23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

موقف المرجعية من التصريحات القومية والطائفية

موقف المرجعية من التصريحات القومية والطائفية

خلال الايام الماضية كانت الاحداث حبلى بالتطورات الخطيرة على مستوى العمل العسكري وكان الامريكان قد اعترفوا بعراقية الانتصار من البداية الى النهاية حتى الطيران الامريكي كان بعيدا عن هذه المعركة الاخيرة وكانت هذه اهم خصائص هذا النصر الكبير والعظيم.
وحاول البعض خلال هذه الايام ان يضيف نفسه الى العمليات الجارية باي طريقة كانت فراينا كيف ذهب العديد من الشخصيات الفاشلة حسب تشخيص المرجعية الى المناطق الساخنة ليثيروا اهتمام الصحافة باي طريقة كانت لان الاعلام قد نسي العديد منهم وطوى صفحته السوداء من دون عودة .
وتفاجأ الجميع عندما صدرت بعض التصريحات عن مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني والتي اعتبر فيها العراق جزءً من الامبراطورية الايرانية … وكان هذا الامر غير متوقع خصوصا مع صدور  المواقف المؤيدة لهذه التطورات العظيمة على الصعيد العسكري .
ومما زاد الطين بلة ان تصدر من الازهر الشريف وهو المؤسسة الحكومية المعتدلة بعض المواقف غير المحسوبة ضد الشيعة في العراق وهم يقومون بحماية اخوانهم السنة من بطش اعداء الانسانية وخفف العجب صدور تصريحات من احد السياسيين السنة قال فيها ان هذا البيا ثمنه مدفوع من احدى الدول العربية وهي السعودية …

وكانت المرجعية قد اصدرت  بيانا واضحا اوضحت فيه موقفها من مثل هذه التصريحات المستعجلة وغير المدروسة , فقد مر على الشيعة في العراق عدة سنوات , وهم يتعرضون لعملية ابادة ارهابية ولم يقم اي مرجع باتهام الاخوة السنة بانهم وراء هذا العمل لانه من الواضح ان الامر سياسي وليس دينيا صرفا ولذلك عد مراجع الشيعة من اكثر المرجعيات الدينية انضباطا في وقت الازمات ؛ وهذا ما دفع بعض الكتاب في الدول القريبة ان يطالبوا دولهم بتقبيل ايدي مراجع الشيعة بعد تقديم الشكر لهم ؛ لانهم حفظوا دماء السنة عندما صارت السلطة بايدي اتباعهم كما حصل ذلك في ازمة تفجير المرقدين في سامراء وما بعدها …

      ولما كانت المرجعية تنظر بروح الابوة الى جميع الاطراف لم تكن تريد ان تجعل من هذه التصريحات مادة اعلامية للخوض في التفاصيل بعيدا عن المواقف المهمة في الساحة فاكدت دائما على وحدة الموقف حتى عندما كان الاختلاف امرا طبيعيا حتى لا يؤثر ذلك سلبا على روح الموقف الواحد الذي يحتاجه المقاتل في ارض المعركة وهذا ما حصل فعلا …

  وكانت التصريحات الاخيرة للمستشار الايراني غير متوقعة من شخص مسؤول في الحكومة الايرانية التي تقدم الدعم للعراق وبصورة لم يختلف اثنان على كونها مؤثرة بصورة ايجابية على سير المعارك ولعل البعض يحتج كما حصل سابقا مع مثل هذه التصريحات بان التصريحات المنقولة ليست دقيقة وان الكلام اخرج عن سياقه كما يحلو دائما الاعتذار عن مثل هذه التصريحات وهذه الاعذار كانت صحيحة جدا في بعض الحالات الا انها ليست مقبولة دائما لاننا لا نريد ان يكون العذر كعذر جحا في القصة المعروفة .

يحكى انه عندما طلبوا من جحا حماره استعارة قال لهم لا استطيع فعل ذلك الان .

فقالوا له : لماذا ؟

فقال جحا : لا استطيع لاني اضع عليه الملابس المبللة حتى تجف ؟؟؟!!!

فقالوا يا جحا : وهل تسخر منا ان الملابس لا توضع على ظهر الحمار من اجل ان جف بل توضع على الحبل فما هذا العذر الغريب.؟؟؟؟

فرد وهو يضحك : انتم طلبتم مني عذري ولم تشترطوا علي ان يكون واقعيا وهذا هو عذري !!!

ونحن لا نريد من الاخرين ان يعاملونا كما فعل جحا لانه لو كان الامر كذلك لما طالب احد النواب الايرانيين في البرلمان الايراني بمحاكمة المستشار .

فقد اصدر النائب اسماعيل كوثري مطالبة بطرد مساعد الرئيس لشؤون القوميات والاقليات الدينية علي يونسي باعتباره شخصا مضرا بالمصالح القومية للبلاد وطالب الاجهزة الامنية التعامل معه حتى لا يتجرأ غيره من المسؤولين على نفس الفعل .

  واضاف النائب ان التصريحات كانت متعمدة وليست عفوية كما يحلو للبعض ان يصورها لان هذا الشخص كان وزيرا سابقا للاستخبارات لعدة سنوات ولا شك انه يدرك خطورة مثل هذه التصريحات .

   ولعل البعض يعجب من مثل هذه التطورات السريعة لهذه التصريحات ؟؟!!!

ولكن العجب يزول عندما يعلم ان المرجعية قد اشارت اشارة واضحة الى القضية وان كانت لم تدخل في التفاصيل وكانت هذه الاشارة كافية جدا لجعل البرلمان الايراني يتحرك من اجل التحذير من مثل هذه المواقف غير المدروسة .

  وفي هذا الوقت ظهر للجميع كيف ان المرجعية ليست طرفا في اي معادلة مهما حاول البعض اقحامها في ذلك وانها تنظر الى مصلحة الامة ولا تقبل بالمجاملة وتهتم للامور التي تؤثر سلبا عليها ولا تقف عند سفاسف الامور من اجل السمعة او التقدير الاجتماعي وهذا هو المنهج العام للمرجعية الشيعية في كل العصور .