21 ديسمبر، 2024 11:52 ص

موسم محاصرة النظام الايراني

موسم محاصرة النظام الايراني

يمر النظام الايراني بمرحلة لم يسبق وإن مر بمرحلة مشابهة لها طوال ال41 عاما المنصرمة إذ ولأول مرة، يجد النظام نفسه محاصرا في زاوية ضيقة جدا ومن کل النواحي ولأول مرة يجد نفسه في موقف ووضع لايحسد عليه ولاسيما وإنه لم يعد يمتلك أية خيارات فعالة ومفيدة لکي يرفع عن نفسه الضغط، والأسوأ من ذلك إن عامل الزمن لم يعد کالسابق في خدمته بل إنه صار يعاني منه الامرين.
النظام الايراني الذي يواجه بسبب من العقوبات الدولية التي تتصاعد وتيرتها ولايوجد في الافق مايوحي ويشير الى نهاية لها، يواجه أوضاعا إقتصادية بالغة السوء بل وإن العديد من الخبراء الاقتصاديين يعتقدون بأن الامور إذا إستمرت لفترة أخرى على هذا المنوال فإن إقتصاد النظام سينهار حتما، کما إن النظام وبسبب من هذه العقوبات يواجه أيضا عزلة دولية متزايدة ولم يعد يمکنه أن يجد منافذا بديلة له لکي يجد متنفسا له. أما الاوضاع الداخلية فإن هناك سياقان مهمان لابد نمن الاشارة إليهما:
الاول؛ تزايد مشاعر الغضب والرفض والکراهية ضد النظام وتزايد الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وبروز دور وتأثير مجاهدي خلق کقوة سياسية فعالة في الداخل الايراني ولها شعبية کبيرة بإعتراف المرشد الاعلى للنظام.
الثاني؛ يعيش النظام حالة إنقسام ومواجهة وإختلاف داخلي غير مسبوق بسبب من الاوضاع السيئة للنظام على کافة الاصعدة وکون کل طرف يتهم الثاني بما آلت إليه الامور من وخامة رغم إن کلهم مسٶولون عن ذلك.
في هذا الوقت فإن النظام وفي ظل النقاط التي أسردنا ذکرها، يتخوف کثيرا عندما يجد نفسه في هکذا زاوية حادة جدا ولايجد مخرجا منها والذي يزيد من معاناته هو إنه يعلم بأن في حزيران من کل عام تقوم المقاومة الايرانية بعقد تجمعها السنوي العام الذي يحرص على حضوره أکثر من 100 ألف إيراني من مختلف انحاء العالم من أجل فضح النظام الايراني والکشف عن جرائمه وإدانتها ومطالبة المجتمع الدولي بمعاقبة ومقاطعة هذا النظام، فإنه يتخوف کثيرا هذه السنة من أن يصبح هذا التجمع منطلقا لتأليب المجتمع الدولي وتحشيده ضده وبالتالي زيادة الحصار والعزلة الدولية عليه، فإن النظام لايجد من سبيل أمامه سوى لعبته المعهودة بأن يلقي بتبعات وأسباب الاوضاع السلبية التي يعاني منها الشعب الايراني في رقبة حکومة روحاني، ومع إن حکومة روحاني مقصرة حقا بحق الشعب الايراني ولکن يجب الاقرار بأن النظام کله متورط ومسٶول عن ماقد آلت إليه الاوضاع من سوء وإن على الجميع سواسية دفع فاتورة الحساب التي يبدو أن أجل دفعها قد إقترب کثيرا!