كان القتلة باسلحتهم الغادرة المخبأة خلف الظهور ..خائفين ! واولياؤهم المتآمرون معهم قلقين لاينامون ، وداعموهم الغربيون المدججون بالتكنولوجيا مندهشين يترقبون، والشرقيون بقناصيهم وطائراتهم المسيرة يائسين ، كل اولئك مرعوبون من ضحايا لاتحمل في ايديها الا الغضب ولاتخبيء خلف ظهورها الا الحرمان والحقوق المسلوبة والجوع والقهر !
جماهير سلمية حانقة ترعب طغاة بجيوش وعدة وعتاد ..وكل ذلك بمجرد موعد بالحضور ووعد بالوفاء والاتحاد .
منذ القدم وجماهير العراق ترعب طغاته- عندما تغضب- ..وان طال سكوتها وبدا انه الخنوع والخضوع .ولكن لثوراتها فعل الزلازل .
كل تجارب الاسقاط والانتفاضة والفشل والنصر كانت ضد طغاة متجبرين ينبذهم العالم من حولهم ويترجى اسقاطهم ،،لكن هذه المرة تختلف فالطغاة فاسدون يلتف حولهم كل المنتفعين عبر بقاع الارض ويساندوهم والخصم جماهير عزل الا من الغضب والهتاف والزحف الاعزل ..ولكنها جماهير شباب العراق المرعبة ..افعال اجدادهم تمهد لهم ، وقساوة عقابهم يخوف الباغين منهم.
بعد ان ظننا وقلنا ان الشعب صار مستكين وغلب على امره وشبابه استطاب العطل والكسل ورجاله فقدوا الهدف والامل ..عادوا من جديد .
فكيف يرعب الاعزل خصمه المسلح ! انه الغيض والتجارب ، فقد طفح كيل عصابة الخضراء وبلغ غيض العراقيين الزبى ولم يبق في قوس رماتهم منزع . فسياسيو العراق يعرفون ان نهاية الطغاة في هذا البلد لن تكون محاكمة كبقية البلدان وانما كل مرة قتلة جديدة ونهاية شنيعة فريدة ..فكلما صبر العراقيون غضبوا وكلما واعدوا وهددوا ، نفذوا وارعدوا ، ولذا فان موعد جماهير العراق هو الاكثر رعبا للسياسيين بين الاقران ، وندعو الله السلام والامان ونهاية الفساد والطغيان.