18 ديسمبر، 2024 1:45 م

موقف عبيد الله بن الحر الجعفي يتجدد بذكرى الشهداء

موقف عبيد الله بن الحر الجعفي يتجدد بذكرى الشهداء

عبيد الله بن الحر الجعفي رجل كوفي شجاع معتقد بإمامة وعدل الأمام علي “ع” وصحة موقفه إلا أنه ترك عليا في صفين والتحق بمعاوية واختلف معه في علي “ع” فتركه وعاد للكوفة متخفيا ولم يشارك في اي حرب مع الامام علي ( ع) طلب مسلم ابن عقيل نصرته فأبى ودخل عليه الإمام الحسين “ع” طالبًا منه نصرته فقال له خذ سيفي وفرسي فطلب الإمام الحسين “ع” منه أن يبتعد بخيمته عن سماع واعية الحسين فمن سمعها ولم ينصره أكبه الله على منخريه في النار وقال له: ((إذا بخلت عنا بنفسك فلا حاجة لنا بمالك)) ثم تلا قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدًا} .

وهنا نستطيع القول ان موقف بن الحر الجعفي كان موقف مخزي حيث لم ينصر الحق واهله ولو بكلمة مع علمه المسبق باصحاب الحق ورجاله وكم لدينا من اشباه بن الحر في وقتنا الراهن للاسف الشديد فالاعم الاغلب من عامة ابناء الشعب العراق يعرفون حق المعرفة بل واليقين بأن كل الشهداء الذين تضرجوا بدماءهم الزكية في فتوى الجهاد الكفائي والتي افتت بها مرجعيتنا العليا في النجف الاشرف هم اصحاب حق وبصيرة ومنهم قادة النصر الجنرال ( سليماني ) والمجاهد ( ابو مهدي المهندس ) وان مواقفهم البطولية الشجاعة في مقارعة قوى الارهاب والتكفير الداعشي البعثي لا يمكن ان تنسى ابد الدهر ولكن يتغاضون عن ذكرهم او حتى استذكارهم في ذكرى شهادتهم السنوية الخالدة .

لقد تكشفت لنا حقائق ووجوه كثيرة يوم بعد يوم وبمرور الزمن فاصبح احياء ذكرى شهادة قادة النصر هو الخط الفاصل بين الحق والباطل فعلى اقل تقدير ومن المفروض المشاركة في اي محفل يخص الشهداء او على الاقل رفع لافتات او صور تخص الذكرى وقادتها ولو بالحد الادنى من النصرة .

كثيرا من شاهدنا من المتخاذلين والمرجفين في ذكرى شهادة قادة النصر وخاصة الذين يتصدون للاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بل راح عدد كبير من المحسوبين على التشييع الاستخفاف بالذكرى الأليمة او الطعن بها والتسقيط برجالاتها الافذاذ وفضل الكثير من عامة المجتمع الاحتفال بما يسمى ب( الكرسمس) والغناء والرقص على حساب دماء الشهداء وتضحياتهم الجسمية وهذه خسه اخرى تضاف الى سجل الجماعات العلمانية والالحادية الجوكرية التشرينية البعثية الاسود فليس عجبا عندما يتكرر موقف بن الحر كما قلنا مسبقا فالتاريخ يعيد نفسه وها هو الحسين يستصرخنا ويستنصرنا من جديد متمثلاً بخط محور المقاومة وقادتها وشهدائها وقادة النصر والحشد الشعبي المقدس والجمهورية الاسلامية في ايران وان الحق واضح وجلي ويحتاج فقط الى بصيرة لعبور هذا المد والحرب الاعلامية الناعمة والتي تديرها السفارة الامريكية واذنابها من الجوكرية البعثيه ومن خلفهم دول الخليج الداعمة لهم بالمال والاعلام .

ان الامام الحسين ( ع) عندما طلب بن الحر الجعفي لنصرته لم يكن اكيدا محتاجه احتاج فعلي ومصيري على العكس فهو الامام المعصوم وخامس اصحاب الكساء الذي يعلم بما كان وما قد يكون ويعلم ما تسفر اليه ملحمه الطف الخالدة كما يعلم علم اليقين بعدد اصحابه الفعلي ( لا اعلم اصحاب اوفى او ابر من اصحابي ) وهذا الوصف مطلق ولا يحدد بزمن او مكان لكن دعوته ( ع) كانت لاسقاط فرض والقاء الحجة حتى لا يكون هنالك عذر او شك او تردد وحتى تكون الامور واضحة ومفتوحة على مصراعيها كما يعد ذلك اختبار لابن الحر الجعفي وقد فشل في اسمى اختبار .

فكثيرا ممن نشاهد ونسمع ونرى من شرائح المجتمع العراقي وطبقاته قد فشلت في عديد الاختبارات التي مرت وتمر ومنها نصرة القادة الشهداء معنويا واعلاميا في اضعف الايمان فكان للتاثير الدنيوي وما يتبعه من امور مادية ومعنوية نصيب في شن الحملة المعادية الخبيثه على قادة النصر وذكرى شهادتهم وهذا ما تجسد واقعا في التهجم على التظاهرة المليونية التي اقيمت في العاصمة بغداد احياءا لذكراهم الخالدة فلقد شنت حرب غير مسبوقة على المشاركين فيها وتسقيط كل من يتذكر القادة بقول او فعل خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي .

الغريب بالامر ان خط المقاومة اصبح عند الكثير من الناس محارب ومكروه ولا يستطاب حتى ذكره !! واصبحت الفعاليات الغنائية والتي تحمل في طياتها الفسق والفجور والفساد والزنا واللواطه والعياذ بالله مرغوبة ويمجد بها بل وهنالك مواقع اعلامية تدعمها بقوة وتسقط كل شيء له علاقة بالدين المحمدي الاصيل والمدافعين عنه من ابطال الحشد الشعبي المقدس والمقاومة الاسلامية وقد تعدى هؤلاء الشرذمة من الجوكرية التشرينيين البعثيين كل الحدود والخطوط واصبحوا لا يرتعون في اسقاط اي رمز او موضوع مهما كانت قدسيته او مكانته فتجاوزا بذلك بن الحر الجعفي وغير بن الحر بامتياز تام .

هنالك جملة اسباب جعلت موقف بن الحر الجعفي يعود للواجهة وبقوة في وقتنا الحاضر ومنها خذلان مدعي التشيع الذين دعموا المجرم صدام والغرب ويعودون الان بدعم الجوكر وامريكا شيطان الغرب اضافة الى المجاملة في غير موضعها من قبل المتصدين للمناصب والمحسولين على الخط الاسلامي وضعف المؤسسات الدينية وعدم دعم الاعلام المقاوم المبدئي الثوري والسكوت على التطاول والتجاوز بالالفاظ على القادة والشهداء والمضحين وترك الجوكرية يسرحون ويمرحون في مواقع التواصل الاجتماعي دون حسيب او رقيب على الرغم من ذلك كله ستبقى المقاومة الاسلامية المجاهدة وان قلت ستبقى كلمة حق ضد الباطل وصبيانه وجوكريته واذنابه .=