدد جرب عزيزي القارء ان تفضح فاسدآ او سارقآ لقوت الشعب سيحاربوك سيقولون اولآ انك فاسق خصوصآ اذا كنت تحلق لحيتك مثل كاتب هذة السطور متناسين ان عدل ساعة يعادل عبادة سبعين سنة وان الكافر العادل افضل من المسلم الظالم حسب فقة جعفر الصادق سيحركون عليك العشائرية ويومية جيب عمامك للفصل وتحضر للكوامة سيلبسون الدناسة ثوب القداسة والعهر ثوب الفضيلة سيلعبون لعبة تجعل من هية بمستوى ماتا هاري الدنسة ويجعلون منها مقدسة على طريقة بني اسرائيل في موضوع الزانيات المقدسات سيتهموك بشخصك وسيوظفون المبادئ والقانون والتخلف وسعلنون نفسهم مدافعين عن السمعة وهم تجار المتاجرة بالسمعة والدناسة والدين يوظفونها ويفبركون المواقف لنصرة سراقهم .