23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

موسم الفضائح والتجار!!

موسم الفضائح والتجار!!

يبدو ان  الجدل الذي الذي يثار حول اتهامات مشعان الجبوري بفضيحة أخلاقية في بيروت، لن يكون الأخير في هذه المرحلة الأنتقالية،  فهناك جهود منظمة للكشف عن ملفات فساد  خطيرة للغاية، و اماطة اللثام عن ” خطايا بالجملة”، أرتكبها صناع قرار ، وينفذها تجار و سماسرة بطرق ملتوية في كل الأتجاهات، ما يضع أحلام المواطن في متاهات زمن اللامسؤولية، خاصة في محافظات تم التجديد فيها فترة ” الوالي ” أربع سنوات قادمة ، سيكون فيها من الفضائح ما يزكم الآنوف، حيث يجهز كل فريق مستلزمات الميدان قبل دخول المواجهة، حيث سيبدأون بوضع العصي في دوالي الأستقرار الأمني ، و حشد وسائل التصفية الشخصية بأموال  حكومية وحزبية و قبلية أيضا.
و نريد في هذا المقال طمئنة المواطن و نصيحته بضرورة ايقاف عقارب ساعته، لأن الخدمات ذهبت مع صناديق الأقتراع، و أن المسؤولين الذين تم انتخابهم  في مجالس المحافظات الأخيرة، لن يعودوا اليهم قبل نهاية الولاية، ثم أن أموال الموازنة قد حولت الى استثمارات وعقارات خارج الوطن، يديرها ” مهمشون” اجتماعيا كانوا قبل أشهر ينافسون مهمة نائب عريف الطاولة المسائية لكسب الود، قبل أن يتحولوا الى ” عناوين” في مهزلة رضا الحاكم عن تقديم كل الخدمات !!
ولكي لا يذهب الظن ببعضهم الى تصديق رواية النزاهة و السهر عى خدمة المواطن، فقد عرفنا من مصادر مطلعة أن مسؤولين في محافظات شمالية قد تقاسموا ” الغنيمة و أتفقوا على توزيع المناصب الأدارية لتمرير عمليات النهب الذي يخدش الحياء”، مشيرين الى أن بعضهم  طلب دفع الفواتير مقدما فقال التجار سمعا و طاعة مولانا!، بعد أن أستغل “مسؤولو الصدفة ” طيبة شعب العراق و تعصبه الضيق كجسر للعبور مجددا الى المنصب، في مهمة كانت أقرب الى الحملة العسكرية، التي تم توظيف كل شيء فيها باستثناء النزاهة و مخافة الله، فيما يغدق التجار في عواصم اقليمية الهدايا لتمشية الأمور ضمن الممكن من السياقات!!
لقد  أستغل ” السحت ” لشراء ممواقف و دفع استحقاقات المجاملة، بانتظار فرهود جديد يبدأ بصفقات التنفيذ المباشر للمشاريع ولا ينتهي باختيار المقربين للمناصب ” الحساسة جدا”، فقد تم 
شراء كل شيء في هذه المحافظات ، و تم توزيع رأس المال على عدد محدود جدا من الأشخاص، يتنافسون فيما بينهم على كل شيء، لكنهم يتفقون في مهمة ” الصمت أمام الوالي الجديد”، ينفذون بلا ارادة ما يطلب منهم في كل مكان، يدفعون هنا لمجاملة شخصية وهناك لدعاية انتخابية مفتوحة في آواصرها الأجتماعية، و في مكان ثالث يمررون ملايين لتحسين سمعة و تبييض وجه، كما يقولون في مجالسهم الخاصة، التي تدير بالنيابة موازنة المحافظات من كهرباء الى ماء الى مدارس و بترو دولارات.
يخطأ المواطن اذا توهم فرجا في السنوات المقبلة، لأن ” الجماعة ” وزعوا المهام و حددوا أوجه الصرف خارج العراق، وباشروا خطط البيع و الشراء بنسب مختلفة، يكثرون هذه الأيام من الأجتماعات و اللقاءت الرمضانية الضيقة، قناعة منهم بوجوب الركض باسرع من عقارب الساعة، ، و كأن حالهم يقول ” أنه ربع الساعة الأخير من المباراة ويجب تحقيق أكثر الأهداف قبل صافرة الحكم “، بعبارة أوضح أن ” الجماعة ” تراهن على مرحلة لن يتم تجديدها وبالتالي يجب حشر الأمور ببعضها، للفوز بالأكثر من المليارات، التي حولت بعضهم الى قضية بعد أن كانوا قبل أشهرعلى قارعة طريق الضياع في عمان و دمشق وبيروت و أنقرة.
لا نعرف عن أي مستقبل يتحدث المواطنون وقد تحول التجار الى صناع قرار يتحكمون بأوجه صرف موازنة المحافظة الفلانية وعقود شركات التنقيب عن النفط و مطاعم العمال في محافظة أخرى، و مقايضة رهائن هناك ، و كأن النهب قد أصبح سياسة متفق عليها بين مسؤولين و تجار،يعرفهم المواطن باسمائهم و يحفظ تاريخهم لكنه يخشى محاسبتهم اليوم، بسبب ما يتعكزون عليه من دعم رسمي غير محدود، كيف لا و هم ” حيتان البيع والشراء”.
 هل من المعقول تجيير الميزانية الحكومية لبعض الأشخاص المقربين، وشمولهم بقوائم طويلة من الأعفاءات، وتفصيل المشاريع عى مقاساتهم مقابل ” الدفع بصمت في أي وقت” ، يتصرفون بالأموال الحكومية و كأنها ميراث عائلي، وهم على حق فقد “دفعوا ليقبضوا بلا رتوش”، لذلك يقدمون أنفسهم كخبراء في المال و الاستثمار وحتى طبيعة العلاقات الدولية، ما أفقدهم التوازن النفسي و فتح أمامهم كل ابواب ” الأنصهار” بكل الأختصاصات، كيف لا و يتحكمون بمليارات لا ترى النور في العراق، لكنها تضيء فضاءات واسعة في عواصم الجوار، مقابل شعب يزحف على بطنه من أجل البقاء، و مع ذلك يتحفنا ” كبيرهم”، أن الأمور ستشهد تغييرات مهمة، وأن عجلة الحياة ستدور خلال أيام!! ويبدو أنه يتحدث عن نهب الباقي حيث لا يتم التفريق بين الرمل و الأسمنت و لابين الحصى و الكبريت أو الأحجار الكريمة، فالنهب ينسف ما قبله، و توزيع الغنيمة من حصة ” الأوفياء بصمت و خوف”، أنها كارثة اللاوعي في العراق، حيث تحول أشخاص الى تجار بالتوقيت الخطأ، و يتسيدون المشهد بمليارات من الدولارات جعلت منهم الواجهة الحقيقية لصناعة القرار… ففي أي زمن أغبر يعيش العراقيون!!
و للحديث بقية قريبا … وهناك أكثر من قضية في جريدة ” الفرات اليوم”.

رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]