ألاعلام اللبناني يمتلك خبرة متقدمة ونضج أعلامي وسعة وتعدد قنواته وبرامجها وأنفتاحها على الساحة العربية جعل بعض موظفي المحاصصة العراقية من الذين حصلوا على مواقع لايستحقونها في الدولة العراقية , مما جعل البعض منهم يسعى لتعويض فشله في العراق فيقدم نفسه للآعلام اللبناني بما يحمله من عناوين مغرية لمحترفي ألاعلام ولو للوهلة ألاولى مثل عنوان : مستشار رئيس الجمهورية الذي يعني الكثير لمن يعرف قدر العناوين ودلالاتها , ومثل عنوان : رئيس هيئة ألاتصالات , وعنوان ممثل القائمة العراقية والوفاق , وعنوان مدير تحرير صحيفة الصباح الحكومية , وعنوان نائب في البرلمان العراقي , كل هذه العناوين حاول أصحابها أستغلال مايحمله من عنوان ليطرح نفسه من خلال ألاعلام اللبناني لاسيما قناة الميادين وهي حديثة العهد بالظهور ولكنها سجلت ظهور ملفتا , وقناة المنار المتميزة بحلتها المبدأية ومهنيتها التي سجلت أعترافا دوليا كنا نأمل أن تحذو حذوها ولو في بعض الجوانب قناة الفضائية العراقية التي تحمل أسما كبيرا وينفق عليها من مال الشعب العراقي كثيرا ولكن بمردود ضئيل يكاد لايتناسب وعمر التلفاز العراقي كأول تلفاز في الوطن العربي ولا يتناسب مع الخبرات والكفاءات والنخب الثقافية العراقية التي سجلت حضورها بأمتداد هجرتها مثلما سجلت سبقا في مضمار الفكر ونظرياته كنظرية التوالد الذاتي في المعرفة للشهيد السيد محمد باقر الصدر التي ظهرت في كتابه ” ألاسس المنطقية للاستقراء ” ومثل بحوث لغوية للعلامة الدكتور مصطفى جواد بعنوان ” قل ولا تقل ” وربما يسجل للفنانين التشكيليين مثل فائق حسن ريادة تجعل من العراق حاضنا للرواد مثل ” جواد سليم ” ورائعته جدارية ” نصب الحرية ” في الباب الشرقي التي أصبحت معلما من معالم بغداد والعراق ربما لو يتاح لتنظيم القاعدة التكفيري ألارهابي فرصة لآنقض عليها وحطمها كما حطم نصب الشاعر أبي العلاء المعري في سورية ومثل ما قام بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي ومثل هجومه الهمجي على مرقد ألامامين العسكريين في سامراء التي قال عنها الشاعر العراقي البغدادي الشريف الرضي :-
وتلفتت عيني فمذ بعدت
عني الديار تلفت القلب ؟
ويظل الشعر الحر ورواده العراقيون ” بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي , ونازك الملائكة ” يتصدرون الريادة الشعرية الحرة بتفعيلتها التي تحافظ على أنتظام القصيدة وأنتسابها لولادتها في اللسان العربي الذي كتب المعلقات فكان أمرء القيس يقول ” طوفت في كل البلاد .. فلم أجد غير الغنيمة في ألاياب ” ولكنه مات في بلاد ألاناضول , وكان النابغة يقول مخاطبا رسول الله “ص” : لقد أعطاك ربك سورة … ترى كل ملك دونها يتذبذب ” ؟ ثم كان الشاعر الفرزدق الذي قال للآمام الحسين عليه السلام الناس قلوبها معك وسيوفها عليك ” ثم الشاعر الكميت المعاصر للآمام محمد الباقر والذي يقول بحق أهل البيت عليهم السلام ” وطائفة قد أكفروني بحبهم … وطائفة قالوا مسيئ ومذنب “ثم شاعرنا العراقي المعاصر محمد مهدي الجواهري الذي قال في الحسين في قصيدة أمنت بالحسين ” وعفرت خدي بحيث أستراح … خد تفرى ولم يخضع ” و الذي وضع قواعد النحوهو ألامام علي بن أبي طالب وعلمها لآبي ألاسود الدؤلي وقال له : أنحوا هكذا , وعلي بن أبي طالب هو من أتخذ الكوفة عاصمة له , ولذلك أصبحت للكوفة مدرسة علماؤها ساهموا في تشييد البنيان اللغوي والفقهي والتفسيري ثم الفلسفي , وألاعلام العراقي بشخص القناة الفضائية العراقية لم يرتفع الى مسؤولية عمل الريادة والرواد في العقل العراقي ومانراه ونسمع به يطرح من على هذه القناة لايسر المطلع , ولا يقنع المشترع , ولا يرضي المستزيد ولا يحقق مهنية المريد , فألاسماء أغلبها طارئة , والعناوين منتحلة , وألالقاب مدعاة , والخيبة حصة الجميع .
ونتيجة هذا ألانكسار والضياع نرى موجة التسابق غير المتزنة للظهور المستعجل في ألاعلام اللبناني وهو ماينعكس سلبيا على الريادة العراقية وشخصياتها المعروفة بالثراء والعطاء والتأسيس الذي بدأه أبراهيم النبي أبو الحنفية ألاولى ثم واصل بعده أبنه النبي أسماعيل ثم النبي أسحاق ثم يعقوب النبي الكنعاني الذي تمنى على أولاده أن يلتزموا بألاسلام في مفهومه الرسالي الكوني , فالتأسيس بدأ من العراق ويعود للعراق على يد ألامام المهدي المنتظر , وتلك أطروحه لايعرفها ألا من صفا قلبه وخلصت نواياه وكمل عقله وعرف ربه , ومن هنا نرى ألاعلام العراقي أنعكاسا للشخصية العراقية التي مضمونها الولاء وألانتظار , ولكن هوية بعضهم تمر في غمرات التشويش ولكنها قابلة للتماثل الصحيح بعد أن تحصل قدحة ألالتماع الذهني المستودع في العقل البشري كسر وجودي .