18 ديسمبر، 2024 9:49 م

ميدان الطبيب وميدان الطيور

ميدان الطبيب وميدان الطيور

في هذه الدراسة السوسيولوجية تعبر كلمة الميدان (سوقا مفتوحا) مكان وعمل حرفي بالعلاقة مع بائع الطيور والدكتور تعني ضمن هذا السياق تعبيرا مجازيا , هذه الدراسة ليس الهدف منها التقليل من شاْن الحرف ولا من اجل الاْثارة ,بل الهدف منها البحث عن قيمنا الاْنسانية في وطننا لاْن كثير من القيم الذي تجعل منا اْنسانا قد ضاع في هذا السوق,سوق الدكاترة في كردستان.والعراقلا بشكل عام,

الفرق والتشابه بين ذبح الطيور وعلاج مريض ليس لاْن الطيور تذبح والمريض يعالج من قبل الطبيب,اْو طير يذبح في بيئة لا اْنسانية ,ومريض يوضع في بيئة مقيتة ويعامل بشكل لااْنساني وفاشي وباْسم العلاج ,بل تتساوى الفروق والتشابه عندما نرى كيف يصبح نوعان من المخلوقات ضحايا يتاجر بهما ,فشرعية القتل المجازي في كيفية علاج المريض ,هي شرعية لم تبقي للاْنسان لا من الناحية القانونية ولا الاْنسانية اْية قيمة له,وذلك لاْسباب عديدة ,اْهمها ,اْن تصاب بمرض و تكون اْنسان موصوف بالمريض ,سيجعل هذا الاْنسان اْمام الطبيب كاْنسان فاقد الارادة و قد اْصيب بالقنوط, ويصبح عرضة لمعاملة سلطوية من قبل الطبيب المعالج ,وعندما يتلقى المريض هذه السلطة وويمارس عليه ,تجعل هذه السلطة من الاْنسان كائن قد فقد ارادته وكرامته وشخصيته الاْجتماعية , بل يفقد ذاته اْيضا ,حتى يصل االى حالة تهيمن عليه , رؤية ذاتية للنفس مليئة بالشعور بالنقص والمذلة ,كلما تلقى معاملة سيئة كتعامل الطبيب مع المرضى ,اْي ممارسة سلطلة الاْطباء على المرضى ,ذلك التعامل الذي يمارسه اْكثرية الاْطباء على المرضى ( تعامل السلطة مع الفرد) تتجسد في هذه الصورة الواضحة :-

اْنه الطبيب الذي يفرض تلك السلطة الفاشية على المريض كاْنسان مهيمن,تطابقا مع كل الرؤى ,المريض ومرافقه الذان لا يملكان اْية قدرة على رد الفعل والرفض ,ولا يتمكن المريض نفسه التذمر ازاء سلوك غير لائق للطبيب.يختارالاْثنان الصمت ْ, صمت المريض اْمام اْستغلاله والاْتجار به وهذا الصوت الداخلي المكبوت تشبه الاْصوات الصارخة للطيور لحظة سوقهم للذبج.

يصبح هذا العويل لدى المريض صرخة نفسية وداخلية عنيفة ,بما ان حياته وجسده قد اْصبحتا معرضتان للخطر,وهنالك شخص من الممكن اْنقاذه ,اْي عدم التساوي بين اْنسانين , ا ْنسان يمتلك سلطة عاتية على جسد شخص اخر,واْنسان اخر يصبح جيبه وجسده مستعدان لاْية اْوامر صادرة من قبل الشخص السلطوي,اْن هذا الاْستعداد يجعل من الاْنسان المريض شخصا قابلا لتحمل التعامل اللااْنساني للطبيب من الاْنتظار والتهميش الى تحمل البرد والحر,من الجانب الاْخلاقي والنفسي ,فاْن الاْلم الذي يتلقاه الطير منذ لحظة سوقه من مكان الى اخر وبدءا من بيعه ولوي جناحيه ,بدءا من حياته في قفص , الى اْقصى حالات الجوع والظماْ ومن ثم ذبحه,تشبه حالته هذه حالة المريض منذ اْن يطاْ قدمه غرفة الطبيب (السلطان).فالطير وحتى لحظة ذبحه يصبح صامتا وفي لحظة اْخراجه من القفص يفهم باْنه يواجه الموت,ويجر من قبل سلطة الاْنسان ,لم يبقى لديه الا صراخه والمريض وهو في حالة القلق والخوف يصبح رقا للطبيب ,

في هذه الدراسة نتعمل مع ثلاثة حالات ذباح الطيور والطبيب وهي:-

1- مكان الذبح ومكان العلاج

2-كيفية التعامل

3- اْشارات الاْستغلال والاْتجار

بيئة للذبح وبيئة للقتل في الصمت

…………………………………….

