22 ديسمبر، 2024 8:35 م

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 13/18

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 13/18

نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
ولكن يمكن اعتبار النص أدناه من سورة آل عمران 64-75 من النصوص ذات الموقف الإيجابي نسبيا تجاه الآخر، ففيه حثّ على البحث عن المساحات المشتركة مع الآخر المختلف. هذه المرة سأجعل التعليق داخل النص بين قوسين قائمين:
«قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلى كَلَمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَبَينَكُم [جميل أن توجه دعوة للبحث عن مواطن الالتقاء مع الآخر وعدم الاستغراق في تشخيص مواطن الاختلاف، وهذا عكس ما مارسه القرآن عموما]، أَلّا نَعبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً، [مشترك جميل، ولكن يُشكَل عليه أنه من غير الصحيح أن يفرض أحد الطرفين المشترك بينهما على الآخر، بل أن يتفق الطرفان على المشترك بينهما، إلا إذا اعتبرنا هذه الدعوة مجرد مسودة لورقة مشتركات قابلة للمناقشة، مما يجعل تسجيل هذا الإشكال قابلا للمراجعة] وَلا يَتَّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِّن دونِ اللهِ، [ولطالما اتخذت هذه الفرقة أو تلك من المسلمين أربابا من دون الله، من خلفائهم أو ما يسمى بسلفهم الصالح، أو أئمة أهل بيت نبيهم، أو أئمة طرقهم الصوفية، أو أئمة مذاهبهم، أو من غيرهم، بل وحتى من معتقداتهم وشعائرهم، وقبور من مرّ ذكرهم، بل وحتى من فقههم، ومن عموم الدين أربابا تُعبَد وتُطاع وتُرتَجى وتُخشى ويُتوكَّل عليها وتُشكَر من دون الله. وإذا قيل إن القرآن والنبي لا يُحمَّلان مسؤولية ما أُحدِث في الإسلام، أقول هناك الأدلة الوفيرة والمتينة التي تدل على أن الإسلام والقرآن والنبي قد وضعوا – ولا نريد البحث في الدوافع – بذور كل ذلك، ومهدوا أرضية مسقيّة ومُسمَّدة بما يجعل هذه البذور تثمر ثمار غلو، وشرك، وخرافة، وتعصب، وتطرف.] فَإِن تَوَلَّوا [بما يعني إما القبول بهذه الدعوة والإيمان بما مر ذكره، وإلا فهو تولٍّ وعناد ومكابرة] فَقولوا اشهَدوا بِأَنّا مُسلِمونَ، يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تُحاجّونَ في إِبراهيمَ، وَما أُنزِلَتِ التَّوراةُ، والإنجيلُ إِلاّ مِن بَعدِهِ، أَفَلا تَعقِلونَ، [ولماذا يريد المسلمون احتكار سند الملكية لإبراهيم، وما أُنزِلَ القرآن إلا من بعده]. ها أَنتُم هاؤُلاءِ حاجَجتُم فيما لَكُم بِهِ عِلمٌ، فَلِمَ تُحاجّونَ فيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ، [ولماذا يحتكر المسلمون العلم لأنفسهم وينفونه عن مغايريهم؟] وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ [كما والمسلمون لا يعلمون ما هو الحق النهائي والصواب المطلق، إلا بمقدار ما أصابوا من صواب، كما أصاب غيرهم أيضا جزءً آخر من الصواب ومن الحقيقة، وأخطأوا الجزء الآخر منه، كما أخطأ غيرهم؛ وهذا ينطبق تماما على المسيحيين واليهود والمسلمين والبوذيين واللادينيين والملحدين]. ما كانَ إِبراهيمُ يَهودِيّاً وَّلا نَصرانِيّاً [وما كان مسلما بالمعنى الخاص أي محمديا]، ولاكن كانَ حَنيفاً مُّسلِماً، [أو كان شخصية أسطورية] وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ. إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ، وَهاذا النَّبِيُّ والَّذينَ آمَنوا، [وما الدليل على ذلك؟ فكلٌ يمكن أن يدعي لنفسه ما يدعي، وينفي ذلك عن غيره، من غير دليل، إلا بالدور المحال منطقيا، أي استشهاد الفرد على صدقه، أو الجماعة على صدقهم، بشهادته أو شهادتهم بصدقهم، وبالتالي القول بدليل صدق القرآن قوله عن نفسه أنه صادق] وَاللهُ وَلِي المُؤمِنينَ [أي ولي المسلمين].