تختلف سياقات الحكومات بكل مرحلة من مراحل الإنتخابات، سواءً من خلال السلطة التشريعية أو مجالس المحافظات، وكل حكومة لها رؤية تختلف سياقاتها عمّا سبقتها..
نتيجة للأحداث التي سبقت وأُسقطت حكومة عبد المهدي، والتي إشتركت أمريكا بكامل ثقلها، من خلال أدواتها والتأثير الإعلامي بالرأي العام، أنتجت حكومة ضعيفة لدرجة، فقدت فيها ثقة كل الجهات، لتبدأ بعدها حكومة جديدة ترأسها السيّد السوداني .
أغلب المتطلعين للساحة السياسية العراقية، يعرف اللاّعب الرئيسي فيها، وما أنتجه من حكومة قوية.. فكان أول الغيث مبادرة الطاولة المستديرة، التي طالما كان يخشاها، من كان يتصور أن كرسي رئاسة الوزراء إنتهى أمره، وبات حكرا لجهة دون غيرها، لكن التقلبات التي سادت للساحة، بينت بوضوح من كان يريد بناء البلد، عن من كان عكسه.. وبات الشارع يفهم ويتحدث، والخروج من سجن العقول، من خلال المقارنة بين الرؤى المطروحة، والتغلب على المشاكل والصعوبات، وان اسهل طريق هو الحوار، الذي كان له الكأس المعلى .
الإطار التنسيقي هذا “التشكيل” الذي لم نألفه سابقاً، وكان مفاجئ لكثير، ممن كانوا يمنون أنفسهم، بانهم أمسكوا بزمام الأمور، لكن الطاولة المستديرة ولاعبها الاهم، نجح بصنع حكومة قوية، وفق متبنيات كل الكتل المنضوية تحت الإطار..
إضافة لذلك كانت إختيار الوزراء موفقاً، ويمكنه النهوض بها، للقيام بالمهام الموكلة اليه بإدارة الحكومة، وقد بانت بوادر النتائج، من خلال المشاريع التي أسهمت بشكل كبير، في جعل العراق قبلة للعالم ،مع جذب الإستثمار وسباق الدول للمشاركة، من خلال الدعوات التي تلقتها الحكومة لتلك البلدان .
أسهم الحكيم بتمهيد الطريق لرئيس الحكومة بشكل كبير، خاصة الدولية منها، وجعل الزيارات لوضع النقاط على الحروف، وتوقيع إتفاقات إستراتيجية، لبناء مستقبل يمكن الإعتماد عليه، في الوقت الحاضر، مع الإسهام بتطمين الشركات بان البلد آمن، ويمكن الوثوق بالحكومة بحماية تلك الإستثمارات، وفق إتفاقيات تحمي الجهات المستثمرة.
تحرك الحكيم لا يمكن وصفه بانه إنتخابي، فلا إنتخابات قريبة، ومن المعروف عن الرجل، أنه يتحرك بكل الأوقات، دون كلل أو ملل، وكل متحرك مرصود ولا يمكن تقليده من قبل الآخرين، ولو تم ذلك فسيكون دون فكرة أو مشروع، ولهذا يفشل وقد جربه كثيرون ونالهم الفشل..
فكرة تقوية الحكومة ليست وليدة اليوم، لكنها في هذه الدورة تختلف عن سابقاتها، لأنها موضوعة وفق تكاملية المتبنيات، التي رًسِمَتْ منذ بداية تشكيل الحكومة.
كل الزيارات التي تصدرها الحكيم، وبالخصوص الداخلية منها، تلقت المقبولية الكبيرة لكثير من المحافظات، والتقائه بكافة شرائح المجتمع، مع شرح مسهب للعملية السياسية، وعمل الحكومة الذي سر الشارع، وهذا كان هدفا صعب المنال، أصبح اليوم حقيقياً وعلى الأرض..
فكرة (الفريق المنسجم القوي) بدات منه.. وبالطبع هذا يعود لكل المنضوين تحت سقف الإطار، وليس حكراً لأحد وحتى رئيس الوزراء.. وهنا تثبت تطبيق الرؤى البناءة، أنه يمكن بناء الدولة بناء صحيح، وفق المسار المرسوم بحسابات ناجحة .
إعتماد التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري، وتبطين الانهر والجداول، وإيقاف الهدر، وإستعمال التقنيات الحديثة، سيعود بنتائج جيدة، مع تجديد الرؤية لحلول السلة الواحدة، مع الجارة تركيا بمعادلة ثلاثية، أساسها الأمن والإقتصاد والمياه، كان من متبنيات الحكيم، كما يأمل بأن تسهم الإتفاقيات الأخيرة مع تركيا بحل أزمة المياه.. وهي واحدة من أخطر تهديداتنا المستقبلية