ميدان الطيور عبارة عن مجموعة من الدكاكين وكل دكان مكان فيها اْقفاص لسجن ولحجز الطيور ومكان لذبحه ومن ثم نزع الريش عنه, وميدان الطبيب هو مكان (يسمى بالعيادة) اْو العيادة الخاصة والاْماكن المسماة (بالمستشفيات ),هي اْماكن للفحص واْماكن لتجمع المرضى ,وفي نفس الوقت هي اْماكن للعلاج وكتابة الاْدوية للمرضى.هنالك تشابه كبير بين الجمع العشوائي لاْنواع كثيرة من الطيور في قفص ضيق ,وجمع عدد كبير من المرضى في غرفة ضيقة وغير صحية واْيضا في اْروقة وغرف المستشفيات,وتجمع كبير للناس خارج باحة المستشفيات ,تشبه هذه الاْماكن من حيث العدد والتشابك بشكل كبير قفص الطيور,واْيضا الغرف الضيقة للعيادات و التي فيها ينتظر المرضى دورهم في الدخول الى غرفة الطبيب ,خارج العيادات وبعيدا عن هذه الاماكن وفي اْزقة المدينة يوجد اْماكن ومحلات لذبح الطيور ,هنالك اْيضا عيادات للمضمدين والتي يتوجه اليها المرضى و يتجمعون فيها بحشد كبير .فبين كيفية تقييم نوعية المكان وعدد الطيور التي تذبح وبين كيفية وعدد المرضى الذين يتلقون العلاج ,هنالك علاقة معنوية , ففوق مجرى من الدم المراق يقوم الذباح بنحر الطيور واحدا تلو الاْخر, ويقوم الاْطباء ودون توقف باْدخال المرضى واحدا تلو الاخر الى غرفهم واْرسالهم الى الاْشعة والسونار وفحص الدم والصيدليات ,والى كثير من الاْماكن الاْخرى ,فالاْثنان الطير والمريض ينزف منهما الدماء,

اْن ذبح الطيور واحدة تلو الاخرو فوق دمها المسفوك على الاْرض ,ونزع القيمة الوجودية للحيوانات بشكل عام تشبه الحالة هذه كثيرا جمع عدد من الناس (ثلاثة الى خمسة اْشخاص) في الغرفة الخاصة للطبيب ,وفي نفس هذه الغرفة الضيقة وفي زاوية صغيرة عزلت بواسطة ستارة من القماش ,يدخل المريض واحدا بعد الاخر الى هذه الزاوية الصغيرة ,نتلمس من هذه الحالة الصورة التالية ,تتم ذبح الطيور في صمت مطبق,كما تتم فحص المريض في هذا الصمت اْيضا,لاْن حضور ثلاثة اْو اْربعة مرضى وخاصة من النساء في نفس الغرفة تجعل من المريضة اْن تمتلكها الحياءواْن لا تتحدث عن اْسرار مرضها ,والرجال الذين يمتنعون عن الحديث عن مرضهم واْسرارهم اْمام حضور المرضى الاخرين ,يعتبر هذا الاْنتهاك اْكبر فعل لجعل الاْنسان صامتا مستبدا في بلادنا ونزع كل قيمة اْنسانية منه,بعد ثلاثة اْو اْربعة دقائق يجب على المريض الثانى اْن يسرع في الدخول الى خلف الستارة بينما يرسل الطبيب كل مريض الى الفحص المختبري ,,تشبه الحالة هذه اللحظة التي تاْتي بعد ذبح الطير ,فذباح الطيور بعد اْن يذبح عدد كبير من الطيور يدخلهم في ماء ساخن يخرجهم ويدخلهم في فرن كهربائي لنزع الريش عنهم,ومن ثم وبواسطة النار يحرق ما بقي عن جسده من ريش ,.اْن اْستغلال المريض واْستخدامه كبضاعة لكسب المال يشبه صورة نزع الريش عن المريض.

يرسل الطبييب كل مرضاه ودون اْية اْعتبار لمرضه وحالته ,يرسلهم الى فحص السونار والاْشعة وفحص الدم لاْن له اْتفاق وصفقات سرية مع كل تلك الاْمكنة وله حصة في كل فحص مختبري ,,هذا الاْتجار بالمريض قد اْصبح عملية ماْلوفة يسخر الطبيب من المريض ويقلل من اهمية كاْْنسان ,عن طريق اْستخدامه كبضاعة للاْتجار والتبادل التجاري ,اْن تجارته بالاْنسان لا تشمل المختبرات فقط بل تشمل الصيدليات واْماكن الاْختبار والمستشفيات الخاصة ,وبعض من الدكاترة له اْتفاقيات سرية معها ! (( من المسؤل عن نزع الريش عن الاْنسان واْستغلاله مثله كمثل الطير الذي ينزع عن جسده الريش ويتعرض الى الحرق بالنار؟ اْين هم؟ عشرات من اللجان الصحية واْين شروط ممارسة الطب في وطننا؟ واْين الطبيب من قسم الشرف الذي ردده؟))

اْماكن الذبح فاسدة جميعها ففيها نشتم الريح الفاسد للدم واللحم والريش وتنتشر فيها,تشبه كثيرا ومن اْوجه عديدة اْماكن اْنتظار المرضى وصالات الاْستقبال وغرف الدكتاترة التي لا تجد فيها اْية شروط يشعر المريض فيها باْن له اْقل قيمة واْحترام وكرامة اْنسانية ولا اْقل شعور باْنسانيته ,ففي مستشفيات الطواري والولادة واْيضا في اْماكن البقاء والنوم والاْنتظار واْخراج المريض من الفحوصات والبحث عن الاْدوية ,تتم التعامل مع المريض باْسوء الاْشكال ,اْن

المستشفيات الحكومية تسمى عنوة بالمستشفيات ,بل تشبه كثيرا ساحات للذبح والمعتقلات النازية ,يتعامل الطبيب وفي كثير من الاْحيان مع المريض ومرافقيه كتعامل النازي( الجستابو) مع الاْسرى,اْذا ماكان الذباح لا يتعامل مع الطير باْنه كائن حي بل يتعامل معه كاْنه قطعة من اللحم الاْبيض يتاجربها,فقد يتلقى المريض في المستشفيات معاملة سيئة , في البداية عندما يصاب المريض بمرض عابر اْو مرض مزمن اْو يصاب بحادثة ما ,يدخلونه الى مستشفى الطواري,يضعونه في غرقة ضيقة جدا مع ثلاثة اْو اْربعة مرضى اخرين ,وبعضهم مصابون باْمراض اْخرى كالسل والاْنفلونزا واْلتهاب الحلق واْمراض اْخرى تنتقل من شخص الى اخر بواسطة الهواء,يتبادل المرضى جميعهم اْنفاسهم ,لا تمتلك المختبرات كثيرا من اْجهزة الفحص فيجب القيام بها خارج المستشفيات,واْسواْ حالة في هذه العملية هي اْرسال دم المريض الى المختبرات خارج المستشفيات لان كثير من الفحوصات غير متواجدة فيها,

واْْذا ماكانت موجودة فاْنهم سيقولون لا نمتلكها اْو اْن المختبر قد اْغلق,وبالنسبة للادوية يوجد في هذه المستشفيات فقط اْدوية بسيطة كالاْسبرين والفلو اوت,اْن المريض مضطر لشراء الاْْدوية خارج المستشفيات ,فكل دواء وقد بلغت سعرها خمسة عشر اْلف دينار عراقي يجب عليك شرائها خارج المستشفيات,.

( اْيتها السلطة اْهدمي الشارع المسماة بشارع الاْطباء وما فيه من بنايات وقد اْصبحت ولعشرات من السنين شركات صغيرة واْماكن للتعذيب النفسي والجسدي واْمحوها عن الاْرض,واْبني مكانها بنايات ومستشفيات يحس الاْنسان فيها باْنه صاحب هذا الوطن وهذه الحكومة وصاحب ولي,واْن له هنا قيمة ما كاْنسان ما)

اْن اْسوق وميادين الاْطباء والتي فيها مئات من العيادات الخاصة ,وكل اْطبائها هم موظفون في المستشفيات الحكومية ,وهم لا يتوجدون في دوامهم اْيام الخميس والجمعة والسبت وكثير من الاْيام الاْخرى ,فقط يوجد شخص باْسم الطبيب المساعد وهو توظف واْلتحق بوظيفته حديثا لا يعرف شيئا يذكر عن العلاج والفحص والاْدوية ,واْذا ما ساْلت الطبيب المساعد عن حالة مرض المريض فاْنه سيجاوبك باْن الطبيب المختص ليس في مكانه فهو يعرف حالة المريض,ونوعية مرضه,الدكاترة المشهورين اْصحاب العيادات وموظفي المستشفيات الاْهلية ,لن تراهم داخل المستشفيات الحكومية الا نادرا , فبقاءهم هناك لمدة قصيرة ولا يؤدون مسؤلياتهم وواجباتهم بشكل لائق ,وبعض منهم بعد اْن توسعت تجارتهم بالمرضى اْنسحبوا من وظيفتهم الحكومية ويفتحون عياداتهم صباحا,ويستهزءون بموظفي المستشفيات ,الدكتاترة مثلهم كمثل اْصحاب محلات الطيور ,فاْولائك وبسبب توسع تجارتهم في بيع الطيور زادوا من عدد واْشكل الطيور التي يتاجرون بها,يستخدمون طرق لا اْنسانية وملتوية في تعاملهم معها,كاْستيراد الطيور العاقرة,وفراخ الطيور,واْجتجازهم باْعداد كبيرة في قفص ضيق,والتوسع في ذبحهم….وتعريضهم للحر والبرد ….الخ

يموت اْسبوعيا وسنويا عددكبير من المرضى ذو الدخل المحدود ومن الفقراء في المستشفيات الحكومية بسبب الخطاْ في تحديد اْدويتهم اْو الفحص الخاطىْ ,اْو بسبب العمليات الخاطئة !

من المسؤل عن مراقبة المسنشفيات ومتابعة حالة المريض وتوفير الفحص الضروري والدوام الضروري للاْطباء وتوفير الدواء الضروري للمرضى؟ اْطبائنا ,جميعهم في صراع مع الوقت وملء الجيوب,عيادة في الاْزقة تتوفر فيها كل اْنواع الاْدوية بينما فرغت اْكبر مستشفياتنا الحكومية من الاْدوية الضرورية !اْ ين هم؟ من الذي سيساْل عن الدواء والفحص وعن كل هذه المعاملات السيئة وكل هذا الاْستغلال؟

تعامل الذباح والطبيب والاْستهزاء بجسد الاْنسان

………………………………………………….

من اْهم النقاط المشتركة بين فعل ذبح الطير ومعالجة المريض, هو كم طير يذبح وكم طير ينزع عن جسده الريش من قبل الذباح,و كم من المرضى يرسلهم الطبيب الى اْماكن اْخرى ,الى اْنتظار اْخروالى اْستغلال اخر والى اْسكات اخر؟ عندما يقوم الذباح يوميا بذبح مائة

