يظهر هذا الموقع انه من المواقع المهمة والمصادر التي تكشف بالوثائق فساد الدول وحكومتها وشخصياتها السياسية ، وخيانتها وتواطئها على دول اخرى ، اذ نشر موقع ويكليكس اكثر من ٦٠ الف وثيقة من اصل نصف مليون وثيقة ومستند تحت مسمى “مختلف السفارات السعودية حول العالم ” حيث أظهرت هذه الوثائق علاقة السياسين العراقيين بالمخابرات السعودية ، ومطالبة الاخيرة بضرورة تقديم الدعم المالي والمعنوي للجماعات الإرهابية المسلحة ، وتكوين جبهة شيعية معارضة للتحالف الوطني في محاولة لزعزعة المواقف ، وبث الفرقة في داخل التحالف ، كما كشفت هذه الوثائق امتعاض السياسين السنة من التدخل الايراني في محاربة داعش ، وضرورة ان يكون هناك موقفاً سعودياً آلاء هذا التدخل المزعوم .
من ابرز الأسماء التي تناولها الموقع هو نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ، فضلا عن سياسيين وقادة وإعلاميين ونواب ، اذ تؤكد المصادر صحة ودقة هذه الوثائق وعلاقتها المشبوهة بالسعودية ، الامر الذي يكشف مدى العلاقة بين هولاء الساسة والمخابرات السعودية ، وخيانة وعمالة هولاء للوطن والعملية السياسية والتي يعيشون ظل وجودها وينعمون باموال هذا البلاد ، وسط الانهيار الامني وسقوط المحافظات السنية بيد داعش وعلاقة الساسة الفاسدين بهذا السقوط المريع لمدينه الموصل .
التهم تطال ساسة شيعة وسنة على حد سواء ، بل تعداه الى ان هذه الشبهات ربما تطال اغلب السياسين ، في وقت تعيش المنطقة عموماً ، والعراق خصوصاً صراع وجود مع الجماعات المسلحة ، وتنفيذ الاجندة الغربية السعودية في تقسيم البلاد على اسس طائفية وعرقية ، ومن هنا ينبغي ان نتساءل عن التوقيت والغاية من نشر مثل هكذا وثائق ومستندات خصوصاً والجميع يعلم ان صاحب الموقع “جوليان اسانج” كان قد هرب عام ٢٠١٢ بعد ملاحقته من قبل المخابرات الامريكية وربما يكون قد لجأ الى احدى السفارات في روسيا او ألمانيا ، فكيف يتسنى له الحصول على الوثائق والأسرار خصوصاً خلال الفترة الماضية .
الامر المهم ان هذا الموقع كشف واقعية وميول بعض الفضائيات وإعلاميين ، حيث ان هناك فضائيات اعتمدت نفس اُسلوب ويكليكس في نشر الوثائق والمستندات ، وكانت مادة دسمة لبرامجها اليومية والتي تسميه محاربة الفساد ، والتي استطاعت من استقطاب متابعين لها في عموم المدن العراقية ، واتي كشف موقع ويكليكس علاقة مسؤوليها مع المخابرات السعودية والطلب منها ضرورة زرع تكتل سياسي شيعي معارض للنفوذ الايراني في العراق ، الامر الذي يجعل مواقف هذه الفضائيات متناقض تماماً مع دعواتها الإعلامية ، وظهور أعلاميها ولكنهم حاملي راية مكافحة الفساد في البلاد ، كما انه يكشف مدى ضلوع هولاء مع الاجندات الإقليمية التي تحاول زعزعة الوضع السياسي الداخلي، وإيجاد ثغرة طائفية في داخل المكونات السياسية عموماً ، الامر الذي جوبه بالرفض من الجانب السعودي ، كونها غير متسقة مع الوضع السعودي في المنطقة ، خصوصا مع المستنقع اليمني ، ناهيك عن الوضع الداخلي السعودي الذي ربما يتعرض للهزات خطيرة قد تؤدي بحياة المملكة .
ام هذه الوثائق تظهر مدى العلاقة بين السياسين العراقيين وبين المخابرات السعودية ، وتهافتهم على ابواب المملكة لإستجداء العون المالي والمعنوي ، الامر الذي اصبح مكشوفاً للملأ ويعرض الجانب السعودي للإحراج ، ناهيك عن الموقف الذي تعرضت له هذه الشخصيات السياسية العراقية ، والتي بالتأكيد هذه التسريبات شكلّت خيبة امل واحباط لدى الشارع العراقي الذي ينظر الى سياسية انهم حريصين على مستقبله ووجوده على كافة المستويات ، كما انه يكشف ان الفساد الذي تعاني منه مؤسسات الدولة العراقية لايمكن حصره داخليا ، بل هو خاضع لأجندات إقليمية ودولية تحاول زعزعة الوضع الاقتصادي والسياسي والامني .
يبقى على الشخصيات الوأد ذكرها في الوثائق ان توضح موقفها واعلان برائتها من هذه الوثائق ، خصوصاً انها تعدت الجانب الشخصي الى المواقف الوطنية ، الامر الذي يجعلهم مطالبين بتوضيح موقفهم وبرائتهم من هذه التهم ، مع ضرورة تفعيل دور النزاهة النيابية والحكومية ودور القضاء والنائب العام والاقتصاص من الفاسدين والخونة .