مقدمة : في 4 يونيو 2016 قام الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي بتحرير الصقلاوية بالكامل. في 26 يونيو 2016 تم اعلان تحرير الفلوجة كاملة وهي آخر منطقة كانت تحتله داعش.في تلك الفترة كنت اقدم محاضرات في حسينية الحاج محيي التميمي رحمه الله, وقلت كلمة يتذكرها ابناء ابي الخصيب . وهي بعنوان تهديد للشيعة في العالم لان العدو شرس وممول من دول الاستكبار ولا يمكن ان يسكت على خسارته امام القوات العراقية بكل فصائلها. قلت .استعدوا لحرب اعلامية على المذهب وبنقاط ثلاثة كونها تشكل قوة الشيعة .
النقطة الاولى هي ضرب المرجعية بتهم وشبهات وانهم فرس والنقطة الاخرى لا يوجد نص شرعي في وجوب تقليدهم واتباعهم. وانهم يتسيدون على الشيعة بعنوان الرجعية ولا بد من مرجع عراقي او عربي. الخ..
النقطة الثانية : محاربة المنبر الحسيني وافراغه من محتواه العقائدي والثقافي وجعله منبر نواعي وقصص خرافة وبث مجالس خطباء فاشلين همهم الطعن بالعقيدة والعلماء والمجاهدين والطعن بالشهداء واصحاب الفكر الحسيني. وقد نجح الدواعش ايما نجاح في هذه النقطة مع الاسف وساعدهم اصحاب الحسينيات.
النقطة الثالثة: محاولة افراغ الشعائر الحسينية بكل تفاصيلها من المحتوى الذي تربى عليه شيعة اهل البيت {ع} وادخال اطوار ورقص والات لا تمت لشعيرة الحزن من قريب ولا بعيد. ونجح المندسون في هذا المجال وتغلغلوا في صفوف بعض الشباب الشيعي ممن لا يعرف ولا يقرأ ولا يريد ان يتعلم .
موضوعي الان لا اناقض فيه من يروجون عدم وجود ادلة شرعية على وجوب التقليد . لان هؤلاء اصلا فارغين من أي محتوى علمي ولا يمكن ان يجادهم عاقل ولا ازايد عليهم ولكني اتحدى أي منهم ان يكتب سطرا ثقافيا واحدا في التراث الديني. او في تفسير القران او مناقشة قضية تاريخية او علمية.بعد هذه المقدمة اعود لأدلة التقليد متمنيا للإخوة القراء الفائدة ان شاء الله.
أدلة وجوب التّقليد: التقليد في اللغة القلادة معناها: جعلها في عنق الغير. واصطلاحاً: هو الأخذ بفتوى الغير وتعلُّمها للعمل بها. ورد عن الكلينيُّ بسندٍ صحيح، عن أبي عبيدة الحذّاء، قال: قال أبو جعفر (ع):(مَن أفتى النّاس بغير علمٍ ولا هدىً من الله لعنته ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب، ولحقَه وزرُ مَن عمل بفتياه)( وسائل الشيعة ج18ب 4 من أبواب صفات القاضي ح1).
اما في وجوب التّقليد من القرآن الكريم: هو قوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)( سورة التوبة،122.) هذه الآية دلّت على وجوب النّفر للتفقّه في الدّين، وقد أكَّدَ علماء اللُّغة بأنّ (لولا) إذا دخلت على الفعل المضارع أفادت الحضَّ على الفعل والطلب له، وإذا دخلت على الماضي تكون للتّوبيخ وترك العمل(: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ج2 ص 393.) ولا ادري ما هو راي العباقرة الذين يروجون عدم وجوب التقليد ؟ اتمنى اسمع رايكم..!!
لان هذه الآية دلَّت على وجوب الاجتهاد ـ الذي هو التفقُّه في الدّين ـ وأنّ هذا الوجوب على نحو الوجوب الكفائيّ لا العينيّ؛ لأنّها قالت بأنّ هذا الأمر يجب على طائفة من كلِّ فرقة، فهو وجوبٌ كفائيّ لا عينيّ.
اما الادلة في وجوب التّقليد من الرَّوايات الشرّيفة:1: قول الإمام الصّادق{ع}لأبان بن تغلب:اجلسْ في مسجد المدينة وأفتِ النّاس، فإنّي أحبُّ أن أرى في شيعتي مثلك (رجال النجاشيّ ص 10ت 7.). رواية ثانية قول الإمام الرِّضا (ع) لعبد العزيز المهتدي عندما سأله: إنّي لا ألقاك في كلِّ وقتٍ، فممّن آخذ معالم ديني؟ فقال (ع): (خُذْ عن يونس بن عبد الرّحمن) وسائل الشّيعة، ص218 ب11 من أبواب صفات القاضي ح234.والحديث الثالث عن الرضا{ع}لعليّ بن المسيّب الهمدانيّ عندما سأله: شقّتي بعيدةٌ يعني سكني بعيد ، ولستُ أصلُ إليك في كلَّ وقتٍ، فممّن آخذ معالم ديني؟ قال{ع}(من زكريا بن آدم القمّيّ المأمون على الدّين والدُّنيا) وفيرواية أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال، قال: قال الصّادق (ع): (إيّاكم أن يحاكِم بعضُكم بعضاً إلى أهل الجّور، ولكن انظروا إلى رجلٍ منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإنّي قد جعلته قاضياً، فتحاكموا إليه)( وسائل الشيعة ج 18 ص4ح5.) وختاما ارجو ان يسمعني من له سمع وعقل . وان قلت هناك روايات تفيد بعدم التقليد عند الشيعة . فاقول ساتحدث بها في الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليم .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي