قيل بأنّ لقمان الحكيم هو رجل حكيم وصالح، تُعدُّ موعظته لأبناءه من أبرز ما ورد عنه. فقد جاءت هذه الموعظة لتفيد الجميع، حيث تشتمل على حِكَم ونصائح مهمة للنجاح في الحياة. وتتضمن تلك الموعظة قصصًا وحكايات مشوقة، بالإضافة إلى تعاليم عُمِلَتْ على نقل القيم الأخلاقية الحميدة. ومن بين العبر التي وردت في تلك الموعظة هي التحذير من الغرور والكبرياء، وضرورة الاعتذار والصفح في المواقف الصعبة. كما ركز لقمان على أهمية الصبر والشكر، وعلى ضرورة الحرص على العلم والتعلُّم. الموعظة مرتبطة بالآية القرآنية: “وَأَوصِيكُمْ بِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ رَقِيبٌ عَلِيمٌ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء: 1). إذ تأكد لقمان في موعظته من أن أبناءه يتعاملون مع الله بعناية كبيرة، وأنه هو الرقيب الحكيم الذي يراقبهم في جميع أحوالهم ويأمرهم بالصواب. وفي الحقيقة، تُعَدُّ مسألة الاعتصام بحبل الله جميعًا أحد العظات المهمة في تلك الموعظة. حيثُ أمَرَ لقمان أبناءه بالتمسّك بحبل الله وعدم التفرقة والتمزيق بينهم. رغم اختلاف أعمارهم وأهواءهم وأحداث حياتهم المختلفة، فإنَّ الاعتصام بحُبْل الله سيُساهِم في تقوية علاقتهم الأخوية وزيادة التعاون والتآخي. فقد حثَّ لقمان داخل موعظته أبناءه على أن يكونوا كالأصابع التي تلتَّحم سويًا لتشكِّل يدًا قوية ومتحدة.ويتضح من الموعظة أنَّ لقمان الحكيم كان يتمتع بحكمته وحبه الكبير لأبنائه. فقد جعل من جمعهم حول حبل الله سلاحًا فعالًا لمواجهة التحديات وضمان بقائهم تجاه المصاعب التي قد تواجههم في الحياة.وإنَّ موعظة لقمان الحكيم لبنيه تُظهر أهمية إتباع القيم والمبادئ الإسلامية، وتسليط الضوء على القواعد والمبادئ الأساسية التي يتعيّن على الفرد اعتمادها لكي يستمتع بحياة ناجحة وسعيدة.