وخمسون طيرا ويقوم بنزع الريش عنها, فاْن كثرة عدد الطيور ستكون اْشارة واضحة للربح الوفير,والطبيب اْيضا ومن الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السابعة مساء وباْسم العلاج يستقبل مائة شخص واْكثر ,وكلما زاد عدد المراجعين كلما اْسرع في اْستقباله لهم واْخراجهم بسرعة , فهذه العملية تتضمن اْستخدام الاْنسان كسلعة للتعامل لتجاري والحط من قيمة الاْنسان ولا تتميز عن كيفية ذبح الطير والتعامل به,, من الناحية النفسية عندما يصل مريض الى غرفة الطبيب بعد اْنتظار طويل ,فهو شخص خائف , فاقد لاْرادته قد تحطم شخصيته,ويطيع ما يؤمر به واْن هيمنة سلطة الطبيب على المريض تكون دائما على اْساس الوصف الاْسمي,(اْنا الدكتور واْنت المريض) ليس لك حق اخر الا الاستماع وتنفيذ اْوامر الطبيب ,فالخوف من المرض ينسيك حتى جسدك والامك ,وعليك اْن تفكر بسرعة في كيفية تعاملك مع الوقت الضيق التي يخصصها الطبيب لك ,وهذه الحالة لا تتميز مع حالة الطير الذي يلوون جناحيه وياْخذونه للذبح بعد اْنتظار طويل داخل الاْقفاص الضيقة جدا,ثم يضع الذباح احدى قدميه على جناحي الطير ويذبحه,يقوم الدكاترة خلال ثلاثة ساعات فقط بمعاينة خمسون مريضا لا يتسع وقته لفحصهم بشكل يليق بالاْنسان ,والمريض وبسبب الاْنتظار الطويل ,والحالة النفسية السيئة واْنهاك قواه ….,لا يمتلك القدرة اْن يتحدث عن جسده,بالشكل الصحيح,(لماذا لم يحدد وحتى الان حق الدكاترة في اْستقبال عدد المرضى الذين يراجعونهم؟) هل جسد الاْنسان هو جسد الطير ,اْم جسده هو وبحق؟

بين المريض والطبيب فقط هنالك قانون مهيمن واحد ,قانون اْسكات المريض واْرساله بسرعة للفحوصات المختلفة التي وفي كثير من الاْحيان ليست ضرورية ولا تتطلبها حالة المريض,واْنما تعبر وتتعلق بالصفقات التجارية بين الطبيب واْماكن الفحص في عمليات الاْستغلال وجعل الاْنسان سلعة للتعامل التجاري. فالذباح والطبيب مشتركان في تفنيد ونزع القيمة من جسد كائن حي ,وفي الحقيقة عدم فسح المجال للمريض الحديث عن جسده وهيمنة خطاب الطبيب عليه ,والذي يشبه مفرداته كثيرا ضابطا عسكريا وهو يصدر اْوامر للاْصطفاف والتوقف ,المشي والاْمتداد من اءجل صرفهم بسرعة والتخلص منهم. هذه الحالة تعبر عن اْساءة للجسد وفقدان قيمة فكرية كبيرة للجسد,والتي دائما ما تقع فيها وفي كيفية العلاج اْخطاء جسيمة نتيجة التسرع,واْيضا تقع اْخطاء جسيمة اْخرى في تقارير الفحص المرسلة للطبيب لاْنها غير دقيقة,,فكل هؤلاء المتاجرين بالاْنسان , يجبرون المريض اْن يراجعهم اْسبوعيا وشهريا وتمتد ذلك الى سنوات,فكل زيارة من قبل المريض تعادل فقدان قيمة اْنسانية وليس العلاج والشفاء ,و بالرعم من علم المريض وفهمه لهذه الاْلاعيب ,يظل ساكتا بسبب خوفه من حياته,يشبه صمت المريض هذه صمت اللحظة التي يمتد سكين الذباح الى رقبته التي يقطعها وينهي حياته,ناهيك عن الطبيب الذي يخون مهنته وضميره ويكتب للمريض فقط اْلاْدوية التي على وشك اْنتهاء صلاحيتها والتي اْسعارها مرتفعة جدا وموجودة عند تجار الاْدوية فقط.

وكم ستصبح هذه الصورة قبيحة ولا اْنسانية وفاشية عندما يكون المرضى من الطبقة الفقيرة,فقط اْكثرية من المرضى سيتظررون وفي كثير من الاْحيان يوصف لهم اْدوية بالطريقة الخاطئة ويقومون باْجراء عمليات لهم عن طريق الخطاْ , اْو يرسلونه للبيت بشكل خاطىْ,واْذا ما قمنا باْحصاء للاْخطاء المرتكبة بحق المريض في مدينة ما, سنصيب بالدهشة .

