18 ديسمبر، 2024 7:36 م

موقف غريب من نقابة الصحفيين العراقيين

موقف غريب من نقابة الصحفيين العراقيين

ليس هناك خلاف، على ان ألأعلام الحر المستقل، حتى ألأعلام الحزبي المنصف، الواجهة التي تعكس على ما يدور في البلاد من أحداث، وينقل بصورة حيادية وبدون رتوش هموم المواطنين، وهو المرآت الحقيقية لنبض الشارع، بعكس ذلك لن يبقى للاعلام أية قيمة، بألأخص اذا اصبح ألأعلاميون أداة بيد السلطة أو ذيول لها، عند ذاك لا يصح أن يطلق على من يخون مهنته تحت أية ذريعة كانت، بأنه أعلامي حر، سواء أكانت وسيلة أعلامية أو شخص أعلامي، ونرى على مر التاريخ، في العراق أو في البلدان ألأخرى، كم من أعلاميين وصحف حرة تعرضت ألى ألأغلاق وألاعتقال بسبب مواقفهم الداعمة لحقوق شعبهم في حياة حرة كريمة، ويسجل لهم التاريخ تلك المواقف.

الغرض ألأساس من تأسيس نقابات للصحفيين، هو جمع شمل الصحفيين وألأعلاميين، في نقابة تدافع عن حقوقهم، وتدرء أي خطر من أية جهة كانت عنهم، بسبب عملهم الصحفي، أضافة في العمل لتحقيق ما يصبو اليه الصحفي من مستلزمات حياتية توفر له حياة حرة كريمة.

نرى موقفا غريبا لنقابة الصحفيين العراقيين، هذه النقابة العريقة، مما يحداث في البلد، من أحداث، أقل ما يقال عنها، انها انتفاضات جماهيرية من أجل حقوق أنسانية بسيطة نص عليها الدستور، حتى ان السلطة لم تستطع من انكار ذلك، ووقف عدد لا يستهان به من اعلاميين وصحفيين ووسائل أعلام، ونقابات مهنية ومنظمات مجتمع مدني، وقفة مشرفة مع تطلعات شعبهم، من المؤسف حقا تخلف النقابة عن هذه النخب، والقيام بواجبها الوطني والمهني، ذلك بعدم صدور أي بيان أو حتى تعليق على هذه ألأحداث من قبل النقابة، كأن هذه الهبَة الشعبية لم تقم في العراق وأنما في بلد آخر،أضافة بعدم صدور أي شجب منها على ما يتعرض له الصحفيين من اعتداءات وتهديدات، سواء من قبل ألأجهزة ألأمنية أو من قبل جهات محسوبة على القوى المتنفذة التي لا يروق لها أن تقوم وسائل ألأعلام الحرة وألأعلاميين ألأحرار، بنقل صورة حقيقية للرأي العام العراقي والخارجي، عن انتفاضة الشعب العراقي من أجل الخبز والشغل والماء الصالح للشرب، وخدمات تليق بألأنسان، وعزل ومحاسبة الفاسدين والفاشلين، الذين أهدروا مليارات الدولارات ولم يلمس الشعب منهم غير مزيد من ألأهمال. أذن ما هو دور النقابة في ما يحدث على أرض الوطن؟ أتوجه بسؤال الى الزميل النقيب، كونك نقيبا للصحفيين العراقيين منذ سنوات، وانتخبت رئيسا لأتحاد الصحفيين العرب، استبشرنا خيرا بذلك، أقول لو سافرت الى أحدى البلدان في هذه ألأيام بمهمة صحفية ووجه لك بعض ألأعلاميين العرب أو ألأجانب سؤالا عما يجري في وطنك، بماذا ستجيبهم بصفتك مواطن عراقي أولا ونقيبا للصحفيين العراقيين ورئيسا لأتحاد الصحفيين العرب ثانيا ؟ هل تقول لهم ان هؤلاء المواطنين المنتفضين مدسوسين أو عملأء لجهات أجنبية كما تدعي بعض الجهات الحكومية والحزبية المتنفذة، أو تجيبهم العكس، فأن أجبتهم بأن هؤلاء أصحاب حقوق فلماذا اذن لم يصدر من النقابة بيان شجب لقمع المتضاهرين السلميين وألأعتداءات المتكررة على الصحفيين الذين ينقلون ما يجري على الارض بكل مهنية؟. هذه ألأسئلة تحتاج الى جواب عن الموقف الحقيقي لنقابة الصحفيين، هل النقابة مع جماهير شعبها المطالب بالحقوق ومع الصحفيين الذين يتعرضون الى التهديد والقمع، أم تبقى متفرجة على ألأحداث التي تجري على أرض ألوطن، خصوصا ان دماء زكية قد أسيلت على أرض البصرة الفيحاء المنهوبة والمنكوبة والمدن المنتفضة الاخرى؟.