كيف يكون الحال لو تحولت الانتخابات إلى موسم للربح والتكسب والمزيد من الضياع؟!
الانتخابات! هذه الممارسة الأساسية والمهمة التي تحدد شكل القيادة والسلطة، تغدو فرصة زمنية ثمينة لجني المزيد من الأموال!!
بل كيف نريد منها ان تعزز الثقة وتعيد ردم الفجوة الهائلة التي تتسع يوماً بعد آخر بين الجمهور والطبقة السياسية وهي تتحول في كثير من جوانبها إلى عملية ابتزاز رخيصة؟.
ثم، أليس من الملفت أننا وبمرور زمن الاخفاق، غابت عنّا البرامج الانتخابية، والمشاريع التي ينوي المرشح لتحقيقها، وتم الاكتفاء بجملة عبارات يكررها الجميع، فالكل سيعمل على خدمة المواطن، وينتصر لحقوق أهله، ولا يسرقهم ويكون الأمين عليهم؟!!
انا هنا لا اعمم بطبيعة الحال، ولا اتكلم عن نوادر المرشحين الحاملين للهم حقيقة لا تزويراً.. دون شك، ولكنني اتكلم عن موسم الربح الانتخابي.
جمهور يجمع من هنا وهناك، شعارات مكررة، أموال تدفع، وكراسي تتطاير في الهواء الملوث، وتوجهات يحدد مال السحت الحرام، وشعب يزداد انكفاءً على نفسه وعزوفاً على المساهمة في تشكيل صورة بلده المستقبلية لإدراكه التام أنها لا تعدو ان تكون تكراراً للوجوه بلا ملل ولا إشباع!
ولعل هذا الأمر الخطير إنما يزيد منه حالة التخادم بين الفاسدين والفاشلين من جهة، ويعوق عملية التغيير المطلوبة، ويعرقل تطبيق نظرية الإحلال والاستبدال اللازمة، استبدال العناصر المعطوبة بأخرى صالحة وقابلة للحياة من جهة أخرى.
على حكماء البلد المسارعة ليقدموا وصفة علاج وخارطة طريق للتعافي من هذه الآفة الآخذة بالاتساع، وهو أمر يستلزم كالعادة جهداً ووقتاً ونموذجاً باعثاً على التفاؤل ويغلق الطريق أمام طوفان اليأس المتراكم.
الانتخابات باتت موسماً للسراق ولشراء الذمم وسوقاً للمهرجين بل وحتى المرتزقة الذين يكونون أداة بيد أصحاب الشرور، فمتى تكون موسماً لشعب حيّ وإنسان واعٍ يحمل حماسة الإصلاح من خلال ورقة الاقتراع؟!
وكيف نعلي من صوت العقل، وتقديرات الموقف المخلصة، والفتاوى الواعية، لتتغلب على الأصوات النشاز؟
مطلب لا يمكن المضي بدونه… ولكن أنّى لفاقد الشيء ان يعطيه!!