4 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

موسوعة العذاب

موسوعة العذاب سبع مجلدات تاليف القاضي الكبير عبود الشالجي ( 1908 ـ 1996) جمع فيها ما يندى لها جبين الانسانية من ابتكار وسائل تعذيب الانسان مهما كان بريء ام متهم مع التحفظ على من ادعى نفسه فقيها وجوز تعذيب البريء لغرض الحصول على الاعتراف .

هذا الكتاب ومؤلفه القدير لم يطلع على مستحدثات وسائل التعذيب ، وهذه الاساليب التي تستخدم لتعذيب الانسان ان دلت على شيء فانما تدل على الانحطاط الذي يعيشه الحاكم الذي يعتمد التعذيب ، والتعذيب ليس فقط التعذيب الجسدي بل النفسي كذلك والقتل قهرا ، ومن ضمن هذه الموسوعة نستطيع ان نستدل على بشاعة وفضاعة بناء السجون التي يبتكرها الحاكم او من يعمل بمعيته ممن هم مجهولي النسب فتقرا عن سجون حتى الحشرات والحيوانات القارضة لا تصل اليها فيقمعون الانسان فيها .

يشهد الله كم اتالم وانا ارى مثلا الشرطة وهم يلقون القبض على مجرم نعم مجرم ثبتت الجريمة عليه ويقومون بضربه وركله امام اعين الناس ، لماذا هذا الاسلوب الذي يدل على قباحة اخلاق من يقدم عليه .

بل ان وسائل الاعلام تطلعنا يوميا على وسائل تعذيب علمانية وبشكل صناعي لا يمكن ان يفكر بها حتى الشيطان ، اتذكر بعد السقوط وانا في الكاظمية رايت شخصا يحمل جهاز تعذيب سلبه من الشعبة الخامسة في الكاظمية وهو لايعلم ماذا سلب ولكن من كان يعمل بالشعبة تعرف عليه وقال انه جهاز الصعق الكهربائي .

لماذا يتفنن الانسان في تعذيب الانسان ، والامام الصادق عليه السلام يقول الاعتداء على حرمة الانسان لاشد عند الله من الاعتداء على حرمة الكعبة ، هذا يخص العمل الامني والجنائي ، ولكن الا تعتبر الحروب وسيلة من وسائل التعذيب عندما يقدم العدو وخصوصا الجيش الامريكي والعصابة الصهيونية باستخدام الاسلحة الممنوعة من النابالم واليورانيوم فتؤدي الى الموت حرقا وببطء وهذا ما حدث في تفجيرات الكرادة التي استشهد فيها مئات العراقيين حرقا اي يقف وينتظر النار تلتهمه ، فهل هنالك ابشع من هذا التعذيب ؟

واليوم ونحن نرى سلسلة التعذيب الصهيوني لفلسطين عبر اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين اصحاب الشرف والارض ومن غير اسباب سوى لانهم المالكين الشرعيين لفلسطين ، وسكوت حكام العرب خاصة والمسلمين عامة على هذه الجرائم الصهيونية الا تعتبر وسيلة من وسائل تعذيب الانسان ؟ بمن يتامل الانسان لكي ينجو من هذه العذابات ؟ والولايات المتحدة الامريكية سيدة التعذيب في التصنيع والابتكار والتصدير والاستخدام ولا احد يحاسبها ابتداء من قرقوزات مجلس الامن التابع لمسرح الدمى للامم المتحدة ؟ ونهاية بحكومات دائمة العضوية

الامام السجاد عليه السلام يرفض ان يضرب ناقته والانسان يتلذذ بذبح الانسان ، وقد استطاعت القوى الشيطانية من تهيئة عصابات اجرامية باسماء اسلامية ( القاعدة وداعش ) بان ترتكب جرائم تعذيبية ما كنا نسمع بها وحتى لا نراها بالافلام اصبحت حقيقة حدثت في العراق .

اما افلام الاكشن التي تنتجها استوديوهات هوليوود فانها تعرض وسائل تعذيب للبشر ليست خرافة بل عن واقع وتستفيد من عرض هذه الافلام بجعل عقول من يشاهدها مهيئة للاقتناع بها وانها حقيقة .

اي مؤسسة انسانية على وجه الكرة الارضية الافضل لها ان تطمر نفسها في احد سجون الطغاة عندما عرض فلم تعذيب السجناء في ابي غريب الذي لم اشاهد لقطة منه لانني لا استطيع ان ارى الانسان يعذب .

من هي المنظمة المسؤولة التي تستطيع ان تطالب بحظر وسائل التعذيب مثلما تدعي امريكا بحظر الاسلحة النووية او الدمار الشامل وهي من تصنعها وتصدرها .

رحم الله عبود الشالجي لو كان على قيد الحياة لجعل موسوعته ليس من سبعة اجزاء بل ضاعفها ان استطاع ان يجمع ما ابتكره العلمانيون من وسائل مستحدثة لتعذيب الانسان .

أحدث المقالات