17 نوفمبر، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

موسم الهجرة الى الوراء

موسم الهجرة الى الوراء

نعيش الان زمن العودة الى الوراء في العراق العزيز , فلم تفلح محاولات حمورابي ولا حضارات سومر واشور واكد في جعل العراق متقدماً , على الرغم من وجود السبق من قبل هذه الحضارات .
ولم يعرف العراق للتطور باباً لكي يفتحه , والموجود على ارض الواقع فقط الصراع على مواضيع اكل الدهر عليها وشرب فهناك من يريد الان ان يجعل علي بن ابي طالب الخليفة الاول وهناك من يريده تاسع خليفة , تنازع غير ذي جدوى وغير ذي فائدة والشباب العراقي المثقف والغير المثقف ينجر الى هذا الصراع عاماً بعد عام ولم تفلحه محاولات البعض في الخلاص من هذا الصراع الابدي الذي لن يقدم ولكنه سيؤخر .
ولكني اعود لأقول ان السبب في ذلك يقع على عاتق الحكومات المتوالية التي مرت على العراق فكل يثبت ما يريد وفق المبدأ البريطاني الشهير “فرق تسُد”.
واللوم يقع ايضاً على عاتق مناهج التعليم وبالتالي على الحكومة العراقية , فالعملية الدورية لتبديل المناهج يجب ان تتم بحرفية كبيرة لرفع الحيف والتخلف عن ابناء هذا الجيل ولكي تكون نقطة انطلاق للاجيال القادمة , ولكن مع الاسف فإن عملية تبديل المناهج وتحديثها غير حرفية وغير مسؤولة , والكل فيها يبكي على ليلاه .
ذهب الدكتاتور الذي وضع اسمه في كل سطر من سطور الكتب ولكن ما النتيجة من ذهابه , جاء بعده المنادون بالديمقراطية والحرية والتعددية والتخربية والشوفينية والتحزبية , والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فكل الذين جاءوا يحاولون البحث عن تاريخهم الذي يعتقدون بإنه حرف او تم سلبه , فبدل ان نلاحظ تطوير الكتب العلمية بما وصل اليه العلم الحديث في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم الطبيعية , فلم يكن احد بمستوى المسؤولية فإن المناهج التي تم السباق على تعديلها كانت مناهج التاريخ والعلوم الاسلامية , فها نحن نجد فصلاً جديداً في كتاب التاريخ يحمل عنوان شخصيات قومية ليتصدره اسم الملا مصطفى البرزاني , وفصل في كتاب الاسلامية السيد محمد باقر الصدر , وغيرها من الفصول التي وضعها رواد الديمقراطية , فكل يبكي على ليلاه .
وبالرغم من هذا الجهود الجبارة لأضافة هذا الفصل أو ذاك على كتب التاريخ , لن تجد حتى وان نبشت قبور الكتب والمناهج الدراسية اي اثر لأينشتاين ونظريته النسبية التي فتحت الباب للعلم الحديث , واكاد أجزم بأن طلاب المدارس لا يعرفون عن اينشتاين غير صورته المعروفة بشعره الاشعث وملابسه المغبرة .
وخير ما يقال هنا هو بيت الشاعر بشار بن برد :
لقد أسمعت لو ناديت حياً      ولكن لا حياة لمن تنادي
دمتم على حب العراق …..

أحدث المقالات