تحويل المريض من يد الى اْخر بين الطبيب المختص والمستسفى الخاص اْصبح نموذجا للتجارة بجسد المريض ,فالمريض وفي اْحيان كثيرة بحاجة للقيام بالعمليات اْو حتى لم يكن بحاجة اليها,يقترحون عليهم اْن يقوم بها في المستشفى الاْهلي الذي يعمل فيه ( هل يوجد مراقبة على سعر الفحص والاْدوية ؟ فيقعون المريض تحت ضغط نفسي ويجبرونه للقيام بعملية طبية؟من المسؤل عن سعر العمليات الطبية في المستشفيات الاْهلية التي عادة ما تكون اْسعارها مرتفعة جدا ولا يتناسب اْبدا مع دخل اْكثرية المرضى؟)

ففي المستشفيات االاْهلية لا يتعرض المريض الى نزع ريشه عن جسده مثل الطيورفقط ,بل ينزع منه عظامه اْيضا ,بل اْن التنفس وشرب الماء والنوم وقضاء الحاجة اْيضا لها اْسعار خيالية ( من الذي يستطيع اْن يقرر كم سيكون قيمة اْجراء عملية ما وقيمة الفحوصات وقضاء

ليلة واحدة في تلك المستشفيات ؟ وما هي حقوق المرضى هناك؟ عدم وجود القوانين المحددة وترك المريض من قبل الحكومة باْيدي التجاروحيدا دون سند ودون اْبسط قانون يحفظ له اْبسط قيمة اْنسانية يشبه كثيرا حال الطير عندما يكون وجوده في ميدان الطيور وجود لحمه فقط .

بين الطير والاْنسان تتحطم الحدود,فتحويل الطير من البائع الى الذباح وتحويل المريض من الطبيب المختص الى دكاترة الفحوصات ومدخرات الاْدوية ,يجسد صورة ومعانى متشابهة,وهي كيفية الربح وجعل الجسد سلعة للاْتجار,من اْنتظار الى اخر,ومن اْلم الى اخر,بل اْصبح اْطار هذا التعامل مع المريض قانونا ثابتا,لن يفلح اْنسان مريض ولو كان مرضه بسيطا جدا من النجاة في عملية اْستخدام جسده كسلعة للبيع ,فلا بد اْن يدفع عشرون اْلفا الى مئة دولار للدخول الى الطبيب المختص وعشرون ديناراْلى ثلاثة مئة دولار بل اْكثر من ذلك للفحوصات ,وصرف ثلاثون اْلف دينار الى ثلاث مئة دولار في شراء الاْدوية , وتتكرر العملية يوميا لدى المرضى,بعيدا عن الاْشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة,ولا يفكرون بالاْخرين المرضى في مدينتهم,ما هي قيمة الاْنسان واْين وصل الاْتجار واْستغلال المرضى في بلدنا هذا ؟

اْن الاْسعار المخصصة للفحص والذي يستغرق خمس دقائق ليست اْقل من عشرون اْلفا,والاْسعار المخصصة للفحص المختبري والتي تصل الى مئات الاْلوف وهي خيالية ومرتفعة وبلا حدود,والاْسعار المحددة للاْدوية ,يجعل من المرضى من الذين لا يملكون المال,اْن لا يتوقعون العلاج ولا الشفاء ,لاْنه ومنذ البداية حكم عليه واْن جسده لا يتميز عن جسد الطير! باْي حق يستلم الطبيب من المريض ولمدة ثلاثة دقائق فقط عشرون اْلفا,واْي قيمة اْقتصادية وحياتية واْخلاقية موجودة في هذا التحديد ؟ الاْسعار المحددة لمراجعة الطبيب والتي لا تتجاوز مدة ثلاثة دقائق ,وبالعلاقة مع اْيراد الفرد غير عادلة,لاْن ذلك يتعلق بحياة ومعيشة المريض ويتعلق باْيراده اْيضا.

الاْتجار بالاْنسان والاْتجار بالطير

………………………………..

