22 ديسمبر، 2024 8:29 م

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 14/18

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 14/18

نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
[ولا أحد يمكن أن يدعي أنه يمثل مصداق المؤمنين المستوجبين ولاية الله وحبه وقربه ورعايته الخاصة لهم، فلماذا يشكل على اليهود والمسيحيين قولهم كما يذكر القرآن إنهم أولياء الله وأحباءه بل وأبناءه، وينفرد المسلمون بدعوى أنهم أولياءه وأنه وليهم دون غيرهم، ثم يدّعون أنهم خير أمة أخرجت للناس، فيستنكرون على غيرهم ما يعطون الحق لأنفسهم وحدهم بممارسته.] وَدَّت طّائِفَةٌ مِّن أَهلِ الكِتابِ لَو يُضِلّونَكُم، [ووددتم أيضا أن تضلوهم، فلماذا يكون ضلالهم ضلالا، بينما يكون ضلالكم هدىً؟ فلدى كل منكم ثمة ضلال ليس لدى الآخر، ولدى كل منكم ثمة هدى ليس لدى الآخر، كما لكم جميعا ثمة ضلال مشترك، وثمة هدى مشترك.] وَما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم، [كما أنتم أضللتم أنفسكم وأجيالكم المتعاقبة]، وَما يَشعُرونَ. [تماما كما لا يشعر المسلمون بضلالهم وإضلالهم، كما إن هناك من كل من الدينيين من مختلف الديانات ومن غير الدينيين من يَضِلّ ويُضِلّ عن علم]. يا أَهلَ الكِتابِ [ويا أيها المسلمون] لِمَ تَكفُرونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنتُم تَشهَدونَ. يا أَهلَ الكِتابِ [ويا أيها المسلمون] لِمَ تَلبِسونَ الحقَّ بِالباطِلِ، وَتَكتُمونَ الحقَّ وَأَنتُم تَعلَمونَ [أو قد لا تعلمون من حيث اتباعكم ما وجدتم عليه آباءكم، أو لا يعلمه بعضكم، ويعلمه البعض الآخر منكم]، وَقالَت طّائِفَةٌ مِّن أَهلِ الكِتابِ آمِنوا بِالَّذي أُنزِلَ على الَّذينَ آمَنوا وَجهَ النَّهارِ، وَاكفُروا آخِرَهُ، لَعَلَّهُم يَرجِعونَ، [كما تقول طائفة من الإسلاميين اليوم آمنوا بالديمقراطية والدولة المدنية وجه النهار، واكفروا آخره، لعلكم تستطيعون في وقت لاحق الانقلاب على المشروع الديمقراطي والعودة إلى مشروع أسلمة المجتمع، ومشروع الدولة الإسلامية المؤجل، متحيِّنين فرص العودة إليه] وَلا تُؤمِنوا إِلّا لِمَن تَبِعَ دينَكُم؛ [وهو منطق المسلمين، لاسيما المتزمتين والسلفيين والإسلامويين] قُل إِنَّ الهُدى هُدَى اللهِ [لكن من يستطيع يا ترى أن يدعي أن هداه هو هدى الله، وهدى غيره هو هدى الشيطان، أو هدى الطاغوت، أو هدى أنداد الله؟] أَن يُّؤتى أَحَدٌ مِّثلَ ما أوتيتُم، أَو يُحاجّوكُم عِندَ رَبِّكُم، قُل إِنَّ الفَضلَ بيدِ اللهِ؛ يُؤتيهِ مَن يَّشاءُ، وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ؛ يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَّشاءُ، وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ. وَمِن أَهلِ الكِتابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيكَ، وَمِنهُم مَّن إِن تَأمَنهُ بِدينارٍ لّا يُؤَدِّهِ إِلَيكَ، إِلّا ما دُمتَ عَلَيهِ قائِماً، ذالِكَ بِأَنَّهُم قالوا لَيسَ عَلَينا فِي الأُمِّيّينَ سَبيلٌ، [وهذا ما نجده عند الكثير من المسلمين ممن يرون ألّا حرمة لدم ومال غير المسلم، ولا يعدّون سرقة الكافر سرقة محرمة، بل يعده البعض منهم بفتوى من بعض فقهاء التكفير من الطائفتين استنقاذا جائزا، أو لعله واجبا. وكما يرى المسلمون حرمة القتل خاصة بالمسلمين، وهكذا يرى اليهود حرمة القتل، التي تمثل واحدة من الوصايا العشر، إنما هي خاصة باليهود] وَيَقولونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمونَ [أو يجهلون، كما المسلمون، فبعضهم يكذب، وبعض آخر منهم يصدق من غير أن يكون محقا، أي إنه صادق فيما يعتقد، غير واعٍ لخطئه، وكل من نسب فتاوىً وأحكاماً غير عادلة إلى الله، إنما هو مُفترٍ على الله، من حيث يعلم، أو من حيث لا يعلم، أو من حيث يعلم ويكذب، أو من حيث لا يعلم ويصدق]».