23 ديسمبر، 2024 5:30 م

موسم الهجرة من سورية !

موسم الهجرة من سورية !

المعركة في سورية طويلة، وقد تطول أكثر مما نظن، والدمار سيعم هذه البلاد، وشرر الثورة سيصيب الجوار مشعلاً الحرائق، المال الخليجي والصياح الأمريكي وطول الأمل الإيراني والهدوء الروسي كفيلة كلها بإطالة أمد المعركة.
هل تنتمي سورية إلى دول الربيع العربي؟ وهل يمكن تصنيف نظامها الجديد ـ إذا انتصر ـ على انه جزء من منظومة الحرية المنبثقة من انتحار البو عزيزي؟ وهذا يقودنا إلى التساؤل أيضاً: هل يمكن مقارنة بشار الأسد بالقذافي وعلي عبد الله صالح؟ وهل يستحق البعث في سورية أن يكون طرفاً في المنظومة السياسية اعتماداً على شعبيته أو شرعيته المفترضة؟
وهذا يؤدي بنا إلى ما لا نهاية له من الاستفهامات العرضية والمنطقية، التي تنتهي حتماً إلى نهاية غير واضحة لسورية. سورية التي تحتمي فيها طوائف وأعراق كثيرة تمتد إلى داخل دول الإقليم. نظام سورية الذي اختار الانضمام إلى آخر معاقل مقاومة الهيمنة الأمريكية عليه أن يدفع الثمن. في المعركة السورية أدهشتنا وفاجأتنا قدرة المتمردين وصمودهم، وكذلك قوة الأسد وثباته القوي، ما زال يكرّ على اعدائه مرة تلو أخرى بلا ملل. وبينهما تحولت سورية الرحيبة إلى ركام. إذا كانت هناك تسوية فلن تكون على حساب الأسد، سيرضى المجلس الوطني ومعه الجيش الحر مرغماً، هكذا يقول التاريخ، سيسلّم المقاتلون أسلحتهم ويذوبون، وسيبقى المعارضون في منافيهم.
أو سيتكرر مشهد ليبيا بطريقة أسوأ، الدمار لن يُعاد بسرعة، حيث لا موارد إلا التجارة والسياحة التي انسحقت بناها التحتية، أو انتظار المعونة الخليجية مدعومة بمؤتمر يعقد دورياً بلا طائل تحت عنوان «إعادة إعمار سورية».
يسعى الطرف الغربي الداعم للمتمردين إلى تحشيد العالم ضد النظام، ويطمح إلى جر أطراف إقليمية لإسعار الحرب، لأنه وببساطة سيكون بعيداً عنها. الشرق الأوسط ساحة جاهزة للحروب في كل وقت، الهدنة أو السلام قد تكون هامشاً على غبار المعارك وساحات القتال.
سورية ألم ووجع، شاهد على تقلب الزمن وغدر الأقدار، كيف تحول رمز القوة والاستقرار إلى دمار شامل وهجرة جماعية؟ قال محدّثي ببساطة ونحن نتابع الأخبار: سورية تمر بظرف «أتعس» مما مررنا ونمر به.. رحماك بهم يا رب!