18 ديسمبر، 2024 10:20 م

ميزانية الدولة ضاعت بين رؤساء الاحزاب وقادة المليشيات !!

ميزانية الدولة ضاعت بين رؤساء الاحزاب وقادة المليشيات !!

كانت ومازالت المؤسسة العسكرية العراقية تشكل التحدي الاكبر والاخطرعلى الاحتلال والدول المتامرة على العراق وكم عملت هذه الجهات لإضعاف واقصاء هذه المؤسسة من اي دور في حماية وسيادة الوطن فعملت بكل قوة على تفكيكها وهز صورتها في الداخل والخارج, ومن جملة الامور التي تسببت في إضعاف هذه المؤسسة هي استبدال المنتسبين الوطنيين الاحرار فيها بمجموعات (مليشياوية) تدين بالولاء للاحزاب السياسية الحاكمة !! وقد قامت هذه الاحزاب بمنح الرتب والمناصب المهمة لهم بما يسمى (الدمج) كما تغاضت على تعدد المؤسسات الامنية وانفلات السلاح خارج سلطة الدولة كل ذلك لتأمين هذه الاحزاب على نفوذها وهيمنتها على مفاصل الدولة ومنذ تلك اللحظة تشكلت قيادات امنية غير وطنية تستنزف ميزانية الدولة وتشكل إقطاعيات ومافيات وعصابات منظمة صادرت هيبة وسمة المؤسسة العسكرية العراقية مما ساعد في إضعافها وابعادها عن دورها المطلوب في مسك الملف الامني العراقي فكان مخططا مدروسا ومعدا منذ سقوط النظام ولم يكن عمل عبثي او عابر حتى استطاعوا عبر هذه المرحلة الماضية من تهيئة الاجواء للانقلاب على المؤسسة واستبدالها (بحرس ثوري إيراني) يستطيع ان يكون بديلا للجيش العراقي ومضمون الولاء لايران لتبرير تخوفها من اي انهيار للسلطة الحاكمة (الموالية لها) !! فجاءت احداث (داعش) لتصب في مصب هذا التوجه الايراني فجاء تشكيل (الحشد الشعبي) ليكون ظهيرا للوجود الايراني في العراق وساعدا ايمن له في منحه نفوذ وسلطة مطلقة يستطيع ان يكون جهاز انذار وخط صد لحماية الامن القومي الإيراني وبديلا عن (المليشيات الايرانية) التي كانت تكلف الميزانية الايرانية مبالغ طائلة لكن بعد تشكيل الحشد اصبحت تدر مال ومكاسب لا تحصى للجمهورية (الاسلامية) !! عندما سن اتباع ايران في البرلمان العراقي قانون الحشد الشعبي ولا ننسى كيف استنفر (عمار الحكيم) اعضاء التحالف الشيعي لتمرير القانون بنصاب كامل وقد احتفل عمار في صالة مجلس النواب وقال تحقق حلم كبير ننتظره ونعول عليه !! وكلنا يعلم ان عمار قطب إيراني قدم خدمات جليلة للحكومة الايرانية عندما نجح التحالف الشيعي في إستقطاع مبالغ طائلة من قوت العراقيين وخصم من رواتبهم 3,8 من كل شهر لتذهب الى جيوب قادة مليشيات الحشد كي تنفق على تعزيز سلطتهم وتعاظم قوتهم ,لكن التحالف الشيعي لم يقف عند هذا الحد بل استطاع تضمين الميزانية العامة مبالغ طائلة للحشد تمكنه من عقد صفقات ضخمة لشراء الاسلحة ويمكنها كسر الحظر على التسليح الايراني ثم يمكن لهذه المزانية المخصصة للحشد ان تكون ودائع تضع ايران يدها عليها بواسطة قائد فيلق القدس قاسم سليماني كونه الحاكم الفعلي للحشد, لذلك نتوجس اليوم خيفة من تنامي هذا الحشد وتغوله لابتلاع الموازنة العراقية بحجج وذرائع واهية تحت شعار (محاربة داعش)!! واليوم نقول شهد شاهد من اهلها وهو نائب برلماني وعنصر مليشياوي مطلع حول تصريح النائب كاظم الصيادي وكيف قال عنه ( اصبح ينهش في المال العام العراقي ليكون سبباً رئيسياً في ضياع ثروات ومقدرات العراق كونه يستنزف اموالاً طائلة من الخزينة العراقية والموازنات المالية التي تصرفها الحكومة لتصل الى الفاسدين من ما يسمى قادة الحشد من رؤساء الاحزاب الدينية وقادة الميليشيات في هذه الاحزاب والكتل والتيارات الدينية وكل هذا يحصل بموافقة ومباركة السيستاني صاحب ومؤسس وقائد الحشد الشعبي الموالي الى ايران الجارة العارة .. ) وهذا التصريح الذي نقلته كل وسائل الاعلام جزء بسيط من خفايا هذه المنظومة الامنية لتي يمكن ان تكون اخطر ما يهدد الوطن اليوم في تصفية وتغييب كل الخصوم والمعارضين لسياسة ايران في المنطقة لهذا نرى الكثير من هذه الفصائل تقاتل في سوريا واليمن .