اذا ما قمنا بالتمعن في حياة واْيرادات الطبيب ,في بلدنا نرى اْنه يعمل يوميا في ثلاثة اْماكن مختلفة,ففي المستشفيات الحكومية يستلمون راتبا شهريا لايستحقه لاْن مدة وجوده هناك لا يبلغ سبعة اْيام في الشهر,وفي الخارج فهم اْصحاب عيادات خاصة ولهم اْيرادات غير محدودة ,ولهم عقود مغرية مع المستشفيات الاْهلية.فالطبيب في بلدنا وعن طريق الاْتجار بالاْنسان يعمل في ثلاثة اْماكن مختلفة ولهم اْيرادات ثابتة في كل تلك الاْماكن ,فهم لا يؤدون واجبهم بشكل صحيح وخاصة في المستشفيات الحكومية ,اْما في الاْماكن التي يحصلون على اْيرادات غير محدودة يخصصون لها كل اْوقاتهم,

(يا من يملك القرار كيف تنصف الموظف الذي يعمل ومنذ الصباح وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر دون كلل وتوقف ,والطبيب الذي لا يتواجد اْسبوعا واحدا في المستشفيات الحكومية ,بينما يبلغ راتبه خمسة اْضعاف راتب الموظف العادي؟ كيف يتمكن الطبيب في بلدنا اْن يكون موظفا في الحكومة وصاحب عيادة خاصة وله غقود عمل مع المستشفيات الاْهلية؟ لماذا لا يطبق اْي قانون ازاء هؤلاء الاْطباء؟ هنا نواجه نوعين من الاْسئلة

اْولا اْين مكانة المريض في هذه الميادين الثلاثة التابعة للطبيب؟ ثانيا اْين مكانة الطبيب في اْستغلال وضع صحي فوضوي داخل المستشفيات المختلفة والعيادات المختلفة؟

في الواقع اْن الاْمن الصحي في بلادنا عبارة عن الحط من قيمة الاْنسان والاْستهزاء منه واْستغلاله المستمر ,فالمريض وكلسلعة للاْتجار المستمر في هذه الاْماكن الثلاث لا يشعر باْنه اْنسان وحتى بماله لا يتلقى اْحتراما اْنسانيا يليق به,ولا يتمتع بنظام صحي منظم للعلاج,بل هنالك عملية تجارية ونظام لا يقع تحت المراقبة ,يهمشه باْستمرار,حيث لا يتمتع المريض باْية حقوق قانونية واْنسانية وليس مطماْن من علاجه وشفائه, ويعتبر ذلك اْقصى حد للخوف والشعور بفقدان الشخصية في بلدنا( اْطبائنا ليسوا حرفيين في عملهم ,لقد اْصبحوا كبائعي اللحوم واْصبحت المستشفيات اْماكن لذبح الاْنسان ,,علاج اليوم يحتاج الى دفاتر من الدولارات ,ومن

يصيب بمرض يجب اْن يكتب وصيته,,هنالك حكايات كثيرة :- قتل الطبيب مريضنا,قتل الطبيب طفلي ,اْعطى الطبيب للمريض دواءا عن طريق الخطاْ,القيام بعملية الكرتاج واْجراء عملية ما عن طريق الخطاْ,لا تتوجه اْبدا الى مستشفا اْهلي ,لاْنهم هناك سينزعون الريش عن جسدك , حكايات المرضى كثيرة:-لم يساْلني الطبيب سؤالا واحدا وكتب لي اْدوية بقيمة مئتي اْلف,قمت بعدة فحوصات باْسعار خيالية ولم اْستفد منها,راجعت اْطباء كثيرون ولم يعرف اْحدهم ما اْصابني, تهاوى روحي بسبب البرد والحر والاْنتظار بين طابور المراجعين ,……الخ)

كل ذلك يعبر عن حجم الاْتجار بالمريض من قبل الطبيب المختص والطبيب المختبري واْصحاب الصيدليات ومن قبل المستشفيات الحكومية والاْهلية ,اْن صحة الاْنسان وفي كل دول العالم المتقدم ,هو جزء من اْمن الاْنسان فيها,وتاْسيس الضمان الصحي وتوفير حق العلاج هو حق من مسؤليات الحكومة ولا يتميز عن الاْمن القومي والوطني ,وكل تلك الميادين بحاجة الى قرارات جريئة لمصلحة الاْنسان المريض ولكن من سيقررها؟!

………………………………………………………………………………………………………………..

اْكن حبا وتقديرا للاْطباء القلائل ممن يحترمون شرف مهنتهم ووجدانهم في تعاملهم مع المرضى ,وممن يحترم القسم الذي اْداه في اْن لا يخون مهنته.